المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند

آخر تحديث: الاثنين الساعة 11:54 ت.غ

تقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على منافسه في السباق لانتخابات الرئاسة الفرنسية نيكولا ساركوزي، وأظهر أكثر من استطلاع للرأي في نهاية العملية الانتخابية تقدم هولاند على الرئيس الحالي، وسيتنافس الاثنان في جولة ثانية من الانتخابات.


باريس:أفادت النتائج النهاية التي اعلنتها وزارة الداخلية اليوم الاثنين أن فرنسوا هولاند حصل على 28.63% من الاصوات في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية متقدما على نيكولا ساركوزي الذي حصل على 27.18% ومارين لوبن (17.90%).

وبحسب وزارة الداخلية فان من اصل الناخبين ال 46037782 المسجلين، صوت 36273475 وعبر 35885845 عن موقفه، ما يرفع نسبة الامتناع عن التصويت الى 20.53%. وحصد المرشح الاشتراكي اكثر من 10 ملايين صوت، تحديدا 10273475، مقابل 9754324 صوتا للرئيس المنتهية ولايته.

ونالت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن 17.90% مع 6421808 اصوات. وفي الجبهة اليسارية حصل جان لوك ميلانشون على 3985088 صوتا (11.11%)/ وراءه الوسطي جان بايرو الذي نال 9.13% من الاصوات.

اما المرشحون الاخرون فبقيوا جميعهم دون عتبة ال3%. فمرشحة الخضر ايفا جولي سجلت 2.31% ونيكولا دوبون اينيان الذي يشدد على التيار السيادي 1.79% وفيليب بوتو المناهض للنظام الرأسمالي 1.15% وناتالي ارتو مرشحة النضال العمالي 0.56% وجاك شوميناد 0.25%. وسيعلن المجلس الدستوري الاربعاء النتائج الرسمية للدورة الاولى.

وفي وقت سابق، افادت تقديرات حول نتائج الانتخابات نشرتها شبكات التلفزيون الفرنسية أن فرانسوا هولاند سيحصل على ما بين 28,6 و29,2% متقدمًا على ساركوزي الذي سيحصل على ما بين 26,1 و27,3%، ليخسر بذلك رهانه بالتقدم في الدورة الاولى للحصول على زخم هو بأمس الحاجة اليه للفوز بالدورة الثانية.

وهي المرة الاولى التي لا يكون فيها الرئيس المنتهية ولايته متقدمًا في الدورة الاولى.

وكسبت مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف الرهان الذي وضعته لنفسها محققة ما بين 17,3% و18,5%. اما مرشح جبهة اليسار جان لوك ميلانشون فقد حصل على ما بين 11,1% و11,7%، يليه المرشح الوسطي فرانسوا بايرو (8,8% الى 9%).

وبعيد الاعلان عن حلوله في الطليعة امام الرئيس نيكولا ساركوزي، اعتبر المرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة في فرنسا فرانسوا هولاند مساء الاحد أنه quot;في افضل موقع ليكون الرئيس المقبل للجمهوريةquot;.

وقال هولاند امام انصاره في تول في وسط فرنسا: quot;لقد اعطاني الفرنسيون الرد هذا المساء عبر السماح لي بأن اكون في افضل موقع لأصبح الرئيس المقبل للجمهوريةquot;. ووصف نفسه بأنه quot;مرشح التجمعquot;، مضيفًا: quot;لم تحقق الجبهة الوطنية يومًا هكذا نتيجة (...) هذا مؤشر جديد يدعو بنظري الى اندفاعةquot; جديدة.

من جهته اكد ساركوزي أنه سيخوض الدورة الثانية في السادس من ايار/مايو quot;بثقةquot;، مبديًا استعداده للمشاركة في ثلاث مناظرات مع منافسه حتى ذلك الموعد. وسارع هولاند الى رفض هذه الدعوة مؤكدًا أنه لن يشارك الا في مناظرة واحدة كما جرت العادة في فرنسا.

وبحسب استطلاعين للرأي اجراهما مساء الاحد معهدا ايبسوس وايفوب، وبالتالي يجب مقاربة نتائجهما بحذر، فإن فرانسوا هولاند سيفوز بالانتخابات الرئاسية مع 54 او 54,5% من الاصوات مقابل 46 او 45,5% لنيكولا ساركوزي.

الا أن الفائز الأبرز في هذه الانتخابات كان اليمين المتطرف الذي حققت مرشحته مارين لوبن افضل نتائج لعائلتها السياسية في تاريخ مشاركاتها في الانتخابات الرئاسية. الا ان مارين لوبن لم تحقق المفاجأة التي انجزها والدها العام 2002 عندما حل ثانيًا في الدورة الاولى قبل أن يهزم امام جاك شيراك في الدورة الثانية.

وبحسب اوساطها، ستدلي لوبن بموقفها من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في الاول من ايار/مايو، الا أن موقف ناخبيها يبقى موضع اهتمام. واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد ايبسوس مساء الاحد أن 69% من ناخبي لوبن سيجيرون اصواتهم لنيكولا ساركوزي مقابل 18% لفرانسوا هولاند.

وتاريخيًا، لا يعطي اليمين المتطرف أي توصيات للتصويت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية.

اما جان لوك ميلانشون، من جانبه، فيحصد ثمار حملة انتخابية ناجحة على الرغم مناعتبار النتيجة التي حققها مخيبة للآمال بالنظر الى النتائج التي اظهرتها في الاسابيع الماضية استطلاعات الرأي التي توقعت حلوله في المرتبة الثالثة، وهو ما لم يحصل.

ودعا ميلانشون الاحد الى هزيمة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.

وخاطب انصاره في باريس اثر صدور تقديرات النتائج: quot;في السادس من ايار/مايو، ومن دون أن اطلب أي مقابل، أدعوكم الى الى تعبئة صفوفكم لهزيمة ساركوزي، كما لو كنتم تسعون الى أن أفوز أنا في الانتخابات الرئاسيةquot;.

اما المرشح الوسطي فرانسوا بايرو، فسيسجل نتيجة لا تتجاوز الـ10%، اي أقل بكثير من الـ18,57% التي حققها العام 2007. واشار الى أنه سيتواصل مع المرشحين المتأهلين الى الدورة الثانية وسيحدد موقفه بناء على إجاباتهما.

واعرب نائب رئيس الجبهة الوطنية (حزب لوبن) لويس اليوت عن quot;الارتياح الكبيرquot; لنتائج الدورة الاولى. وعلق جان ماري لوبن والد مارتين ومؤسس الجبهة الوطنية: quot;لقد قامت بحملة جيدة جدًاquot;.

وقال المحامي جيلبير كولار رئيس لجنة دعم مارين لوبن إن رئيسة الجبهة الوطنية ستعلن في الاول من ايار/مايو quot;موقف الجبهة الوطنيةquot; بالنسبة الى الدورة الثانية.

وبحسب استطلاعات الرأي فإن ايًا من المرشحين الباقين لن يحصل على خمسة في المئة من الاصوات، ونالت مرشحة انصار البيئة ايفا جولي ما بين 2 و2,2%.

وبلغت نسبة المشاركة نحو 80% أي أقل بأربع نقاط من النسبة العالية التي سجلت العام 2007 وبلغت 83,77%. وبددت هذه الارقام المخاوف التي كانت سائدة من ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت. وقد دعي حوالي 44,5 مليون ناخب الى التصويت في الدورة الاولى.

وبعد اسبوعين، سيختار الناخبون الفرنسيون المرشح الذي سيقود لخمس سنوات هذه القوة العالمية الكبرى والعضو الدائم في مجلس الامن الدولي والتي تملك نفوذًا قل نظيره في العالم.

وترجح استطلاعات الرأي منذ أشهر عدة فوز فرانسوا هولاند في الدورة الثانية بمعدل 55 في المئة من الاصوات، وبذلك ينطلق المرشح الاشتراكي من موقع قوة في طريقه ليكون اول رئيس يساري لفرنسا منذ فرانسوا ميتران (1981-1995).

وقال عند ادلائه بصوته الاحد مع صديقته الصحافية فاليري تريرويلر في معقله تول ان كوريز (وسط) quot;إن اختبار الرئيس المقبل ليس انتخابات وطنية فحسب، بل هي انتخابات ستلقي بثقلها على مسار اوروباquot;.

وكان هولاند قال في آخر اسبوع من حملته quot;لا شيء محسومquot; حتى الآن، داعيًا الى التعبئة لحشد الاصوات له خلال الدورة الاولى. وخلال حملته الانتخابية منذ اكثر من سنة، شدد فرانسوا هولاند على اولوياته مثل ايجاد الوظائف للشبان، وتحقيق النمو، مؤكدًا تصميمه على اعادة توازن الميزانية في العام 2017.

وقد نجح الرئيس السابق للحزب الاشتراكي (1997-2008) في حجب غياب خبرته الحكومية وتحويل الانتخاب الى استفتاء ضد الرئيس المنتهية ولايته. اما نيكولا ساركوزي وعلى الرغم من اعترافاته العديدة بأخطائه فلم يتمكن من جهته من محو تدهور شعبيته وصورته كـquot;رئيس للأغنياءquot;.

وكثف نداءاته الى quot;شعب فرنساquot; وركز حملته الانتخابية على الامن والهجرة مقدمًا نفسه على أنه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في ازمة اقتصادية مثلما حدث لليونان. ولم يتمكن ميلانشون من احتلال المرتبة الثالثة كما كان يأمل رغم النتيجة الجيدة التي حققها.

وقد طغى بالفعل الوضع الاقتصادي على الحملة الانتخابية مع الارتفاع الكبير في معدلات العجز والبطالة (اكثر من 10 في المئة)، وسط استحضار لشعارات الابتعاد عن الانشطة الصناعية والحمائية الاوروبية أو العدالة الضريبية.