اختلفت وجهات نظر العراقيين حولإذاما كانquot;الحبquot; موجوداً بالفعل أممجرد أكذوبة،هذا فيما أبدى بعض المواطنينسخريتهم من مناسبة quot;عيد العشاقquot;، مشيرين إلى أن ما يقوم المحتفلون بههو خداعأكثر من كونه قناعة لانه، حسبرأيهم،لا وجود للحب فكيف الاحتفال به!


عراقيات يحملن يافطات quot;الحبquot;

بغداد: أكد متحدثون التقتهم quot;إيلافquot; لمناسبة عيد العشاق انهم يشاهدون في بعض أحياء بغداد الراقية استعدادات للاحتفال بهذا quot;الشيءquot; ويرون الكثير من المحال التجارية وهي مليئة بالالوان، لا سيما الحمراء منها وبدمى على شكل quot;دببةquot; بأشكال مختلفة، ويقولون إنها مظاهر احتفالية بهذه المناسبة الجميلة، واذ لا يأبه البعض، فإن هناك من لديه الحماس ويستعد لتقديم هداياه الى الذين يحبهم.

لكن السؤال الذي طرحناه كان قريبا من quot;عيد الحبquot; لكن بشكل اوسع، وهو: quot;هل ما زال هنالك حب فعلا؟quot;. حب حقيقي قوامه التضحية والاخلاص ونكران الذات والوفاء؟

وأبدى الكاتب والروائي محمد مزيد، سخريته من القول بوجود الحب، مشيرًا إلى أن الشهوات هي الاسم البديل للحب، وتساءل quot;اولاًأي حب هذا الذي تريدني ان اتحدث عنه؟quot;

وتابع: quot;الحب في العراق أصبح ضعيفا لأن عشاق الزمان الماضي وكلاسيكية الحب وروعة الحب القديم ماتت لدى شباب وأحبة هذا الزمان، شبان هذا الزمان لا يحبون، بل إن عشاقه غارقون في البحث عن الشهوات، ويبحثون دائما عن الملذات، اما الحب القديم، الحب الجميل الرائع الذي كنا نعيش رومانسيته ظل فقط في قلوبنا نحن ابناء الاجيال القديمة الكلاسيكية ونبكي على الاغاني لعبد الحليم حافظ وفيروزquot;.

واعتبر ان quot;الآن فقد تغير الوضع، يمكنأن نعرف وجود الحب بمعناه الجميل من اغاني هذا الجيل، اي حب هذا الذي يقول فيه الحبيب لحبيبته quot;اللعنة على ابيك/ او بتل بتل/ أو....quot; وهذه سخفت الحب في هذا الزمن، لذلك أنا اقول لا حب في العراقquot;.

ورأى ان quot;ما يتظاهر الشباب به انتظارًا لما يسمى عيد الحب أو عيد العشاق فهذه كلها زخرفات، وديكورات ملونة وكلها اكاذيب في سبيل ايهام الاخر بالحب والعشق لكنه يطمح للذاته، انهم يتماشون مع العصر ولكنه في الحقيقة كذب، الجوهر ليس هذا ابداquot;.

quot;حكاية الحب مسمى فقطquot;

اما الممثلة بتول كاظم، فهي الاخرى سخرت من quot;حكاية الحب لأنها مسمى فقطquot;، مؤكدة أن الحبّ quot;اكذوبة في حياتنا، ليس في العراق فقط، بل في العالم اجمع لا يوجد أي حب حقيقيquot;.

وارتأت انه quot;لا يوجد رجل يعشق امرأة ولا توجد امرأة تعشق رجلا، وانما هذه العلاقات هي لغايات معينة، مثل حب الاكل، فنحن نأكل ليس حبا بالاكل وانما من اجل ان نعيش، اذن هو أمر روتيني، ومجبرة المرأة أن يكون مكملها الرجل، ومجبر الرجل ان تكون مكملته المرأةquot;.

وأضافت: quot;لا اعتقد أنه موجود ،حتى في زمان روميو وجولييت وقيس ليلى وديدمونةquot;، معتبرةً ان quot;الحب اكذوبةquot;.

الا انها اعتبرت انه من الممكن ان يكون هناك quot;حب الام او الاسرة، وحتى هذا نسبي ويكون احيانا عطفا ليس الا ، فالحب الحقيقي كما تعلمناه من القرآن الكريم له شكل اخر، الحب الذي هو تضحية ونضال ونكران ذاتquot;.

وتابعت: quot;المظاهر في بعض مناطق بغداد مبالغ بها، وكان على الذين يسمون انفسهم عشاقا ويصرفون مبالغ كبيرة في شراء quot;دببةquot; وغير ذلك من quot;البهرجاتquot; ان يوزعوه الى أسر فقيرة محتاجة متعففة لتعيش في حال افضلquot;.

ورأت ان quot;هذه تقاليد جديدة على الساحة العربية، وان وراءها تجارا يروّجون لها او دوافع سياسية ربما ، لانني اؤمن بعدم وجود شيء اسمه quot;حبquot;.

الحب الحقيقي موجود

اما الشاعر ابراهيم الخياط، فأكد ان الحب الحقيقي موجود، والعشاق موجودون ومخلصون جداquot;.

وأشار إلى ان quot;الموت نزل على العراق بما هو اقوى مما لو سقطت جهنم على بلد ما، ولكن نجد الناس بعد انفجار العبوة الناسفة، بعد المأتم او اثناء المأتم، تشعر بالحب ، بانحيازه ، بانتصاره للحياة ، ولولا حب الحياة لما انتصر العراقي على هذه الكوارث الجسامquot;.

واضاف: quot;الحب ابن بيئته ، وبالتأكيد ان اخلاص قيسquot; لـ ليلى وموته واشعاره لانه لم يستطع ان يلتقي امرأة اخرى بحكم الصحراء والعشيرة، ولو كان قيس موجودا لكان يكتب عن عشر من الليلاوات لانه سيصادفهن في الشارع والكلية ومكان العملquot;.

وشدّد على ان quot;رمزية الحب تختلف من مجتمع الى مجتمع اخر جغرافياً وتاريخياً، وان الحب الحقيقي موجود ولكن طريقة الاخلاص تختلف من زمن الى آخر، يعني ان الانفتاح الان اكثر، والعلاقات كثيرة وقد تكون نسبة غيرة العشاق على بعضهم قليلةquot;.

اما الطالبة الجامعية بلقيس احمد، فأعربت عن استغرابها ممن يقولون ان هنالك شيئا اسمه الحب، معتبرةً ان quot;محاولات البعض للاحتفال بعيد الحب، محاولات لتقليد الاشياء لا اكثر، او محاولات للبحث عن الحبquot;.

وعلى النقيض من بلقيس، أكد الشاعر والمحامي الفريد سمعان وجود الحب وبشكل كبير بين الشباب،مشيراً إلى ان الحب لا ينتهي، فالحب ليس فقط إنسانا يحب انسانة ، عاشق ومعشوقة، بل حب الاب لابنائه، حب الزوج لزوجته، حب الاخ لاخته، الابن لوالديه، الام لأولادها، الحب متنوعquot;.

واعتبر ان quot;القصد من عيد الحب بمعناه المحدود كعيد العشق مشروع، فالحب ما زال موجودا، ومازال حس الانسان موجودا، بغض النظر عما يجري الان من مسائل مختلفة على الساحة بشكل يقتل الحب ويؤذي العشاق والعاشقاتquot;.

وشدد على ان quot;الحب يبقى موجودا ويعيش في قلوب الناس لانه مسألة انسانية طبيعية تؤمن به الشرائع والتقاليد والاعراف وكل القيم الانسانيةquot;، مشيراً إلى ان بعض العراقيين سيحتفلون بعيد الحب، وهؤلاء هم المتفتحون على الدنيا، اما المتخلفون فلن يحتفلوا بأي حب لانهم لايعرفون الحبquot;.

ومن جانبها المذيعة ومقدمة البرامج سمر جابر ابدت حماسها للحب وعيد العشاق، مؤكدة أنها ستحتفل به لانه quot;اوكسجين الحياةquot;.

وتابعت: quot;نعم .. يوجد حب ، وحب كثير طبعا، والا لما استطعنا العيش، فكل انسان لا يستطيع ان يعمل او يؤدي دوره وواجبه ان لم يكن محبا وعاشقا، هناك الان الكثير من قصص الحب الحقيقي الجميل بين الشباب والشابات في مختلف الاماكن، الحب الخالي من المصالح والانانية ، لهذا لا يمكن القول بعدم وجود الحب الذي هو شيء مهم للناسquot;.

واعتبرت ان quot;ما نسمعه اليوم من اغنيات هابطة ومليئة بالاسفاف، فذلك ليس ذنب الحب ابدا، بل ذنب مؤلف الاغنية الذي لا يعرف الحب، الحب موجود والناس تعبر عنه بطرق مختلفة في ايام السنة الاعتيادية او في عيد الحب الذي سأحتفل به طبعاquot;.

الرجوع إلى غوغل

أما الاعلامي ومقدم البرامج في قناة quot;الشرقيةquot; الدكتور مجيد السامرائي، بدا مطمئناً لأن الحب على quot;ما يرامquot; في العراق.

إلا انه اعتبر ان العراقيين quot;مقلدون ولانعرف لماذا هذه المناسبة، الا اذا رجعنا الى (غوغل)، مثلا زوجتي تعتبر احد الاصدقاء اوفى مني لانه لايزال يضع صورة زوجته المرحومة على quot;الياهو ماسنجرquot;.

واضاف: quot;الحب نعم موجودquot; مستدلاً بضيوف برنامجه quot;اطراف الحديثquot; الذين يسألهم quot;من الاوفى المرأة ام الرجل؟ لكنهم quot;يصفنونquot;، اعاود السؤال : انت ام هي؟ فيقولون دون تردد :هي !! وهذا معناه quot;اكو حبquot;، ولولا ذلك لما سهرت هي لاجله، ولما ركبت الاهوال؛ ولما عبرت الشط quot;على مودهquot;، هناك حب غامض لا تدري له سبباquot;.

لكنه رأى ان quot;المرأة تعطي للرجل ما يريد من اجل الحب، والرجل مسبوق بشهوته، ووسيلته في ذلك كل ما حفظه من شعر المعلقات ونزار قبانيquot;.

واستشهد برواية الطيب صالح quot;موسم الهجرة الى الشمالquot;، حين قرأ رجل على إمرأة كل ما يحفظ من تاريخ الشرق الساحر وهو quot;يقودها كالدائخة الذاهلة الى الفراش!quot;.