نقطة أمنية للحوثيين

وقع مؤخرا صلح قبلي برعاية شخصيات اجتماعية يمنية توقفت بموجبه الحرب الدائرة في كشر ومستبأ في محافظة حجة بين الحوثيين ورجال القبائل وسلفيين مساندين. ويدور الجدل بين طرفي القتال حول أسباب الحرب التي راح ضحيتها مئات المواطنين من الطرفين.


صنعاء:يقول رجال القبائل التابعون لمديرية كشر في شمال غرب محافظة حجة اليمنية القريبة من الحدود السعودية، إن القائد الميداني للحوثيين في صعدة يوسف المداني عاد إلى مديرية مستباء المجاورة برفقة مئات المسلحين حيث منزل والده، بعد أن هجره منذ بداية الحرب بين الحوثيين والحكومة عام 2004.
الحكاية بدأت هنا حيث رفض أهالي المنطقة عودة الرجل برفقة هذا الكم من المسلحين بينما هو يرى أنهم حماية له كونه يشعر بتهديد عقب الحروب السبع التي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين والجنود في صعدة وعمران.
في هذا التقرير، ننقل الرؤية من جانب الحوثيين الذين زارهم فريق حقوقي وصحافي في مديرية مستبأ وتحديدا في منزل القائد الميداني البارز يوسف المداني أحد أهم القيادات الحوثية في الحروب السبع الماضية في صعدة.

لقاء بقائد ميداني

في البداية، كانت الزيارة للطرف المتهم بتفجير الموقف هناك وهم الحوثيون وبالتحديد إلى منزل القائد الميداني يوسف المداني (أبو حسين) في قرية أبو دوار في مستبأ في حجة برفقة أحد القياديين واختصر اسمه بـ أبو يحيى المطري.
يقول أبو يحيى المطري إن الحكاية بدأت بمناوشات بين أنصار المداني ووكيل محافظة حجة اسماعيل مهيم ndash; وهو أحد أبناء المنطقة - وشيوخ رافضين لتواجد القيادي المداني في المنطقة لما يمكن أن يسببه وجوده من إشكالات- quot;وحينها بلغنا الشيوخ وقلنا لهم أن يتصرفوا ليحلوا الوضع، لأنه لو حصل شيء فسنضطر للردّ بالمثل، وللأسف لم يلتفت أحد لهذا الأمر، فحصلت بعض المعارك التي رافقها نزوح السكان من مناطق المواجهات منذ اليوم الأولquot;.

ويضيف المطري إن quot;التحرك بدأ من دار القرآن الكريم في منطقة عاهم من بعض الأشخاص المتمركزين هناك، وسبقه حملة تكفير شنها بعض المساجد السلفية في المنطقة وقد يكون هناك طرف ثالث يحرض، كما لوحظت حالة من التوتر حول المساجد التي خرج منها التكفير وبعض الكلام ضدناquot;.
وردا على سؤال لـquot;إيلافquot; عن الإطار القانوني المعمول به في الدستور والقانون، قال المطري quot;نحن لم نخالف الدستور والقانون أبداً ولا يستطيع أحد القول غير ذلك بغض النظر عن كوننا حزبا أو لا، لأن موضوع الحزب مرتبط بالنظام، ويمكن أن يحلّوه متى شاؤوا، بمعنى أنه لا نية لنا بالتحزب لكننا لا نخرج عن إطار ما يطلبه أيّ يمني سواء أكان في حزب أو قبيلة ولا مطالب لنا زائدة عن مطالب اليمنيين، ولكن تحركنا يثير ردود الفعل والمشاكلquot;.

وحول اشتعال الحرب بسبب انتقالهم من محافظة صعدة إلى حجه قال إن quot;وصول يوسف المداني كان مع سبعة من المرافقين ولم يكن إشكاليةquot;، مشيرا إلى أن الطرف الآخر أتى بمقاتلين من خارج المحافظة.
وأضاف أن وجود مقاتلين من محافظات أخرى كصعدة وغيرها quot;نتيجة لما حصل من هجوم أو اعتداء ونحن كيمنيين لنا الحق أن نتواجد في أي مكانquot;.

الشعار هو السبب

ورأى أن عملهم في الأساس فكري quot;من بداية الحرب الأولى حول شعار quot;الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلامquot; ونحن نثقف بثقافة القرآن الكريم ونتقبل الآخر أيضا،ً ولا نكفر الآخر إذا لم ينطلق معنا ولا نرغمه على شيءquot;.
وعن أحد البنود في اتفاق الصلح الأخير، الذي يلزم الطرفين بإعادة المسلحين من خارج حجة إلى محافظاتهم قال المطري quot;حرصاً على حقن الدماء وبعد تطبيق بنود الصلح الأخير كاملة نحن سنتقبل العودة إلى حيث كنا وهذا سيحدث تلقائياً، ما الفائدة من بقاء المسلحين، عملنا فكري ولا يتطلب تواجد المسلحين والمقاتلين إلا كحماية إذا تعرضنا لأي اعتداءquot;.

وحول استعدادهم لتنفيذ عمليات ضد مصالح أميركية قال المطري، quot;كيف لنا أن نصل إلى الجيش الأميركي بالكاد نحارب بعضنا البعض، ومنذ ست حروب نتقاتل نحن وإخواننا اليمنيون، بعض الأخوة في تهامة يقولون quot;أميركا في البحر فقلنا لهم ما خليتونا نوصل البحرquot; .
ويضيف المطري quot;لدينا القدرة بأن نسقط عدة محافظات عسكرياً إذا أردنا، الدولة انشغلت بما حصل لكننا مع ذلك استغلينا الفرصة لنتحرك فكرياً خصوصاً وأنها المرة الأولى التي يتيحون لنا مثل هذا التحرك، فلو كان عندنا نية للسيطرة عسكرياً كنا سنسقط عدة محافظات وليس ميناء quot;ميديquot; وحسب كما يقولونquot;.

مستبأ بيد الحوثيين

شعار الحوثيين في كل مكان

وبدت السيطرة على مديرية مستبأ واضحة من قبل المسلحين التابعين للحوثي، حيث في الطريق إلى قرية quot;أبو دوارquot; عدة نقاط تابعة للحوثيين، ولوحظ أيضا تواجد مسلحين من صغار السن إضافة إلى شعار الحوثيين على الجبال والمساجد والمساكن أيضا.
وفي الطريق إلى منزل المداني لا اثر لأي من مخلفات الحروب عدا قذيفة على مدرسة، جوار منزل المداني قالت مصادر إنه يتخذها معسكرا لمسلّحيه، بينما لوحظت عدة طلقات متفرقة في منزله، إلى جوار متاريس مطلة على منطقة quot;عاهمquot; حيث دارت المعارك.

ومن تفاصيل ما حدث في الطريق إلى منزل المداني، أن أحد مواطني مستباء كان يتحدث لأحد المصورين إن الحوثيين محتلون ويجب أن يغادروا، ففوجئ الجميع باعتداء عدد من المسلحين عليه بأعقاب البنادق وأوسعوه ضربا، فيما تم اعتقال شخص آخر تحدث للصحافيين عن استيلاء الحوثيين على منزله، وتواصلت إيلاف مع القيادي المطري فأقر بالواقعة وقال إنهم سيطلقون سراحه على الفور.