القاهرة: أصداء واسعة للغاية حظيت بها الحادثة التي شهدتها مدرسة أوزار هاتوراه اليهودية في مدينة تولوز الفرنسية ( جنوب غرب )، يوم أمس الاثنين، بعد أن أقدم شخص مسلح على إطلاق عدة طلقات نارية على مجموعة من الأطفال الصغار والبالغين، وفقاً لروايات شهود العيان الذين أجروا مقابلات مع محطات إذاعية وتلفزيونية فرنسية.
وفي تعقيب من جانبها على تلك الواقعة، قالت مجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية إن ذلك الهجوم، وغيره من الهجمات التي شهدتها فرنسا على مدار الأيام القليلة الماضية، قد يقلب انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة رأساً على عقب.
وأضافت أنه وعلى عكس كثير من الهجمات التي تتم على المدارس في الولايات المتحدة، التي يتمادى فيها منفذ الهجوم في إجرامه إلى أن يتم قتله على يد السلطات أو أن يقتلوا أنفسهم، قام منفذ الهجوم على المدرسة اليهودية، بعد الانتهاء من فِعلته، بركوب دراجته البخارية بيضاء اللون، ثم مضى منطلقاً من موقع الحادث قبل أن يتعرض له أحد.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال النائب العام لمدينة تولوز، مايكل فاليت quot; لقد أطلق هذا الشخص النار على كل شيء كان أمامه، وأطلق النار كذلك على الأطفال والكبار. كما تقفي أثر بعض الأطفال داخل المدرسةquot;. وضمت قائمة الضحايا الذين سقطوا جراء الهجوم أستاذ يهودية فرنسي إسرائيلي يبلغ من العمر 30 عاماً، وولديه وفتاة أخرى.
وتردد أن أكبر الضحايا الذين سقطوا يبلغ من العمر 7 أعوام وأصغرهم حوالي 4 أعوام. كما أصيب شخص مراهق يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح بالغة. وإذا تم النظر إلى ذلك الهجوم بمفرده، فإنه قد يبدو فعل شخص مجنون وربما معاد للسامية، غير أن مجموعة من العوامل حولت هذا الهجوم إلى ثمة شيء أكثر إثارةً للمتاعب، خاصة وأنه ثالث هجوم قاتل في ثمانية أيام، ويبدو أنهم مرتبطون جميعاً بالجنس و/ أو الدين.
وبعد ساعات قليلة من الهجوم الذي تم شنه على المدرسة، خلصت السلطات إلى أن الهجوم الذي وقع أيضاً قبل بضعة أيام، وراح ضحيته ثلاثة عسكريين، ربما قد تم ارتكابه أيضاً من جانب نفس الشخص الذي نفَّذ هجوم المدرسة اليهودية، باستخدامه سلاح واحد على الأقل من نفس الأسلحة التي استعان بها، وبقيادته لنفس الدراجة البخارية، رغم إعادة طلائها باللون الأبيض لتنفيذ هجوم الـ 19 من الشهر الجاري.
وقبل هجوم يوم أمس على المدرسة، كان يعمل ما يقرب من 50 محقق بالفعل من أجل تعقب القاتل وتحديد هويته. وبحلول الليل، تم تحديد أكثر من 150 شخص، بعد أن ساندهم محققون سيبرانيون بتعقبهم التفاعلات الرقمية لأول ضحية مع المشتري المحتمل.
وفي الوقت الذي تكثف فيه فرنسا الآن من جهودها بغية تحديد هوية ذلك الشخص الذي تورط في تلك الحوادث، برزت نظريتان. أولهما : أن المجرم إما جندي حالي أو سابق بمسحة عنصرية قاتلة. وهي النظرية التي رجحتها عدة شواهد منها اتقان القاتل استخدام السلاح وعدم تركه أي آثار للحمض النووي أو بصمات عل خرطوش بندقية بعد التخلص منه. فضلاً عن وصف الشهود له باللائق والرشيق والواثق بنفسه.
والنظرية الثانية هي تلك التي تتحدث عن أن القاتل قد يكون إسلامياً متشدداً ndash; وقد أقدم على ذلك كرسالة يريد توصيلها للمسؤولين الفرنسيين بسبب السياسة العسكرية التي ينتهجوها في الخارج، لاسيما فيما يتعلق بأفغانستان وليبيا وكذلك سوريا.
وتابعت فورين بوليسي حديثها في الإطار ذاته بلفتها إلى أن المحققين الفرنسيين الذين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب يواصلون تحقيقاتهم بشأن الهجمات الثلاثة جميعها.
ومنذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر التي وقعت عام 2001 في الولايات المتحدة، وراح ضحيتها كثيرين، وفرنسا تنجح في تجنب أخطار التعرض لنوعية الهجمات الوحشية التي نظمها أتباع القاعدة في اسبانيا ثم نظموها في بريطانيا خلال العام التالي. وأشارت المجلة أيضاً إلى أن فرنسا تحظي بخبرات واسعة في التعامل مع الإرهاب المعادي للسامية والإرهاب الإسلامي المتشدد خلال العقود الماضية.
التعليقات