الإمدادات العسكرية من ائتلاف حكومات عديدة وحلف الناتو ساهمت في إسقاط القذافي

ساهمت الإمدادات العسكرية والتدريبات وطائرات حلف الناتو، بدعم الانتفاضة الشعبية التي قامت في ليبيا العام الماضي ونجحت بتغيير مسار الصراع والإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وسعى تقرير أعده فريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة إلى وضع قائمة مفصلة لهذه الإمدادات.


القاهرة: في الوقت الذي كان يتحضّر فيه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لسحق الانتفاضة الشعبية التي بدأت العام الماضي في بنغازي، تحركت بريطانيا وفرنسا وقطر والإمارات والولايات المتحدة وغيرهم من الدول الحليفة بشكل سريع لدعم الثوار.

وبتقديمها الإمدادات العسكرية والتدريبات والمشورة وبالطبع الدعم من جانب طائرات حلف الناتو الحربية، نجح ائتلاف تلك الحكومات في توفير الدعم اللازم لتغيير مجرى الصراع، بما يتيح التخلص من القذافي في نهاية المطاف. وكان الهدف الرئيس من وراء قرار الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على السلاح، هو تقييد قدرة القذافي ومنعه من استخدام ثرواته النفطية الضخمة في جلب شحنات أسلحة جديدة ومرتزقة أجانب للمساعدة في قمع الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيله.

لكن القرار تسبب أيضاً بوضع قيود على إمدادات السلاح للثوار، ما دفع بالمجلس في وقت لاحق ليقدم استثناء، ويمنح غطاء مهما للحكومات الساعية إلى تسليح الثوار.

وسعى تقرير جديد أعدّه فريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة ومنوطين بمراقبة الحظر المفروض على الأسلحة في ليبيا، إلى وضع جدول مفصل لقائمة الإمدادات العسكرية- بدءا من أكياس الرمل وانتهاءً بصواريخ أر بي جي التي يتم إطلاقها من فوق الكتف- التي تدفقت إلى ليبيا بعد أن فرض مجلس الأمن حظراً على الأسلحة في ليبيا خلال شهر شباط (فبراير) عام 2011. ومع هذا، لفتت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن القائمة جاءت منقوصة، نظراً لرفض الناتو وبعض من أبرز داعمي الثوار، بما في ذلك قطر والإمارات، تقديم وصف كامل لإسهاماتهم.

وأضافت المجلة أن التقرير رصد عدة محاولات من جانب نظام القذافي لتأمين صفقات الأسلحة والاستعانة بالمرتزقة من دول الجوار. بالإضافة إلى تنويهه بالتقارير التي تحدثت عن إعادة تأسيس معظم قدرات ليبيا العسكرية بعد عام 2004، بعد سنوات من العقوبات الغربية والأممية، بمساعدة بلدان أوروبية غربية ودول كانت تنتمي إلى الاتحاد السوفيتي في السابق. بيد أن التقرير الذي يتكون من 78 صفحة قدَّم نظرة ثاقبة بشأن الطريقة التي نجح من خلالها المجتمع الدولي في المزج بين الضغوط الدبلوماسية والقوة الجوية العسكرية وصفقات الأسلحة السرية للإطاحة بالنظام.

الولايات المتحدة :
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة زوّدت فريق الخبراء في السادس من شباط (فبراير) بقائمة إسهاماتها، التي ضمت 8000 زي موحد، 8000 حذاء برقبة، 5825 سترة حاملة لشحنات الأسلحة، 2850 سترة واقية من الرصاص، 1975 خوذة عسكرية، بالإضافة إلى أشياء أخرى تفيد المواقع الدفاعية كأكياس الرمل وغيرها.

ايطاليا:
أخطرت الحكومة الايطالية فريق الخبراء في الرابع عشر من شباط (فبراير) أنها ساعدت بـ 10 مدربين عسكريين، 10000 زي موحد، 5400 خوذة، 2800 حذاء جلد برقبة.

المملكة المتحدة:
أخطر المسؤولون في المملكة المتحدة الفريق الأممي في التاسع من شهر شباط (فبراير) أنها قامت بتزويد الثوار بـ 6000 طاقم واق للجسد، وليس أكثر من 20 موظفا عسكريا. وأكد التقرير أن بريطانيا سعت إلى إرسال طاقم مساعدة عسكري للسلطات الليبية بغرض تقديم المساعدات العملياتية والتدريبات ومراقبة الأمور الأمنية.

فرنسا :
أخطرت الحكومة الفرنسية الأمم المتحدة في نيسان (أبريل) عام 2011 أنها أرسلت طاقماً محدوداً من المستشارين العسكريين إلى ليبيا لتزويد المجلس الوطني الانتقالي بالدعم والمشورة بشأن الطرق التي يمكن الاستعانة بها في تنظيم بنيته الداخلية وضبط موارده وتحسين وسائل الاتصال الخاصة بها. وفي حزيران (يونيو)، أبلغت الأمم المتحدة بأنها أسقطت عن طريق الطائرات أسلحة دفاع ذاتي للمدنيين الذين كانوا يتعرضون لهجمات من قِبل القوات المسلحة الليبية. ومع هذا، لم يذكر التقرير أي تفاصيل بشأن تلك الإسهامات، بعدما طلبت فرنسا الاحتفاظ بسرية تلك التفاصيل.

ألبانيا :
قال فريق الخبراء إنه تحصل على معلومات تفيد بأن العديد من الرحلات الجوية التي تم تسييرها من تيرانا، في ألبانيا، قامت بنقل مواد عسكرية إلى بنغازي على مدار 3 أيام في أيلول/ سبتمبر عام 2011.

السودان :
ومن أبرز الكشوفات التي أزاح عنها تقرير الخبراء النقاب هي المتعلقة بالمعلومات التي تحدثت عن أن جماعات متمردي دارفور، بما في ذلك أفراد من قبيلة الزغاوة ومقاتلون من حركة العدل والمساواة، ربما ساندوا القذافي في مواجهته الثوار. وأورد التقرير ادعاءات لوزارة دفاع الثوار في بنغازي مفادها أن السودان ساهمت بأسلحة صغيرة وأخرى خفيفة مثل القذائف الصاروخية ونقلت غيرها من الإمدادات إلى بنغازي على متن طائرتين طراز اليوشن ndash; 76. وهو ما أكده الرئيس السوداني، عمر البشير، بعد ذلك، وفقاً لما ذكرته تقارير إعلامية تم نشرها بهذا الخصوص.

قطر :
أبلغت قطر الأمم المتحدة في آذار/ مارس عام 2011 بأنها ستشارك في عملية الناتو التي تهدف إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، وأنها ستساهم بعدد من الطائرات العسكرية وطائرات ومروحيات النقل العسكري، على الرغم من نفيها بشكل قاطع تلك التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مساعدتها الثوار في ليبيا بالسلاح والذخيرة، وتأكيدها أنها لم ترسل سوى عدد محدود من الموظفين العسكريين لتقديم نصائح عسكرية للثوار، وحماية المدنيين الليبيين وكذلك قوافل الإغاثة.

الإمارات :
تحصل فريق الخبراء على تفاصيل محدودة بشأن عمليات نقل الأسلحة المزعومة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما أرجعته المجلة إلى أن الفريق يجري تحقيقاً مستمراً في الموضوع وأن المسؤولين الإماراتيين رفضوا تزويد الفريق بقائمة إسهاماتهم.

الناتو :
أكد التقرير أن الدور الذي لعبه حلف شمال الأطلسي في ليبيا كان حاسماً في شل دفاعات القذافي العسكرية وتقديم الدعم لعمليات الثوار الهجومية. ورغم اعتراف الناتو بتلقي طلب الفريق الخاص بتجميع معلومات عن إسهاماته في انتفاضة ليبيا يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2012، إلا أنه لم يقدم أي جواب حتى الآن.