أبو درع في الوسط يتحدث من هاتف نقال |
كشف زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن ايواء إيران لأحد laquo;أعتى المسلحين المنشقينraquo; عن جيش المهدي التابع له وأخطر مسلحي العنف الطائفي الذي ساد البلاد عام 2006 ويتهمه العراقيون بتنفيذ عمليات القتل الطائفي في العاصمة بغداد.
أكد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي العراقي وجود المطلوب quot;ابو درعquot; في إيران هرباً من مطالبته والسلطات العراقية له لمحاكمته عن الكثير من الجرائم التي ارتكبها مسلحون quot;شيعةquot; ضد السكان السنة في احياء العاصمة العراقية بغداد بعد اندلاع العنف الطائفي الذي ساد البلاد عام 2006 إثر تفجير مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة مرقد الامامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء (120 كم شمال بغداد) وادى الى سقوط آلاف الضحايا من العراقيين شيعة وسنة.
ويعتبر أبو درع (40 عاما) من أبرز قيادات جيش المهدي سابقا وكان مسجونا لدى القوات العراقية بتهم مشاركته في أعمال عنف إلا انه أفرج عنه في ظروف غامضة في نيسان (أبريل) من العام الماضي.
وقد جاء انتقاد الصدر لإيران لايوائها أبو درع إثر رسالة وجهها له احد اتباعه وقد أجاب الصدر بالقول quot;قد طالبناهم بإرجاعه الى العراق لكن لم يستجيبوا لذلك ومع الاسف فالذي من حقه الابعاد لا يبعد ومن حقه الايواء لا يؤوى!!؟.quot;
وتأتي مطالبة الصدر بإرجاع إيران الى العراق ضمن حملة يقودها الصدر منذ اسابيع ضد المنشقين عن تياره وعن جيش المهدي التابع له والذين اطلق عليهم المفسدون حيث يقود حملة دينية واعلامية ضدهم مؤكدا ضرورة الوقوف بوجههم. فقد دعا الصدر امس الاول أتباعه الى اعلان رفضهم لمن اسماهم المنشقين والمفسدين في التيار من خلال التظاهر سلميا يوم الجمعة المقبل والتي اطلق عليها quot;جمعة الشاكينquot;. وقال الصدر في رسالة موجهة الى اتباعه quot;على المصلين التظاهر سلمياً بعد صلاة يوم الجمعة المقبل في المنطقة نفسها لنبذ المفسدين والمنشقين وشجب عملهمquot;.
واشار الى ان الهدف من هذا التظاهر هو للحفاظ على وحدة التيار الصدري وتكامله وقوته. ويقود الصدر منذ اسابيع حملة ضد المنشقين عنه والذين شكلوا مجموعات مسلحة غير منضبطة تقوم بترويع المواطنين الامر الذي دعاه اكثر من مرة الى التبرؤ منهم وتحشيد انصاره للوقوف بوجه ممارساتهم.
وكانت عناصر من جيش المهدي قد اشتبكت في صدام مسلح مع اتباع quot;ابو درعquot; في مدينة الصدر في بغداد التي تعتبر معقل الزعيم الشيعي الصدر الامر الذي ادى الى مقتل شخص واصابة اربعة اخرين.
أبو درع يتوسط عددا من رفاقه في مدينة قم الإيرانية |
وعادة ما يطلق على quot;ابو درعquot; وهو اسماعيل اللامي لقب quot;زرقاوي الشيعةquot; في اشارة الى ابي مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الاميركية شمال بغداد في حزيران (يونيو) عام 2006. وكان quot;أبو درعquot; واحدا من اهم الشخصيات البارزة في جيش المهدي وسبق له أن تدرب في إيران تحت ستار زيارة العتبات المقدسة هناك وبعد عودته للعراق قاد فرقا للموت.
وتشير معلومات الى ان quot;ابو درعquot; ينتمي الى عشيرة بني لام العربية ويقطن اغلب افراد هذه العشيرة في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) وكان يعمل مساعد ضابط في الجيش العراقي في سلاح الدروع ومن هنا كانت تسميته ب quot;ابو درعquot; وكان معروفا في منطقته في مدينة الصدر وليس له من التدين شيء ومسجلة له عدة دعاوى مشاجرات في مخافر الشرطة. وقد هرب في عام 2000 من الجيش وتحول بعدها الى التدين وخصوصا بعد مقتل رجل الدين محمد صادق الصدر (والد مقتدى) وعند سقوط بغداد شارك ابو درع في عمليات النهب للإدارات الحكومية والاسواق العامة.
وعند تشكيل جيش المهدي بعد سقوط النظام السابق عام 2003 عين ابو درع آمرا لاحدى سراياه في مدينة الصدر وبعد انتهاء الاشتباكات التي جرت عام 2004 بين جيش المهدي والقوات الاميركية عين ابو درع في هيئة استخبارات خاصة بجيش المهدي وهذه الهيئة قامت بعمليات قتل منظمة ضد البعثيين وضباط الجيش والمخابرات السابقين ثم تم ارساله الى إيران لغرض التدريب وبعد عودته الى العراق اصبح يقود عمليات قتل طائفي.
وعادة ماتتهم الولايات المتحدة أيران بدعم وتسليح مليشيات شيعية في العراق لمواجهة قواتها هناك. وخلال زيارته الاخيرة الى العراق اواخر الشهر الماضي فقد عبر وزير الدفاع الأميركي الجديد ليون بانيتا عن مخاوفه بسبب انتشار الأسلحة التي توفرها إيران في العراق والتي تمثل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة لاسيما بعد ارتفاع نسبة القتلى في صفوف القوات الأميركية في العراق في شهر حزيران (يونيو) الماضي، مقارنة مع السنوات الماضية.
وقال بانيتا quot;تتزايد كمية الأسلحة التي توفرها إيران للعراق كل يوم، الأمر الذي يضر بناquot;. ويأتي بانيتا في قائمة أكثر المسؤولين الأميركيين قلقًا حيال النفوذ الإيراني في العراق وتزايده في الأيام الأخيرة. وكان السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري قد صرّح في وقت سابق أن الولايات المتحدة لديها أدلة على استخدام مليشيات شيعية أسلحة إيرانية ضد القوات الأميركية في العراق.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أن إيران تزود المليشيات الشيعية بأسلحة ثقيلة مثل الصواريخ وقطع غيار لقنابل قوية قادرة على اختراق المدرعات الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الأميركيين في العراق في شهر حزيران الماضي إلى 15 جنديًا أميركيًّا، تسعة منهم قتلوا في هجمات صاروخية.
ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة جميع قواتها البالغ عدد أفرادها 46 ألفًا من العراق مع حلول نهاية العام الحالي في إطار اتفاق أمني ثنائي على الرغم من مخاوف عسكرية أميركية وعراقية بشأن الفراغ الأمني المتوقع لكن الاتجاه العام في العراق حاليا هو الابقاء على قوات تحت مسمى مدربين قد يصل عددهم الى عشرة الاف عسكري لكن التيار الصدري يقف بشدة ضد هذا التوجه مصرا على ضرورة مغادرة كل العسكريين الاميركيين للعراق مهددا باستهداف المتبقين عسكريا واعادتهم بالتوابيت الى بلدهم على حد قول مقتدى الصدر.
وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) من العام الحالي. وكانت القوات الاميركية المقاتلة قد انسحبت بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.
التعليقات