نواكشوط: وحدها موريتانيا من سيقرر الى اي جهة تسلم الليبي عبد الله السنوسي الذي تطلبه ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية، كما اوضح خبير فرنسي في القانون الدولي لوكالة فرانس برس.

وقال الاستاذ الجامعي ديدييه ريبو quot;نحن ازاء ما يعرف بتنافس الطلبات وهي حالة شائعة. والدولة التي اوقفت الشخص هي التي تقرر الجهة التي تسلمه لها بموجب معاييرها وقواعدهاquot;.

وبعد برهة قليلة من اعلان توقيف السنوسي في نواكشوط وعدت ليبيا بتمكين القائد السابق للمخابرات العسكرية لنظام معمر القذافي من quot;محاكمة عادلةquot; واعلنت انها طلبت استلامه.

في الاثناء تعتمد فرنسا على مذكرة توقيف تعود الى 1999 صدرت بعد الحكم على السنوسي غيابيا من قبل القضاء الفرنسي لدوره في الاعتداء على طائرة quot;دي سي10quot; تابعة لشركة اوتا في 1989 وقتل فيه 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا.

اما المحكمة الجنائية الدولية فكانت اصدرت مذكرة توقيف بحق السنوسي في حزيران/يونيو 2011 بعد اشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الليبية وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.

وكون موريتانيا ليست بين ال 120 دولة الموقعة على معاهدة روما لسنة 1998 التي انشأت المحكمة الجنائية الدولية ليس بالضرورة عائقا امام المحكمة الدولية.

ويذكر ريبو بان مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية هي نتيجة لقرار مجلس الامن الصادر بتاريخ 26 شباط/فبراير 2011. وهذا القرار ينطبق على موريتانيا.

ويؤكد الخبير ان quot;هذا القرار يشكل نقطة قوة للمحكمة الجنائية الدوليةquot;.

والاحتمال الاخر هو ان تقرر المحكمة الجنائية الدولية ان تبحث مع فرنسا لتسليمها عبد الله السنوسي بعد ان يقضي عقوبته جزئيا او كليا.

ويرى الخبير ان فرنسا quot;لديها حججا جيدةquot; لاقناع موريتانيا. فالبلدان يجمعهما منذ 1961 quot;اتفاق تعاون في المجال القضائيquot; يتناول في بنده ال56 بالخصوص كيفية ادارة quot;تنافس الطلباتquot; بين الجانبين.

ويضيف انه quot;اذا لم تكن هناك اتفاقية بين موريتانيا وليبيا فان فرنسا يمكنها استخدام هذا التعليلquot; مشيرا مع ذلك الى انها ستكون quot;في وضع افضلquot; لكن ليس معنى ذلك انها على يقين من الفوز.

فهناك معايير اخرى يمكن ان تكون لصالح السلطات الليبية بحسب مختصين مثل جنسية السنوسي وكون معظم الوقائع التي يؤاخذ عليها جرت في ليبيا.

ويمكن ان تكون quot;الاسبقيةquot; التي يدفع بها اسر ضحايا حادث الطائرة الفرنسيين quot;معيارا آخرquot; في الاختيار لكنه ليس محددا لوحده.

ويؤكد الخبير الفرنسي في نهاية المطاف ان quot;موريتانيا حرة في التقرير بين الطلبات الثلاثquot; وهي غير ملزمة باي مهلة للقيام بذلك. وعندما تتخذ نواكشوط قرارها فانه لن يكون بامكان اي طرف آخر استئنافه.

موريتانيا تتلقى من المحكمة الجنائية الدولية وفرنسا طلبين لتسليم السنوسي

تقلت موريتانيا الاحد من المحكمة الجنائية الدولية وفرنسا طلبين لتسليمهما العقيد الليبي عبد الله السنوسي احد ابرز اعمدة نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والذي تم توقيفه في نواكشوط، بحسب ما اعلن مسؤول امني.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس quot;حتى الان هناك طلبان تلقتهما موريتانيا. واحد من فرنسا وصل السبت والثاني من المحكمة الجنائية الدولية ووصل الى الحكومة الموريتانية الاحدquot;.

واضاف quot;ليبيا لم نتلق منها شيئا لكننا ننتظر زيارة يقوم بها لنواكشوط وفد من المجلس الوطني الانتقالي في تاريخ لم يتم تحديده حتى الانquot;.

وكانت الحكومة الليبية اعلنت السبت انها طلبت من موريتانيا تسليمها السنوسي الذي تم توقيفه ليل الجمعة الى السبت في مطار نواكشوط لدى وصوله في رحلة للخطوط الملكية المغربية قادما من الدار البيضاء مستخدما جواز سفر مالي مزور.

ولا ترتبط ليبيا وموريتانيا باتفاق ثنائي لكن يمكنها التحرك بناء على اتفاقية التعاون القضائي التي تربط بين الدول الاعضاء في الجامعة العربية الموقعة في الرياض في 1983 وصادقت عليها نواكشوط في 1985 وليبيا في 1988.

وقال مصدر امني ان العقيد السنوسي لا يزال قيد الاستجواب من قبل الشرطة الموريتانية quot;التي تقوم بتحقيقها الخاصquot; الذي ستشرك الشرطة الدولية (الانتربول) فيه. واضاف quot;انه بين ايدي امن الدولة لا يمكننا ان نقول لكم اين تحديداquot;.

ولن تنظر موريتانيا في طلبات تسليم السنوسي الا بعد ان تنتهي من التحقيق معه.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت بطاقة توقيف بحق السنوسي في 27 حزيران/يونيو 2011 بتهمة ارتكاب جرائم quot;قتل وتنكيل بمدنيين تشكل جريمة ضد الانسانيةquot; مع انطلاق الانتفاضة ضد نظام القذافي منتصف شباط/فبراير 2011 خصوصا في طرابلس وبنغازي ومصراتة.

لكن ليبيا تريد ان تحاكمه بنفسها مؤكدة انها قادرة على تنظيم quot;محاكمة عادلةquot; له.

من جانبها ذكرت فرنسا بان السنوسي هو quot;محل مذكرة توقيف دولية اثر الحكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد في قضية الاعتداء الارهابي في 19 ايلول/سبتمبر 1989 على رحلة يوتا 772 التي قتل فيه 170 شخصا بينهم 54 فرنسياquot;.