رأت غالبية قراء quot;إيلافquot; أن quot;الفيتوquot; المزدوج الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، يشكّل غطاء لمزيد من عمليات القتل من قبل نظام الرئيس بشار الأسد للشعب السوري، في حين اعتبرت نسبة أقل أن الفيتو يمنح مزيداً من الفرص لحلّ الأزمة.


معظم قراء quot;إيلافquot; ينظرون بسلبية إلى الفيتو الروسي الصيني تجاه سوريا

يوسف الهزاع من الرياض: صوّتت غالبية قراء quot;إيلافquot; على الاستطلاع الأسبوعي حول الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الصادر في الأسبوع الماضي، وقال 60% من المصوّتين إن الفيتو المزدوج يعني غطاء للنظام السوري نحو مزيد من القتل، فيما اختارت النسبة الباقية 40% أن الفيتو يعطي مزيداً من الفرص السياسية والجهود الدبلوماسية.

الاستطلاع الذي صوّت عليه 8094 قارئاً كان متبايناً في نتائجه يمينًا ويساراً حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن يحسم التصويت بغالبية بلغت 4886 مصوتاً اختاروا الوقوف ضد الفيتو المزدوج، فيما اختار 3208 مصوّتين انتظار المزيد من الجهود السياسية لحلّ الأزمة المستعرة منذ نحو 11 شهراً.

وكان quot;الفيتوquot; المزدوج الذي أحبطت به كل من روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية قد أثار جدلاً واسعاً وانتقادات دولية لاذعة للدولتين، فيما اعتبرته منظمة العفو الدولية quot;خيانةquot; للشعب السوري، وغير مسؤول وصادمًا للجميع.

ومن المعروف أنه لتبني القرار كان يجب أن يؤيّده ما لا يقلّ عن 9 أعضاء، بشرط عدم استخدام أية واحدة من الدول الدائمة العضوية حق الفيتو، وقد أيّد المشروع بالفعل الأعضاء الـ13 الآخرين، قبل أن يُحبط القرار بالفيتو الروسي الصيني.

تعقيباً على الفيتو، أعرب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أسفه الشديد لهذا الموقف، وقال إن ثقة العالم في الأمم المتحدة quot;اهتزتquot; بسبب أسلوب التعامل مع الملف السوري في المؤسسة الدولية.

واعتبر أن استخدام الفيتو لإسقاط مشروع قرار حول دمشق quot;بادرة غير محمودة أبداً،quot; مضيفاً أن quot;الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلهاquot;.

وفي وقت لاحق، قرر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب، ودعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار.

كما تعهّد قرار وزراء خارجية الجامعة العربية للمرة الأولى مساعدة المعارضة، التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، ودعا القرار إلى quot;فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية، وتقديم كل أشكال الدعم لهاquot;، وذلك في بيان وصف بأنه استثنائي من الجامعة، التي عرفت بتجنب الشؤون الداخلية لأعضائها.

وأكدت الجامعة كذلك quot;سريان إجراءات المقاطعة الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري، ماعدا تلك التي لها مساس مباشر بالمواطنين السوريين، بموجب القرارات الصادرة من مجلس الجامعة حيال هذه المسألةquot;، في حين طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بتوفير أشكال الدعم كافة للمعارضة السورية.

من جانبها، أعلنت سوريا رفضها القرارات التي صدرت من الجامعة العربية في القاهرة quot;جملة وتفصيلاًquot;، واعتبرت أنها quot;غير معنيةquot; بأي قرار يصدر في غيابها، وقال السفير السوري في مصر ولدى الجامعة العربية يوسف أحمد في بيان إن quot;الجمهورية العربية السورية ترفض قرار جامعة الدول العربية جملة وتفصيلاً، وهي قد أكدت منذ البداية أنها غير معنية بأي قرار يصدر من جامعة الدول العربية في غيابهاquot;.

ويرى مراقبون أن القوات النظامية السورية زادت من حدة عملياتها ضد المواطنين السوريين في المدن، التي تشهد تظاهرات ضد النظام، وذلك في ظل الغطاء الروسي الصيني، فيما رد المتظاهرون بحرق أعلام البلدين، والتأكيد على أن مصالحهما أصبحت في خطر داخل سوريا.

وكان محمد الدابي رئيس بعثة المراقبة العربية في سوريا قدم استقالته أول أمس، وقال مصدر في الجامعة إن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي quot;قرر قبول استقالة الفريق أول محمد أحمد الدابي التي قدمهاquot;، موضحًا أن quot;هذه الاستقالة تأتي بداية للنظر في اقتراح يناقشه وزراء الخارجية العرب ويقضي بإرسال بعثة مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة لحفظ الأمن في سورياquot;.

كما أضاف أن العربي quot;اقترح تعيين وزير خارجية الأردن السابق عبدالإله الخطيب مبعوثًا له إلى سوريا تنفيذًا لقرار وزراء الخارجية العرب الأخيرquot;.