قالت عصائب أهل الحق المنشقة عن جيش المهدي بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والمدعومة من إيران ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم إنها ستستهدف المصالح التركية في العراق ردًا على ما قالت إنه تدخل تركيا صارخ في شؤون العراق الداخلية.

وأضافت في بيان: quot;ندين ونفند ما جاء في التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ونعتبرها تدخلاً صارخًا في شؤون العراق الداخليةquot;، في إشارة الى اتهامه للحكومة العراقية بممارسات طائفية محذرًا من احتمال نشوب صراع في العراق مثلما يحدث في سوريا حاليًا.

وقال أردوغان الاسبوع الماضي إن تركيا لا يمكنها أن تشاهد الاوضاع في العراق تنحدر نحو نزاع دموي ذي صبغة طائفية، معتبرًا أن الوضع في الجارة الجنوبية يؤثر على بلاده. وحذر من أن العراق يشهد اوضاعًا دموية لا يمكن معها الوقوف من دون حراك محذرًا من أن الاوضاع هناك تنذر بنزاع طائفي.

وأشارت عصائب أهل الحق في بيانها إلى أنّ أي محاولة لتمزيق اللحمة الوطنية العراقية عن طريق اللعب على الطائفية ونشر سموم التفرقة ستقوض مصالح الجميع ولن يسلم من أذاها أي طرف يقوم بهذه المحاولات.

وتشهد العلاقات العراقية التركية توترًا متصاعدًا منذ حوالي العام بسبب التجاذب الطائفي في العراق واستضافة انقرة لنائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي رغم الحكم عليه بالاعدام بتهم ارهاب.

يذكر أن عصائب اهل الحق حركة تقول إنها quot;مقاومة للاحتلال الأجنبي للعراق عام 2003 ومؤسسها هو الشيخ قيس الخزعلي مع عدد من رجال وأتباع quot;الحوزة العلمية الناطقةquot; التي يقال quot;إنها قد تصدت للمحتل حيث بدأت هذه الحركة بالعمل كمجاميع سرية عام 2004quot;.

والحركة تستمد منهجها ومبادئها من فكر المرجع الديني الشيعي محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى) الذي اغتاله النظام السابق عام 1999، وأعضاؤها هم النخبة من quot;جيش الإمام المهديquot; الذي تأسس كتيار شعبي عقائدي رافض لـquot;الاحتلالquot;.

وتصف العصائب نفسها بأنها من quot;المقاومة الإسلامية الشيعيةquot; في العراق وأن لها أجنحة عسكرية وكانت مرتبطة بجيش المهدي بقيادة الصدر لكنها انشقت عنه قبل ثلاث سنوات، وهرب زعيمها الخزعلي الى ايران التي تدعمه وهيّأت له العودة الى العراق العام الماضي حيث بدأ المالكي بدعمها لاستغلالها ورقة ضغط في صراعه مع الصدر.

يذكر أن السفارة التركية في بغداد قد تعرضت في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي إلى قصف بصاروخين أصاب أحدهما الجدار الخارجي للسفارة دون وقوع خسائر بشرية.

وزير عراقي يتهم أردوغان بخلخلة الاوضاع العربية

من جانبه، انتقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب التدخلات التركية في الشأن العربي متهمًا أردوغان بالسعي الى تزعم حركة الإخوان المسلمين في العالم. وقال علي الأديب وهو الرجل الثاني في حزب الدعوة بقيادة المالكي في كلمة له خلال حضوره المؤتمر العلمي السادس لكلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية في بغداد امس إن quot;هناك مخططًا واضحًا لخلخلة الأوضاع في المنطقة العربية والدور التركي فيه من أوضح الأدوارquot; عادًا ما يحدث في الدول العربية quot;خريفًا وليس ربيعًاquot;.

وتساءل الاديب في كلمته التي بثتها وكالة quot;الدى بريسquot; من quot;أعطى تركيا الحق بالتدخل في الشأن العربي عمومًا والعراقي بشكل خاص، ومن سمح للكثير من قادة المجتمع العراقي أن يجتمعوا هناك في إسطنبول وأنقرهquot; مؤكدًا وجود quot;محاولات تركية للعودة لإنتاج الدولة العثمانيةquot;.

واتهم أردوغان بـالسعي الى تزعم حركة الإخوان المسلمين التي تسيطر على العالم العربي في الوقت الحالي مشيرًا إلى أنّ quot;ما يحدث في مصر وتونس والجزائر واليمن وسوريا واليوم في الأردن وربما في العراق يدل على وجود سلاح دمار شامل كان يحذره الغرب للفتك بهذه المنطقة، وهو واضح من خلال الصراع بين القوى الداخلية وتوجيه الديمقراطية باتجاه مخالف لأسسهاquot;.

وسبق لأردوغان أن حذر الشهر الماضي من quot;صدامات قومية وطائفيةquot; في العراق وأكد أن المخاوف التي أطلقتها تركيا في هذا الصدد quot;أصبحت حقيقةquot; متهمًا الحكومة العراقية بمحاولة تحويل الصراع إلى حرب أهلية. لكن المالكي رد عليه في بيان قائلاً quot;نصيحتنا للسيد أردوغان معالجة شؤون الأقليات والكف عن زج تركيا في مشاكل جميع دول المنطقة لأنها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعبquot;.

وأشار إلى أنّ تركيا تواجه أوضاعًا داخلية تثير القلق وعلى الحكومة التركية أن تعي ذلك وعلى رئيس الحكومة التركية السيد أردوغان تركيز الاهتمام على معالجة أوضاع تركيا الداخلية التي يقلقنا اتجاهها نحو الحرب الأهلية على خلفيات طائفية وقوميةquot;.

ويرى متابعون للشأن العراقي أن السبب الرئيسي لتوتر العلاقات بين الطرفين هو المواقف المتباينة لهما من الأزمة في السورية إذ يطالب أردوغان بتغيير النظام السوري فيما يرفض المالكي إسقاط النظام ويدعو إلى ايجاد حل سلمي للأزمة، وتأكيداته عقب انعقاد قمة بغداد في آذار الماضي باستحالة سقوط النظام السوري.

هددت عصائب أهل الحق العراقية المسلحة بضرب المصالح التركية في العراق، ردًا على تدخل تركيا في الشؤون الداخلية العراقية، فيما اتهم الوزير العراقي علي الأديب رئيس الوزراء التركي أردوغان بالسعي لخلخلة الأوضاع العربية.