عقّبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببيان غير واضح المعالم بعد أنباء تتحدث عن منعها من دخول المطاعم والأسواق والمنتجعات، وجاء البيان عاما حول أدائها الميداني دون الإشارة إلى ما يختص بصلب القضية.


جولة لأعضاء الهيئة في إحدى الأسواق

الرياض: استقبل السعوديون أسبوعهم بنقاشات حامية حول خبر بثته صحيفة quot;الاقتصاديةquot; حول تقنين عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونقلت الصحيفة عن مصادر بأن هناك توجها يمنع تواجد أفراد الهيئة في الأسواق والمطاعم والمنتجعات، ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن quot;التوجه الجديد للهيئة في إطار خطط جديدة تعتزم الرئاسة تطبيقها لتطوير أداء رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يتناسب مع المرحلةquot;.

وزادت الاقتصادية : quot;تؤكد المصادر أن حزمة من التعليمات ستصدرها الرئاسة خلال الأيام المقبلة، لتنضم إلى القرارات السابقة منذ تولي الرئيس الجديد حقيبة quot;الحسبةquot;، والتي يأتي في مقدمتها ضبط أدوات العمل الميداني، ومنع المتعاونين مع الهيئة من تأدية عمل الجهاز، إضافة إلى إنشاء مركز خاص وموحد لتلقي الشكاوى والبلاغاتquot;.

إلا أن البيان المقتضب على لسان المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري كشف حالة الارتباك ما بين سطور هذا البيان إذ لم ينف الخبر أو يؤكده وإنما كان حديثه ينصب بشكل عام على المهام التي يقوم فيها رجل الهيئة حسب اللائحة التنفيذية لمجلس الوزراء، ما زاد من الشكوك على مصداقية هذا الخبر.

وجاء في البيان quot;أن عمل الهيئة في الميادين العامة يتم وفق نظام الهيئة ولائحتها التنفيذية الصادرة من مجلس الوزراء والأنظمة ذات العلاقة وتوجيهات ولاة الأمر التي حددت مهام الهيئة وحدود واجباتها في الميادين العامة بما يستهدف تحقيق مصالح المجتمع وحفظ حقوق أفراده. وهو ما أكد عليه معالي الرئيس العام للعاملين في الميادين حرصاً على حماية هذه الشعيرةquot;.

بيد أن آخر التطورات تشير إلى أن هناك توجها من بعض المحتسبين في الأيام القادمة للقيام بزيارة لمفتي المملكة لتقديم اعتراضهم على هذا القرار في حال صدوره بشكل رسمي، وذلك لاعتباره مجحفا في حق هذا الجهاز ومحاولة لتقليص مهامه.

وفيما إذا صحت الأنباء حول هذا التوجه فإن ذلك قد يكون أقوى القرارات التي تنظم عمل الهيئة منذ تفرّع مهامها مطلع الثمانينات الميلادية، إذ إن الهيئة تاريخياً كان يقتصر عملها على التنبيه للصلاة ومراقبة الأسواق، قبل أن تبدأ في تعدد المهام حتى وصلت للمطاردات واقتحام بعض الأماكن الخاصة والعامة.

وتباينت آراء السعوديين بعد هذا القرار على مواقع التواصل الاجتماعية إذ أكد المحامي والمستشار الشرعي عبدالعزيز القاسم عبر صفحته في تويتر على أن عمل الهيئة بوضعه الراهن يغلب عليه التعدي و الظلم، وممارساته تحكمها مبادئ أنشأتها سلوكيات شباب لا معرفة لهم بالشرع ولا بالنظام.

فيما ذكر الناشط عبدالله النصري أن قبل صدور مثل هذا القرار يجب صدور نظام صارم لمنع التحرش، أما الباحث الإسلامي محمد الدحيم فأوضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطاب رباني لإرساء فكرة اجتماعية والمهم هو : تطوير المفهوم ، وتوسيع المشاركة، وتأسيس القوانين.

وكانت هيئة الأمر بالمعروف نفت قبل أيام مزاعم الشيخ محمد العريفي الذي ذكر عبر صفحته في تويتر أن أفراد الهيئة ممنوعون من الدخول للشاليهات والمطاعم في جدة إلا بأمر أمير المنطقة، وشددت على أن الخبر ليس صحيحاً ولم يصدر أي توجيه جديد حول عمل الهيئة في جدة ومهام المراكز تحكمها أنظمة وتعليمات.