احتفلت منظمة الأمم المتحدة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية، في حفل موّلته المملكة العربية السعودية، تخللته عروض موسيقية وفنية وشعرية، كما تم افتتاح دورات تعليمية لمحبي هذه اللغة.


طبقاً لقرار إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام الصادر في شباط (فبراير) عام 2010، القاضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، أقامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، تأكيداً منها على أهمية الدور الذي تلعبه هذه اللغة في حفظ ونشر حضارة الانسان وثقافته.
وشددت المنظمة خلال الاحتفال على ضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما يتماشى مع الميثاق التأسيسي للمنظمة وما يتواكب وتطلعاتها.
وقامت المملكة العربية السعودية بتمويل الاحتفال بهذا اليوم، بينما تم رفع شعار وهو عبارة عن لوحة تحمل شارة اليونسكو وتاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر) محاطًا بأحرف عربية.

وأكد مندوب المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو زياد عبدالله الدريس، أن هذا اليوم يركز على التنوع اللغوي والثقافي وعلى التوأمة القائمة بينهما، مشيدًا فى الوقت نفسه بالعمق الحضاري والجمالي للغة العربية.
وأشار الدريس إلى تنوع أنشطة اليوم التي تتضمن النشاط الفكري والنشاط الفني، حيث تضمن الاحتفال عروضاً موسيقية وفلكلورية وفنية عربية، إضافة إلى ندوتين حول علاقة اللغة العربية باللغات الأخرى، وآلية نشر ودعم اللغة العربية، شارك فيهما عدد من المختصين.

وستقوم المجموعة العربية في اليونسكو بفتح دورات لمحبي اللغة العربية وقد بادرت السعودية الى فتح أولى هذه الدورات وتم تسجيل المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكافا كأول طالبة فيها.

وقد عبرت بوكافا عن سعادتها باليوم العالميللغة العربية في اليونسكو، وقالت لـquot;العربيةquot;: quot;دائماً اللغات تعكس هوية وثقافة الشعوب وتقرب بينهم، واللغة العربية التيسجلت كإحدى طالباتها هذا الصباح، وبدأتفي أول درس للغة العربية آمل أن أنجح في تعلمها في الدورة التي تم فتحها من قبل ممثلية المملكة العربية السعوديةquot;.
وتضمنت فعاليات الاحتفال في جزئها الصباحي ندوتين تناولت أولاها quot;علاقة اللغة العربية باللغات الأخرىquot; تبعتها ندوة حول quot;آلية نشر ودعم اللغة العربيةquot; بمشاركة عدد من المختصين، بينما خصصت فترة بعد الظهر للقراءات الشعرية والموسيقى والأغاني العربية.

وكان للشعر مكانه البارز في الاحتفال، حيث قدم عدد من الشعراء العرب مجموعة من القصائد بمصاحبة معزوفات موسيقية قدمتها نهلة ججو وهي من الفرقة السمفونية العراقية وأغنيات بصوت الفنانة المغربية نزيهة مفتاح التي قدمت قصائد شعرية مغناة.
وأدرج اليوم العالمي للغة العربية على قائمة برنامج احتفالات المنظمة السنوي بعد القرار الذي اقترحته كل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال أعمال المجلس التنفيذى لليونسكو مؤخراً، والذي أكد (المجلس) أنه quot;يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافتهquot;، وأن هذه اللغة quot;هي لغة اثنين وعشرين عضواً من الدول الأعضاء في اليونسكو وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي ويحتاج إلى استخدامها أكثر من مليار ونصف من المسلمين.
وكانت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام اعتمدت قرارًا في 19 شباط (فبراير ) 2010 يقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست بالأمم المتحدة، وحدد 18 كانون الأول (ديسمبر) يومًا عالميًا للغة العربية. وهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة اعتماد العربية لغة رسمية ولغة عمل لها قبل 37 عامًا.

ويتم إحياء فعاليات هذا اليوم في اليونسكو بالتعاون ما بين رئيسة المجموعة العربية سفيرة المغرب باليونسكو زهور العلوي، والمديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا، وزياد عبد الله الدريس نائب رئيس المجلس التنفيذي باليونسكو سفير الرياض لدى المنظمة.
وحضرت شخصيات سياسية وثقافية وتربوية يوم اللغة العربية العالمي منهم الامين العام الاسبق للأمم المتحدة بطرس غالي الذي شدد في كلمته على ضرورة أن تكون اللغة العربية لغة دولية يجب الدفاع عنها وتشجيع فتح المعاهد والكليات في العالم لتدريسها.
كما حضر عدد من مسؤولى اليونسكو وسفراء الدول العربية في باريس، بالإضافة إلى المهتمين باللغة العربية من الفرنسيين والأجانب.
وتشجع اليونسكو وزارات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام بالبلدان العربية والإسلامية على القيام بأنشطة خاصة بالعربية في مثل هذا اليوم. وستشرف المنظمة مستقبلاً على متابعة الأنشطة وتمويلها عن طريق المجموعة العربية لدى اليونسكو.