تعتبر المعارضة الإيرانية أن سلطات طهران تستهدف من عقوبة الإعدام التي تطبقها بكثافة، نشطاءها. فالعديد منهم ينتظرون مصيرهم في أروقة الموت في سجون نظام طهران. ويتعهد حقوقيون ومعارضون مواصلة الضغط على طهران مستفيدين من الربيع العربيّ لوقف هذه العقوبة.

تظاهرة ضدّ عقوبة الإعدام في إيران نظمها نشطاء في العاصمة الفرنسية

باريس: ينظر إلى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أنه يسخّر عقوبة الإعدام بحق معارضيه بناء على تهم مفبركة، خصوصا بعد الانتفاضة التي عرفها هذا البلد احتجاجا على نتائج آخر انتخابات رئاسية، كما أن سلطات طهران شددت قبضتها على المعارضة المحلية مع زحف الربيع الذي لم يكن رحيما مع الأنظمة الشمولية في المنطقة.

وقّعت خمسة إطارات وهي (الهيئة المستقلة ضد قمع المواطنين الإيرانيين، عصبة الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، الحملة ضد إدانة لغمان وزانية مرادي بالإعدام، اتحاد الجمعيات الفرنسية الإيرانية وجمعية حوار وديمقراطية) ،بيانا مشتركا دعت فيه إلى تظاهرة في باريس الأحد، لوقف عقوبة الإعدام في إيران.

اعتبر البيان ذاته أن quot;إيران، وبالنظر إلى تعداد ساكنتها، فهي تحطم الرقم القياسي من حيث عدد الإعدامات في العالمquot;، مضيفا أن quot;نظام الجمهورية الإسلامية اختار القمع الدموي ضد معارضيهquot;.

يرى البيان أن هذا النظام quot;يواجه أزمة غير مسبوقة نتيجة سياساته الاقتصادية الكارثية، ويحسّ بالرعب نتيجة انهيار أنظمة ديكتاتورية في المنطقة وشعوره بأنه مهدد بدوره، فهو يستعمل بسبب ذلك سلاحه الاعتيادي: القمع على نطاق واسع وإعدامات بالجملةquot;.

ويؤكد البيان الذي كان بمثابة نداء لتظاهرة باريس ،أن النظام الإيراني quot;لم ينفذ عقوبة الإعدام في أشخاص متهمين في قضايا الحق المدني، وإنما كذلك بحق أبرياء لمجرد أنهم عبروا عن أرائهمquot;.

يضيف البيان أن النظام الإيراني وquot;بتأكيده لحكم الإعدام في عدد من المواطنين الإيرانيين يسعى لأن يستعرض قوته المبينة على القمع والرعبquot;، متحدثا كذلك عن quot;اعتقال مجموعة كبيرة من الصحافيين والمدونين و نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عن المساواة بين الرجل والمرأة وكذا نشطاء سياسيين و نقابيينquot;.

كما لم يفت البيان أن يشير إلى أن quot;عشرات المعتقلين السياسيين محكوم عليهم بالإعدام ،ينتظرون مصيرهم اليوم في ممرات الموت بالمعتقلات الإيرانية.quot;

الناشط الحقوقي الإيراني بهمان أميني، في تصريح لإيلاف، يقول إن تظاهرة باريس جاءت لتندد quot;بتزايد عدد الإعدامات في إيران التي نحن ضدهاquot;، واصفا إيّاها quot;بغير الإنسانية وغير الفعالة... علما أن أغلبية الدول ألغت هذه العقوبةquot;.

لكن هذه الأحكام تطبق بالخصوص ضد المعارضين السياسيين ،فالعديد منهم، يفيد أميني، quot;ينتظر مصيره في أروقة الموت في المعتقلات الإيرانية وأبرزهم أربعة شبابquot;، وجهت لهم تهم quot;مناهضة النظام بالسلاح أو المس بالدينquot;.
أكد بهمان أميني أن هؤلاء الشباب رفضوا هذه التهم التي quot;انتزعت منهم بفعل التعذيب كما ورد في مراسلات لهم وجهوها إلى المؤسسات الحقوقية الدوليةquot;.

quot;المناخ الحالي وهذا الشكل من الاحتجاج يدفع النظام الإيراني للتراجع عن عقوبة الإعدامquot; بحسب أميني، مؤكدا أنه على المعارضة الإيرانية أن تتوحد على الأقل حول القيم الكونية من حرية وحقوق إنسان وديمقراطيةquot;، معتبرا ذلك نقطة ضعف هذه المعارضة حتى يسمع صوتها أكثر دوليا.

ويزيد قائلا في الاتجاه نفسه إن quot;الربيع العربي حمل نوعا من الأمل للشعب الإيراني إلا أنه في الوقت نفسه دفع إلى الخلف بالسؤال الإيراني دولياquot;، متمنيا أن يأتي الدور بعد النظام السوري على نظيره الإيراني.