سورية مصابة ملقية على الأرض بعد قصف قوات النظام للرستن

ترفض الحكومة الليبية القيام بأي خطوة من شأنها منع المواطنين الليبيين من الذهاب إلى سوريا والمشاركة في الثورة إلى جانب الشعب السوري، يذكر أن ثوارا ليبيين سابقين من مدينة مصراتة أعلنوامقتل ثلاثة من رفاقهم في اشتباكات مع قوات النظام السوري.


قال وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال إن الحكومة الانتقالية لا تستطيع ان تمنع الليبيين من الانضمام الى الانتفاضة السورية ولا سيما ان طرابلس تتخذ موقفا متميزا في ادانتها الشديدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت الحكومة الانتقالية الليبية أمهلت يوم الخميس الدبلوماسيين السوريين 72 ساعة لمغادرة ليبيا بعد أيام على تسليم مبنى السفارة السورية في طرابلس الى المجلس الوطني السوري. وبذلك، تكون ليبيا اول بلد يقدم على مثل هذه الخطوة.

وتأتي الخطوة بعدما اعلن ثوار ليبيون سابقون من مدينة مصراتة مقتل ثلاثة من رفاقهم في اشتباكات مع قوات النظام السوري. ويبدي كثير من الثوار السابقين ترحيبهم بالتوجه الى سوريا والانضمام الى الانتفاضة التي تكتسب طابعا مسلحا متزايدا ضد الأسد.

وقال بن خيال في حديث لصحيفة فايننشيال تايمز quot;اننا في الحقيقة لا نستطيع ان نمنع احدا من الذهاب الى سوريا. فهناك من يريدون الذهاب والقتال مع السوريين ولن يمنعهم أحدquot;. وأوضح بن خيال وهو دبلوماسي متمرس quot;اننا رسميا لا نتخذ هذا الموقف ولكننا لا نستطيع ان نتحكم برغبة الناسquot;.

وتابع وزير الخارجية الليبي حديثه قائلا ان quot;ليبيا اتخذت خطوة ثورية جدا للاعتراف بالمجلس الوطني السوري وان اولئك الذين يقاتلون النظام في سوريا يحظون بدعمناquot;.

وقال بن خيال quot;ان النظام السوري يدفع البلد الى مرحلة لا يريدها أحد ، وهم يفعلون ما فعله القذافيquot; متوقعا سقوط نظام الأسد quot;عاجلا أو آجلاquot;.

وقد يكون الثوار الليبيون مدفوعين ، من بين اسباب أخرى ، بدعم الرئيس السوري للعقيد معمر القذافي واستضافته قناة تلفزيونية كانت تتهم الثوار بالعمالة للغرب.

وما زالت ليبيا تبحث عن هويتها بعد 40 عاما من حكم الفرد. ولكنها إذ تخرج من زهاء عام من الفوضى بدأت تستعيد موقعها على المسرح الدولي وتغيير مواقفها من الغرب وافريقيا والعالم العربي ، كما اشار وزير الخارجية.

وحرص بن خيال الذي امضى عقودا في اميركا الشمالية على طمأنة المجتمع الدولي الى ان ليبيا ستكون قوة من اجل السلام بعد سقوط نظام القذافي. وقال في حديثه لصحيفة فايننشيال تايمز quot;ان ليبيا لن تكون بعد الآن مصدر متاعب بل ستكون بلدا مسالماquot;.

وأكد بن خيال ان ليبيا ستعيد ايضا رسم توجهاتها في التعامل مع جاراتها في الجنوب حيث أغدق القذافي مشاريع اقتصادية. ويعتقد الليبيون عموما أن أنظمة حكم أفريقية وقفت مع الزعيم السابق خلال الانتفاضة عليه وقدمت له دعما دبلوماسيا ومدته بالسلاح والمرتزقة.

وقال بن خيال quot;ان قواعد اللعبة تجاه افريقيا ستكون مختلفةquot; لافتا الى ان quot;صورة الافارقة بين الليبيين الاعتياديين ليست لطيفةquot;.

وقام بن خيال مؤخرا بزيارة النيجر وتشاد ومالي وحضر القمة الافريقية في اديس ابابا لأسباب منها quot;تعزيز الحدودquot; بين ليبيا والدول الافريقية الأخرى لمنع تدفق المخدرات والممنوعات والمهاجرين الى الشمال.

ولكن وزير الخارجية الليبي تعهد ايضا إنهاء أنشطة النظام السابق الخبيثة في بلدان أفريقية أخرى. وكشف بن خيال لنظرائه في الاتحاد الافريقي ان القذافي كان يستخدم البعثات الدبلوماسية الليبية في 11 بلدا افريقيا لخزن وتهريب الأسلحة والمتفجرات واعدا بإنهاء مثل هذه الأعمال.

وتوقع بن خيال ان تُترجم الارادة الطيبة التي أوجدها دعم حلف شمالي الأطلسي quot;بطريقة أو أخرىquot; الى علاقات أفضل مع الدول الغربية. وشدد على ان اولويته العليا الآن هي الاستمرار في مطالبة الدول الغربية بالافراج عن الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج. ورُفعت حتى الآن القيود على أرصدة تزيد قيمتها على 100 مليار دولار.

كما يسعى وزير الخارجية الليبي الى إقناع الشركات الأوروبية والعالمية الأخرى بالعودة الى ليبيا لتشغيل حقول النفط والمنشآت النفطية وإنجاز مشاريع إنشائية مختلفة بينها مشروع إسكان ضخم في بنغازي.

وقال بن خيال إن ليبيا لم تصل حتى الآن الى مرحلة العمل من أجل إطلاق مبادرة لإعفائها من الديون أو تنفيذ استثمارات جديدة قائلا quot;نحن نحاول التركيز على المشاريع غير المنجَزةquot;.