وكيل وزارة الخارجية العراقية مجتمعا مع السفير الفرنسي

تطلب كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا من العراق اتخاذ موقف واضح من الأحداث الجارية في سوريا.


طلبت فرنسا والمانيا وبريطانيا من العراق اليوم توضيح موقفه من الاحداث الجارية في سوريا على ضوء انتفاضة شعبها منذ اشهر عدة معربة عن قلقها لما يجري هناك .
جاء ذلك خلال اجتماع في بغداد اليوم عقده السفير الفرنسي في بغداد دني غوير والمستشار الاول في السفارة الان بوكلير مع وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي لبيد عباوي حيث تم بحث العلاقات بين البلدين . واستفسر السفير الفرنسي نيابة عن الحكومتين البريطانية والالمانية عن موقف العراق ودوره من الاحداث الجارية في سوريا معربا عن قلق هذه الدول لما يجري في سوريا . وعرض عباوي موقف العراق ازاء الاحداث في سريا وتطوراتها مشيرا الى quot;جهوده لوقف العنف والبدء بحوار سلمي مع اطياف المعارضة لحل الازمة ومنع التدخل الخارجي ودعم تطلعات الشعب السوري نحو الديمقراطية والحريةquot; كما نقل عنه بيان صحافي عراقي رسمي .

كما قدم المسؤول العراقي شرحا لمجريات الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية العرب في القاهرة مطلع الاسبوع الحالي والقرار الذي اتخذه بالاجماع بعرض لعقد حوار بين الحكومة والمعارضة السوريتين . واكد ان العراق يتحرك في اطار الاجماع العربي وحسب قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء . كما تم التطرق الى العلاقات الثنائية واوجه التعاون المشترك.

وكان خبراء استراتيجيون أميركيون اشاروا مؤخرا الى أن العراق بات منسجماً مع إيران لجهة الموقف من سوريا وأنه ويرسل المساعدات الضرورية لإنقاذ الرئيس السوري بشار الاسد . ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; قولهم أن العراق، ومنذ أكثر من ستة أشهر بعد بدء الانتفاضة السورية، يقدم مفتاح الدعم المعنوي والمالي للرئيس السوري الذي يحارب شعبه، مما يقوض سياسة الولايات المتحدة وسط مخاوف من أن يتجه العراق إلى مزيد من التنسيق مع القوى المناهضة للولايات المتحدة وتحديداً إيران. وقالوا أن موقف حكومة المالكي في الشهور الأخيرة بات أقرب إلى موقف إيران، فالحكومة العراقية دعمت حق طهران في الحصول على التكنولوجيا النووية وضغطت لإنهاء أي وجود عسكري اميركي وهو ما كانت شددت عليه إيران بقوة.
واعترف مسؤولون أميركيون بخيبة أملهم من العراق بسبب انفتاحه وتعاونه مع الأسد. ويتوقع مسؤولون في المخابرات الأميركية ان تؤدي انتفاضة سورية إلى إسقاط الأسد في نهاية المطاف وعلى الأرجح بعد ترتفع تكلفة العقوبات على نخبة رجال الأعمال المؤيدين للأسد حالياً .
وعلى الرغم من ذلك، يعبر مسؤولون أميركيون عن خيبة أملهم بسبب رفض بغداد لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الوحشية التي يمارسها النظام السوري والتي يشاهدها الملايين من العراقيين يومياً باللغة العربية على شاشات التلفزيون.

ويتشارك العراق وسوريا، إلى جانب الروابط التاريخية والثقافية والتجارية، عمليات التهريب المزدهرة في المدن الحدودية للدولتين، والتي تحقق أرباحاً هائلة حتى في أوقات الحرب، حيث يقوم العشرات من تجار القطاع الخاص بالعبور بانتظام بين الحدود لتهريب أطنان من وقود الديزل وغيرها من السلع في شاحنات صغيرة.

واليوم يقوم المسؤولون في كلا البلدين بتضييق الخناق على السوق السوداء لصالح مشاريع قانونية ومشروعة. ففي أوائل آب (أغسطس) الماضي نظم العراق جولة غير عادية لـ 100 من شخصيات الحكومة السورية المهمة وكبار رجال الأعمال ، وأخذتهم في جولة بقيادة وزير التجارة في سورية على المصانع والمصافي، ونالت الزيارة استحسان وترحيب العراقيين الحريصين على عقد صفقات مع جيرانهم في سوريا.

وأثمرت الزيارة التي استغرقت اسبوعاً الى وضع اتفاق جديد يهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية، اتي تبلغ حالياً حوالي ملياري دولار سنوياً، وسوف تعزز وضع العراق كشريك سوريا التجاري الأكبر. وأعلن وزير الصناعة العراقي خيرالله بابكر عن الاتفاق مشيراً إلى أهمية quot;تمكين القطاع الخاص في كلا البلدينquot; من دون أي ذكر للعقوبات الاقتصادية أو الثورة والاحتجاجات في سوريا.