تونس: يشهد العالم العربي منذ كانون الاول/ديسمبر 2010 اضطرابات كبيرة ادت الى سقوط الانظمة في تونس ومصر وليبيا واغرقت سوريا في حرب دامية وتترجم بعمليات انتقال ديموقراطية صعبة.

تونس

في 17 كانون الاول (ديسمبر)، تحتفل البلاد بالذكرى الثانية لاندلاع ثورتها، وهي الاولى في سياق الربيع العربي.

وفي 14 كانون الثاني (يناير )2011، فر الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان يتولى الحكم منذ 1987، من البلاد الى السعودية، نتيجة ثورة اسفرت عن اكثر من 330 قتيلا، على اثر اقدام بائع متجول على حرق نفسه في سيدي بوزيد، احتجاجا على الاهانات المتكررة من عناصر الشرطة. وفي تشرين الاول/اكتوبر 2011، انتخب مجلس تأسيسي يهيمن عليه اسلاميو حركة النهضة التي تقود الحكومة. وانتخب المجلس التأسيسي المنصف المرزوقي المعارض الشرس لبن علي رئيسا.

لكن الاحتجاجات الاقتصادية الاجتماعية تتزايد، وكذلك الهجمات المنسوبة الى المجموعات السلفية. وغرقت البلاد في مأزق سياسي، وتأخرت صياغة الدستور الجديد شهورا بسبب الخلافات على طبيعة النظام.

مصر

اعلن فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو (51,73%) بعد عملية انتقالية طويلة تخللتها تظاهرات كانت دامية احيانا، فأصبح الاسلامي الاول والمدني الاول الذي يحكم اكبر بلد في العالم العربي.

وقد ارغم حسني مبارك الذي تولى السلطة ثلاثة عقود، على التنحي بعد ثورة شعبية استمرت 18 يوما (حوالى 850 قتيلا) وسلم سلطاته الى الجيش في 11 شباط/فبراير 2011.

وتواجه مصر في الوقت الراهن ازمة سياسية عميقة، تتخللها تظاهرات دامية احيانا وتقسمها منذ الاعلان الدستوري الذي صدر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر ووضع صلاحيات مرسي فوق اي مساءلة قضائية. واضطر مرسي الى الغاء هذا الاعلان لكنه تمسك باجراء استفتاء حول مشروع الدستور المثير للخلاف في 15 و22 كانون الاول/ديسمبر. ودعت المعارضة الى رفض الدستور والتصويت ب quot;لاquot;.

سوريا

تشهد سوريا نزاعا بدأ في 15 اذار/مارس 2011 بثورة شعبية تحولت تمردا مسلحا في مواجهة القمع الذي يقوم به نظام بشار الاسد. واسفرت اعمال العنف خلال 21 شهرا عن 43 الف قتيل معظمهم من المدنيين، كما تقول منظمة سورية غير حكومية، ودفعت بنصف مليون سوري الى مغادرة البلاد.

وقد احرز التمرد تقدما في الشرق والشمال في الاشهر الاخيرة التي تميزت مع ذلك بتنامي المجموعات الجهادية في صفوف المتمردين على حساب الجيش السوري الحر. وتشهد ضواحي دمشق معارك. واكدت واشنطن والمتمردون ان النظام يستخدم صواريخ سكود، الا ان هذا الاخير نفى ذلك.

وما زالت تتعثر الجهود المبذولة للتوصل الى حل بسبب الانقسامات الدولية.

ليبيا

انتخبت جمعية تأسيسية، هي اعلى سلطة سياسية، في تموز/يوليو، في اول انتخابات حرة بعد عشرات السنين من حكم معمر القذافي الدكتاتوري. وقد قتل القذافي الذي تولى الحكم منذ 1969 بعدما اعتقله المتمردون في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011، بعد شهرين من سقوط طرابلس، بفضل الدعم الحاسم من عملية عسكرية دولية بدأت في اذار/مارس. وتقول السلطات الانتقالية ان النزاع اسفر عن 30 الف قتيل.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تولت حكومة مهامها لقيادة مرحلة انتقالية جديدة. لكن البلاد تواجه تنامي التطرف وانتشار الميليشيات، ووقع عدد كبير من الاعتداءات خصوصا في بنغازي (شرق) حيث قتل اربعة اميركيين احدهم السفير في هجوم على قنصليتهم.

اليمن

في شباط/فبراير 2012، انتخب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا لفترة انتقالية تستمر سنتين، خلفا لعلي عبدالله صالح، بموجب اتفاق مدعوم من بلدان الخليج العربية، بعد عام على الانتفاضة الشعبية التي اودت بئات القتلى. ووافق صالح على التنحي عن الحكم في مقابل حصانة له ولمساعديه.

واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية لتعزيز سيطرته على الجنوب والشرق.

البحرين

قمعت حركة الاحتجاجات الشيعية للمطالبة بملكية دستورية في اذار/مارس 2011 وانتشرت في البحرين قوات من البلدان المجاورة، لكن هذه المملكة الخليجية التي تحكمها عائلة سنية ما زالت تشهد اضطرابات.

الاردن

منذ كانون الثاني/يناير 2011، تدعو تظاهرات، صغيرة لكنها منتظمة، الى اجراء اصلاحات.