واشنطن: أعلن البيت الابيض الاثنين ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اذن بفرض عقوبات على الجهات التي تزود سوريا وإيران بالوسائل التكنولوجية الرامية الى تسهيل انتهاكات حقوق الانسان في سوريا وإيران.

وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان quot;هذه الاداة الجديدة من العقوبات تسمح لنا بمعاقبة ليس فقط الحكومات القمعية بل المؤسسات التي تسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المستخدمة لقمع (الشعوب)، والمرتزقة الذين ينتجون او يشغلون انظمة تستخدم في المراقبة واقتفاء الاثار واستهداف اشخاص بغرض قتلهم وتعذيبهم او ارتكاب غير ذلك من الانتهاكاتquot;.

واضاف المصدر نفسه ان اوباما وقع الاحد مرسوما quot;يجيز عقوبات ويحظر اصدار تأشيرات (اميركية) بحق الذين يرتكبون او يسهلون الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بواسطة تكنولوجيا الاعلام المرتبطة بالفظاعات التي يمارسها النظامان السوري والإيراني. ويتوقع ان يلقي اوباما كلمة في هذا الشأن خلال زيارة لنصب المحرقة قبل ظهر الاثنين في واشنطن.

المراقبون الدوليون يزورون حمص وريف دمشق وحلب

من جانب آخر، زار اعضاء في فريق المراقبين الدوليين المكلفين بالتحقق من وقف اطلاق النار في سوريا الاثنين ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال، بحسب مصادر مختلفة.

وبث ناشطون مناهضون للنظام اشرطة فيديو عدة على الانترنت لتظاهرة حاشدة لاقت اربعة مراقبين بدوا وهم يسيرون بصمت بين الناس في مدينة دوما في ريف دمشق بقبعاتهم الزرقاء، بينما الحشد يهتف quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot; وquot;الشعب يريد اعدام الرئيسquot;، وquot;الشعب يريد تسليح الجيش الحرquot;.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان فريق المراقبين استمع الى quot;آراء المواطنينquot; في دوما. وكان مسؤول في وفد المراقبين المصغر نيراج سينغ ذكر في وقت سابق ان المراقبين زاروا ايضا مدينة الزبداني في ريف دمشق. وذكر ناشطون ان المراقبين قاموا بزيارة سريعة الى الزبداني لم تتجاوز نصف الساعة وquot;رفضوا مرافقة الناشطين الى مكان خبأ فيه النظام الدبابات خارج المدينةquot;.

وقال المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها ابو عمر لوكالة فرانس برس quot;ان المراقبين ينسقون مع النظام. يقررون زيارة دوما التي كانت تتعرض امس لاقتحام وقصف، فيسحب النظام آلياته قبل وصولهم. يسيرون في الشارع العام، لا يشاهدون شيئا، ويرفضون مرافقة الناشطين الى اي مكان فيه اطلاق نار او منزل مدمر او شهيدquot;.

ويضيف quot;نحن نعرف اين الدبابة واين المدارس واين الحاجز. مهمتهم فاشلة لانهم لا ينسقون مع الناس على الارضquot;. واوضح الناشط ابو خالد من الزبداني ان quot;الناشطين ارادوا اصطحاب المراقبين على بعد اقل من كيلومتر على طرف المدينة لرؤية الدبابات التي كانت تقصف المدينة، لكنهم رفضوا متحججين بارتباطات اخرىquot;.

واكد فارس محمد من لجان التنسيق المحلية ان هناك دبابات quot;خبأها النظام في تلال خارج المدينةquot;. وتبعد الزبداني 45 كلم شمال غرب دمشق ويتمركز فيها عدد كبير من عناصر الجيش الحر، وقد تعرضت خلال الاسابيع الماضية الى قصف عنيف من القوات السورية، ما ادى الى سقوط ضحايا وتهدم جزئي لبعض منازلها ونزوح عدد من سكانها الى المناطق المجاورة.

وكان سينغ افاد في وقت سابق ان quot;فريق القبعات الزرق سيزور مناطق قريبة من دمشقquot;، مشيرا الى ان المراقبين quot;يتابعون مهمتهم ويقومون بزيارات يومية ويتواصلون مع جميع الاطراف من اجل التحضير لمهمة بعثة مراقبي الامم المتحدةquot; التي اقرها مجلس الامن الدولي في نهاية الاسبوع والتي يفترض ان يبلغ عدد افرادها 300.

كما اوردت سانا ان quot;وفد المراقبين الدوليين زار حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والتقى الاهاليquot;. ويمكث مراقبان من فريق الثمانية مراقبين في حمص منذ السبت بناء على طلب السكان. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان quot;مراقبين وصلوا الى مدينة الباب في ريف حلب، مشيرا الى ان الزيارة تزامنت مع quot;حملة مداهمات واعتقالات نفذتها القوات السورية في المدينةquot;.

وكان فريق طليعة المراقبين زار يوم امس مناطق في محافظتي حماة وحمص في وسط البلاد. واصدر مجلس الامن بالاجماع السبت القرار 2043 الذي نص على ارسال 300 مراقب quot;سريعاquot; الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار وquot;لفترة اولية تمتد تسعين يوماquot;. وعلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يحدد ما اذا كان quot;تعزيزquot; وقف النار يتيح هذا الانتشار.

ويفترض ان يصل عدد افراد فريق المراقبين المصغر الاثنين الى عشرة، على ان يكتمل خلال الايام المقبلة ويبلغ الثلاثين، بحسب قرار سابق لمجلس الامن. وتستند قرارات مجلس الامن حول نشر المراقبين الى خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان لحل الازمة في سوريا.

وتدعو خطة انان الى وقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب الجيش والاليات من المدن، والسماح بالتظاهر السلمي، واطلاق المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار حول مرحلة انتقالية.