عادت مظاهر التطرف لتخيّم على المغرب، إذ بعدالحملات التطهيرية لـquot;اللجان الشعبيةquot; في مدينة عين اللوح، وتمزيق سلفيين ثياب فتاة في الشارع العام، فككت مصالح الأمن quot;الجماعة المهداويةquot;، بعدما رفعت التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، إثر إصدار جماعة تطلق على نفسها quot;التوحيد والجهاد في المغرب الأقصىquot;، بيانًا توعدت فيه بالقيام بعمليات دموية على أرض المغرب، كما أنها شنت هجومًا لاذعًا في حق الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية.


الشرطة المغربية

أيمن بن التهامي من الرباط: يأتي هذا في وقت باتت تعجّ المنتديات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، برسائل ودعوات من سلفيين مغاربة تحثّ على quot;العنفquot;.

وقال سعيد لكحل، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن quot;الأشهر الأخيرة شهدت ظهور ما بات يعرف بـ (اللجان الشعبية) في عدد من المدن المغربية تتولى فرض (النظام) كما تتصوره، والاعتداء على عينة من المواطنين، نساء ورجالاً من دون سند قانونيquot;، مبرزًا أن quot;هذه الجماعات نصبت نفسها بديلاً عن الدولة، واستولت على اختصاصات الأجهزة الأمنية والقضائية، وهي بهذه الخروقات تعتدي على الدولة والدستور وتهدد الأمن العام، بل تضرب الأسس التي قامت عليها الدولة عبر التاريخ، وهي حماية أمن المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم ضد أي جهة غير الدولةquot;.

وأشار سعيد لكحل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إلى أنه quot;عندما تبين للعناصر السلفية أن تلك اللجان تعمل بحرية، سارعوا إلى الاعتداء على المواطنين في الشارع العام، كما حدث مع الفتاة التي مزّق السلفيون ثيابها في الشارع العام، وأمام مرأى المارة، من دون أن تتدخل الأجهزة الأمنية. والأمر نفسه بدأ في تونس بحوادث اعتبرت (معزولة) حتى وصل الأمر إلى تمزيق العلم التونسي، ووضع مكانه علم تنظيم القاعدة، فضلاً عن إغلاق جامعة منوبة ومنع الدروس فيها، ثم أخيرًا الاغتيال كما وقع للشيخ لطفي القلالquot;.

وأضاف المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن quot;الحريق يبدأ من شرارة (معزولة)، ومن يلعب بالنار ستحرقه وتحرق الجميع إذا لم يتم تدارك الشرارة في مهدهاquot;.

من جهته، قال الداعية عبد الباري الزمزمي، أحد أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب العربي، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن مظاهر كثيرة سجلت أخيرًا، وهي ليست جديدة على المجتمع، كما هو الحال بالنسبة إلى quot;الجماعة المهداويةquot;، مشيرًا إلى أن quot;الكثير إدعى المهداوية، سواء في الشرق أو في الغربquot;.

وأوضح عبد الباري الزمزمي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;المقصود من مثل هذه المظاهر هو حب الظهور، وابتزاز الناس وأصحاب العقول الصغيرة والضيفةquot;، مبرزًا أن quot;المتصوفين يدعون بأنهم يرون الرسول (ص). وهذه مجرد خزعبلات، والغرض منها استغلال ذوي العقول الضعيفةquot;.

وأكد عبد الباري الزمزمي أن quot;الكرامات كلام فارغ، والمعجزات هي التي تبقى معروفة على الأنبياء فقطquot;، مضيفًا أن quot;هذه المظاهر يجب التصدي لها، وإذا كانت مرتبطة بجرم يجب أن يقدم المتهمفيه إلى العدالةquot;.

وحسب بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، فإن أنصار هذه الطائفة يتبنون quot;معتقدات شاذة تقوم على تبجيل هذا الزعيم إلى حد القداسة، والاقتناع بما يروّج له من أفكار منحرفة، حيث أصبحوا يطيعون أوامره من قبيل تغيير الأسماء بحجة أنها مدنسة، والتخلص من ممتلكاتهم والتبرع بها لفائدة هذه الجماعة، وطلب الإذن للمعاشرة الزوجيةquot;.

ووفق البلاغ فإن quot;زعيم هذه الجماعة يتوصل، بمبالغ مالية من الخارج، يتم صرفها على بعض مريديهquot;، إلى تقوية روابط التبعية له، وضمان الانضباط لممارساته quot;العقائدية المنحرفةquot;.