تقدم عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية بأوراق ترشيحه رسمياً لانتخابات الرئاسة المصرية، بعد أن نجح في الحصول على 45 ألف توكيل من مصريين للترشح مستقلاً في الانتخابات، وبذلك يكون المرشح الرسمي رقم خمسة في قائمة مرشحي الرئاسة.
عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح لانتخابات مصر الرئاسيّة |
القاهرة: جاء تقدم عمرو موسى لانتخابات مصر الرئاسية وسط اتهامات بدفع أموال للحصول على التوكيلات، وتحقيق النيابة العامة مع ثلاثة موظفين في مكتب توثيق بتهم تتعلق بتزوير 600 نموذج تأييد له. ويواجه موسى منافسة شرسة من الإسلاميين، بالإضافة إلى حملات مضادة له بدعوى أنه من فلول النظام السابق.
أول مرشح مستقل
وترشح أربعة مرشحين للرئاسة بشكل رسمي، عن أربعة أحزاب سياسية ممثلة بمجلس الشعب، وهؤلاء المرشحون هم: النائب أبو العز الحريري، مرشحا عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والدكتور محمد فوزي مرشحاً عن حزب الجيل الديمقراطي، و أحمد محمد عوض علي، مرشحاً عن حزب مصر القومي، والفريق حسام خير الله مرشحاً عن حزب السلام الاجتماعي. ويعد موسى الخامس في قائمة الترشيح، لكنه الأول في قائمة المرشحين المستقلين.
وأطلق أنصار موسى الألعاب النارية أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، فيما لم يطلق هو أية تصريحات صحافية، وقال محمد سامي عضو الحملة الإنتخابية لموسى إنه يعتبر المرشح المستقل الأول الذي يتقدم بأوراق ترشيحه رسمياً، بعد أن حصل على تأييد 45 ألف مصري له للترشح، رغم أن القانون يشترط 30 ألف تأييد فقط.
وأضاف سامي لquot;إيلافquot; أن حظوظ موسى في الانتخابات وافرة، وهو يتمتع بشعبية واسعة في أوساط المصريين.
إتهامات بالتزوير والرشاوى
وحول الاتهامات الموجهة للحملة بدفع أموال أو رشاوى مقابل الحصول على تأييد المصريين، قال سامي إن هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أنها تأتي في إطار الحرب القذرة التي يشنها المنافسون ضد بعضهم البعض في الانتخابات، متوقعاً ألا تهدأ هذه الحرب، بل ستزداد مع اقتراب عملية الاقتراع.
وتحقق النيابة العامة في مصر، مع ثلاثة موظفين في مكتب توثيق مدينة الأقصر بتهم تتعلق بتزوير نحو 600 توكيل لصالح عمرو موسى، مقابل أموال.
وقررت حبسهم على ذمة التحقيقات، وقال سامي إن ال45 ألف توكيل التي تقدم بها عمرو موسى لم تتضمن التوكيلات التي حصل عليها من محافظة الأقصر كلها، درءاً للشبهات، مشيراً إلى أن الحملة تحقق داخلياً في تلك الاتهامات أيضاً.
وزير الخارجية صاحب الشعبية
ويعتبر عمرو موسى أبزر الدبلوماسيين في عهد النظام السابق، وأبرز المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية. عمل مديرا لإدارة الهيئات الدولية في وزارة الخارجية المصرية عام 1977 ومندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990، ثم وزيراً للخارجية في الفترة من 1991 حتى 2001، ثم شغل منصب الأمين العام للجامعة العربية في الفترة من 2001 حتى 2011، حتى انتهت ولايته، وأعلن ترشحه للإنتخابات الرئاسية المصرية، وخلفه الدكتور نبيل العربي في المنصب، بعد أن شغل منصب وزير الخارجية بعد الثورة.
يتمتع موسى بشعبية في أوساط المصريين، لاسيما عندما شغل منصب وزير الخارجية، ودأب على مهاجمة إسرائيل بشأن الفلسطينيين والقضايا العربية، وزادت شعبيته بالتزامن مع إطلاق المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أغنية quot;باكره إسرائيلquot;، التي قال فيها quot;أنا بأكره إسرائيل.. أقولها لو أتسأل، إن شاالله أموت قتيل أو أخش المعتقل.. أنا بأكره إسرائيل وشيمون وبيريز ويا شارون، و بحب عمرو موسى وكلامه الموزونquot;.
مرشح رئاسي في غياب مبارك وجمال
رغم انطلاق حملات لترشيح موسى للانتخابات الرئاسية في عهد الرئيس السابق، إلا أنه لم يعلن رغبته في ذلك، وتهرب من الإجابة على سؤال عمّا إذا كان ينوي منافسة الرئيس السابق حسني مبارك أو نجله جمال، وقال في تصريحات له quot;إن مواصفات الرئيس تنطبق على جمال مباركquot;، وقال في تصريحات أخرى بشأن احتمالية منافسته لمبارك الأب quot;العين ما تعلاش على الحاجبquot;، وفي آخر تصريحات له قبل الثورة بنحو شهر ونصف قال quot;إن الطريق إلى الرئاسة مسدودquot;.
غير أن موسى جاهر برغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير في إسقاط نظام الحكم السابق، ويدخل سباق الرئاسة في ظل غياب مبارك ونجله جمال خلف قضبان السجون، حيث يحاكمان مع رموز النظام السابق في قضايا تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد.
منافسة شرسة وحملات مضادة
ويواجه موسى منافسة شرسة من قبل مرشحين آخرين، أبرزهم المرشحون المنتمون إلى التيار الإسلامي، خاصة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والشيخ حازم أبو اسماعيل، والدكتور سليم العوا، بالإضافة إلى مرشحين آخرين مثل حمدين صباحي، وحسام خير الله مدير المخابرات السابق، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق.
وينظر شباب الثورة والإسلاميون وقطاع عريض من المصريين إلى موسى بوصفه من quot;فلول النظام السابقquot;، وانطلق العديد من الحملات ضده منها حملة quot;لا لعمرو موسى المسن رئيساً لمصر الشابةquot;، كما أعلنت حركة 6 أبريل عن حملة تحت عنوان quot;أمسك فلول الرئاسةquot;، على غرار حملة quot;أمسك فلولquot;، التي أطلقتها أثناء الانتخابات البرلمانية.
وقال محمود عفيفي عضو المكتب السياسي للحركة لquot;إيلافquot; إن الحملة سوف تستهدف رموز النظام السابق الذين ترشحوا للرئاسة بعد الثورة، مشيراً إلى أن الحملة سوف تنطلق بعد إغلاق باب الترشح للرئاسة وإعلان أسماء المرشحين رسمياً، وقال إن الحملة سوف تتضمن ملصقات ضد هؤلاء المرشحين، إضافة إلى حملات على الإنترنت تسرد تاريخ هؤلاء المرشحين في عهد النظام السابق، وموافقهم من الثورة، متوقعاً أن يتعرض هؤلاء المرشحون للعزل السياسي كما حدث مع المرشحين من الفلول في الانتخابات البرلمانية.
التعليقات