يعقد قادة الخليج قمتهم في مملكة البحرين، سيتجاوز الحديث فيها عن الاتحاد الذي كان يدعو له العاهل السعودي في قمة الرياض العام الماضي، وسط توقع أن يحمل العام القادم تغييرًا في أفق الأفكار.


الرياض: يجتمع قادة الخليج الاثنين في المنامة في قمة تصنف استثنائية مكانًا. حيث ستعقد في رحاب مملكة البحرين بعد عامين على احتجاجات شلت أركان الحركة فيها بعض الشيء.

وتعقد القمة الخليجية في إطار تساؤلات عديدة حول quot;اتحادquot; معلق وغير واضح المعالم، جاء قاصدًا الإصلاح من أعلى الهرم كغرض أساس في التغيير ونيل الرضى الشعبي.

وفيما كان ينتظر الخليجيون والخليجيات أن تُعقد قمة استثنائية لإعلان الاتحاد الحلم، ستكون أمام القادة في المنامة فرصة البحث والقرار والمشاورة في ملفات عديدة، أهمها ملف الدفاع والأزمة السورية، واليمن الحاضرة دومًا في ملفاتها.

المصادر المطلعة من المنامة، حيث تجري الاستعدادات حاليًا لقمة الخليج، تقول إن أفق التغيير في المملكة الصغرى والتوجه للاتحاد مع المملكة الكبرى السعودية ربما يكون متاحًا في قمة خليجية استثنائية أواسط العام القادم، وستحتضنها الرياض.

الموسى: انتفى الغرض!

الكاتب علي الموسى قال في معرض إجابته على quot;الاتحاد الخليجيquot; وهل انتفى الغرض الذي لأجله تمت الدعوة له، أن المشكلة في بعض المؤسسات الرسمية والشعوب، هي لا تعي معنى وهدف الاتحاد، الذي يعتبره الموسى فكرة quot;خلاقةquot;.

وأضاف الموسى أن العمل الاتحادي وأفكاره ينبغي ألا تنطلق من أسس عاطفية، فالجوهر الأساس هو الاقتصاد، معتبرًا أن بعض الشعوب الخليجية تظن أنها بغير حاجة للأخرى وهو ما يجعل أمر الاتحاد معلقًا.

ورأى الموسى أن الإصلاح القادم في الخليج عليه أن يعي المتطلبات الأساسيةللشعوب التي تطمح إلى التغيير نحو الأفضل، وألا تمارس العرب عادتها في التأخر عن تنفيذ القرارات حتى لا تصبح مجرد أحلام.

مملكة البحرين، ستستلم راية الخليج في دورة جديدة، بعد أن تسلمتها السعودية في العام الحالي المشارف للمغادرة، فماذا سيغيّر ذلك؟ يقول الموسى إن على الحكومة البحرينية أن تعمل على ما يرضي شعبها، وأن تحاول الصمت كثيرًا وتبتعد كثيرًا عن تفسيرات الوصاية الخارجية، وعلى المعارضة التوجه للحوار.

دعوة العاهل السعودي التي انطلقت قبل عام في قمة الرياض، ليست دعوة وليدة اليوم، بدأها زايد بن سلطان ثم السلطان قابوس بن سعيد. أما دعوة الملك عبدالله فقد وجدت الصدى الأكثر تأثيرًا وسط ظروف المرحلة التي تختلف كثيرًا عن سابقاتها، حيث خلقتها الارتدادات السياسية.

الأمير سعود الفيصل كان أعلن في قمة الخليج التشاورية في آيار/ مايو، عن خلافات حول تفاصيل دقيقة، وهو ما يلزم الأمانة الخليجية تأجيل الإعلان عن الدراسة الى قمة quot;استثنائيةquot; في مسعى للوصول الى اتحاد يشمل جميع الدول وليس السعودية والبحرين فقط وفق حديثه.

الخليجيون سيعقدون قمتهم، بعد قمة تشاورية في الرياض، لم تفصح عن الكثير، رغم تطورات كبيرة في العام الحالي في منظومة التعاون أبرزها عقد منتدى استراتيجي للمرة الاولىبين دول الخليج والولايات المتحدة، خلص إلى تكوين لجنة أمنية مشتركة مع واشنطن لدراسة إنشاء درع صاروخية لحماية دول المنطقة الخليجية.

وأكد حينها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن quot;الموضوع يختص به رجال الأمن، وشكلت لجنة من رجال الأمن لبحث هذا الأمر quot;، وفق حديثه بمؤتمر مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية التي جددت التزام واشنطن بالوقوف مع الدول الخليجية وأن واشنطن quot;صلبةquot; في التزاماتها تجاه دول الخليج.