عاد موضوع اختطاف الفتيات القبطيات في مصر ليطلّ من جديد، مع تكرر حالات الاختفاء لفتيات، واعلان جماعات سلفية إن بعضهنّ أسلمن. فيما تصاعدت الادانة لهذا المسلسل المثير للفتن الطائفية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: مازالت أزمة اختفاء الفتيات القبطيات تتصاعد وتبحث عن حل، سيما أنها تتسبب فيما يزيد عن 90% من الحوادث ذات الصبغة الطائفية في مصر، وكان آخر الضحايا الطفلة سارة إسحاق عبد الملاك، التي أعلنت جماعة سلفية أنها هربت من أسرتها في مدينة مطروح، اعتنقت الإسلام وتزوجت من رجل مسلم.

وأضيفت إلى قائمة المختفيات فتاتين أخريين: الأولى من مدينة الإسكندرية، وتدعي أغابي عصام جرجس، والثانية من مدينة الأقصر وتدعى ماري جرجس.

وأتهم إبرام لويس مؤسس رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري، جماعة إسلامية متشددة بالوقوف وراء ما وصفه بquot;عمليات اختطاف وأسلمة الفتيات القبطياتquot;.

وإتهمت أسرة طفلة مسيحية تدعي أغابي عصام جرجس، جماعة سلفية باختطاف إبنتها، وحررت محضرا بالشرطة، يفيد بتغيب يحمل رقم 8733 إداري لسنة 2012 واتهمت الأسرة كلاً من الأخصائية الاجتماعية ومدرسا سلفيا باختطافها، ورغم توجيه اتهام رسمي من والد الفتاة إلا أن قسم الشرطة رفض تسجيل هذا الاتهام باختطاف الفتاة بالمحضر بشكل رسمي، وبعد مرور أكثر من ثمانية أيام الى الآن لم يحول الى النيابة لمباشرة التحقيق.

وفي مدينة الأٌقصر جنوب مصر، اختفت فتاة أخرى، تدعى quot;ماري جرجس عيادquot;، 27 سنة، حررت أسرتها المحضر رقم 5363 بتاريخ 13/12/2012، بقسم شرطة الأقصر باختفائها، وألمحت أسرتها إلى تقاعس الأجهزة الأمنية في البحث عن الفتاة، وناشدت الأسرة وراعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بـquot;نجع الصياغ الأقصرquot; الأجهزة الأمنية المسؤولة بسرعة البحث عن الفتاة.

وقال إبرام لويس مؤسس quot;رابطة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسريquot; في تصريح مكتوب مشفوعاً بالصور أرسله لـquot;إيلافquot;، إن الفتاة أغابي عصام جرجس والبالغة من العمر 13 عاما تم اختطافها منذ عدة أيام بمنطقة العامرية بالإسكندرية حيث تسكن أسرتها.

وأشار لويس إلى ان الطفلة quot;أغابيquot; طالبة بالصف الأول الإعدادى ذهبت فى الصباح الى مدرستها كعادتها يوم الأحد الموافق 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ولم تعد إلى المنزل حتى الآن.

ولفت إلى أنه بسؤال زملائها بالمدرسة قالوا انها لم تدخل امتحانا كان مقرراً لها فى ذلك اليوم، وكانت تجلس طوال اليوم داخل المدرسة برفقة أخصائية اجتماعية، ثم خرجت برفقة مدرس اللغة العربية السلفي، واستقلت معهما سيارة، وهذا ما أكده سائق السيارة.

وتساءل لويس ما هو الدافع الحقيقى للمماطلة من أجهزة الأمن؟ وكيف يسأل والد الفتاة من ضابط بالأمن الوطني: مفيش أخبار عن بنتك ؟! مع أن العكس هو المفروض أن يحدث!

ولفت لويس إلى أن الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية يتابع مستجدات القضية مع الرابطة بصفة شخصية.

أكد لويس أن مسلسل اختفاء الفتيات القبطيات مازالت حلقاته مستمرة حتى هذه اللحظة دون ظهور أى بارقة أمل للوصول للحلقة الاخيرة وانتهاء هذا المسلسل العبثى المثير للفتن الطائفية.

وقال لويس إن اختفاء الفتيات يكاد يكون بصورة شبه يومية، بدون أى مبالغة، وأشار إلى أن أزمة اختفاء الفتيات القبطيات تفاقمت بشكل كبير، لاسيما في ظل غموض مصير الطفلة سارة إسحق عبد الملك، المعروفة ب quot;فتاة الضبعةquot;، التي أعلنت جماعة سلفية أنها اعتنقت الإسلام وتزوجت من مسلم، وأعرب لويس عن أمنيته في أن تعود الفتيات المختفيات الى أسرهن قبل 7 يناير 2013 ليلتئم شمل الأسرة وتلتئم الجراح، ويحتفلوا معا بأعياد الميلاد، على حدّ تعبيره.