إعداد عبد الإله مجيد: في فرنسا يوم الأحد كان طبق الكاسترد في الفرن بلا أدنى ريب، فيما كانت الطماطم خضراء على غير المعهود. وعلى الغرار نفسه، بحسب تويتر، فإن درجة الحرارة في بودابست قاربت 25 مئوية.

فالقانون الفرنسي يحظر نشر نتائج الانتخابات أو تخمينات عنها قبل الساعة الثامنة مساء يوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، سواء أكان الناشر وسائل إعلام أو مواطنين مرتبطين بالانترنت. ولكن أشد القوانين إحكامًا وأكثر الخطط إتقانًا لم تتمكن من منع تويتر الذي التف مستخدموه على الأنظمة بكلمات مشفرة، مثل الكاسترد والطماطم الخضراء، لنقل أرقام الأصوات التي حصل عليها كل مرشح قبل الساعة المحددة بالقانون.

ويرمز الكاسترد إلى المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي كان متقدمًا بحلول ساعة إخراج الطبق من الفرن مساء الأحد. إذ حصل هولاند على 28 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى (قبل أن يخفض هولاند وزنه استعدادًا لخوض السباق الرئاسي كان معروفًا باسم quot;فلانبيquot;، وهو طبق كاسترد فرنسي دسم).

ترمز الطماطم إلى مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون، الذي تتألف جبهة اليسار بقيادته من الشيوعيين أساسًا، ومن هنا الإشارة إلى الطماطم الحمراء. إذ حصد ميلينشون على 11 في المئة من الأصوات.وجرى التلميح إلى حصة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي كان والده من أصل مجري بإشارات إلى درجة الحرارة في العاصمة المجرية بودابست.

وأرفق مستخدمو تويتر تغريداتهم برمز quot;راديو لندنquot; تكريمًا للرئيس شارل ديغول الذي كان يقود المقاومة ضد الاحتلال النازي بإصدار التوجيهات والتعليمات المشفرة عن طريق الراديو من لندن خلال الحرب العالمية الثانية.

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز أن مستخدمي تويتر الفرنسيين اعتمدوا على وسائل إعلام أجنبية، وخاصة في سويسرا وبلجيكا المجاورتين، سخرت من القوانين الفرنسية بوصفها بالية ولا معقولة، وأخذت تنشر النتائج الأولية فور تسلمها في الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت باريس، أي قبل 90 دقيقة من الموعد المحدد بالقانون.

وكُرس موقع الإذاعة العامة البلجيكية بالكامل لمتابعة نتائج الانتخابات أول بأول مساء الأحد بعدما أغرقته حركة الانترنت الآتية من فرنسا بالطلبات. وامتنعت وسائل الإعلام الفرنسية عن كشف النتائج الأولية خوفًا من الغرامات التي تصل إلى 75 الف يورو أو نحو 99 ألف دولار في حال نشرها قبل الموعد الذي يجيزه القانون.

وكان المدعي العام الفرنسي أعلن في الأسبوع الماضي عزمه ملاحقة أي مخالفين للقانون، ولكن فاته أن يذكر مقاضاة من يستخدم الكاسترد والطماطم وغيرها من الرموز في نقل النتائج.

وقال فرنسي من مستخدمي توتير باسم دانيل غلازمان إنه بفرض 75 ألف يورو على كل تغريدة تتعلق بنتائج الانتخابات سيتكفل توتير بسداد ديون فرنسا في غضون 24 ساعة.