استعداداً للأربعاء المقبل، موعد المناظرة التلفزيونية اليتيمة بين المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند والرئيس المنتهية ولايته مرشح الاتحاد من أجل حركة شعبية نيكولا ساركوزي، والتي تشكل المواجهة المباشرة الأولى بينهما منذ العام 2005، شدد المرشحان نبرة حملتيهما في لقاءات صحافية وتجمعين انتخابيين في باريس وتولوز.

هولاند بين مناصريه
باريس:أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين أنه سيرفع دعوى على موقع ميديابارت لنشره وثيقة وصفها بـquot;المزورةquot; حول تمويل نظام معمّر القذافي لحملته في 2007.
وقال ساركوزي المرشح حاليًا للانتخابات الرئاسية لقناة quot;فرانس 2quot;، quot;سنرفع شكوى ضد ميديابارت (...) هذه الوثيقة مزيفة، والشخصانالليبيان اللذان كان يفترض أن يرسل أحدهما الوثيقة وأن يتلقاها الثاني نفيا ذلكquot;، موضحًا أنه سيقدم الشكوى quot;قبل انتهاءquot; الحملة الانتخابية.
وأضاف:quot;هناك مبادئ أخلاقية، وعلى الذين يكذبون ويزوّرون الوقائع أن يلاحقوا قضائيًاquot;. وأوضح quot;أن الحملة الانتخابية لا تبرر كل شيءquot;.
وكان موقع ميديابارت نشر السبت وثيقة وقعها موسى كوسى، رئيس الاستخبارات الخارجية السابق في ليبيا، المقيم في المنفى في الدوحة، تؤكد أن نظام معمّر القذافي وافق في 2006 على تمويل حملة ساركوزي بقيمة quot;50 مليون يوروquot;.
وبحسب الموقع، فإن بشير صالح الرئيس السابق للصندوق الليبي للاستثمارات الأفريقية هو الذي تلقى هذه المذكرة.
وأكد المسؤولان الليبيان السابقان أن الوثيقة مزورة. وقال كوسى لفرانس برس إن quot;كل هذه المعلومات ملفقةquot;. وأضاف: quot;من الواضح أن كل ما يقال لا أساس لهquot;.
وأعرب بشير صالح، المدير السابق لمكتب القذافي الموجود حاليًا في فرنسا، بحسب محاميه بيار حايك، عن quot;تحفظات حول صحة الوثيقة التي نشرها ميديابارتquot;. وقال محاميه: quot;على كل حال يؤكد (موكلي) أنه لم يتلقَ أبدًا هذه الوثيقةquot;.
ونشرت الوثيقة قبل أسبوع من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في فرنسا في السادس من أيار/مايو، التي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم خصم ساركوزي، الاشتراكي فرانسوا هولاند فيها.
والاثنين اعتبر هولاند أن quot;على القضاء البتّquot; في هذا الموضوع. وصرح لإذاعة quot;أوروب 1quot;، quot;إذا كانت مزوّرة سيدان الموقع، وإذا كان الأمر عكس ذلك حينها يجب تقديم إيضاحاتquot;.
ونفى المرشح الاشتراكي وجود أي علاقة بينه وبين موقع ميديابارت، الذي وصفه رئيس الوزراء فرانسوا فيون بأنه quot;منبر مموّل من أصدقاء فرانسوا هولاند الأثرياءquot;.
هذا وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيبسوس، ونشرت نتائجه الاثنين، أن المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولاند سيحصل على 53% من نوايا التصويت خلال الدورة الثانية للانتخابات الأحد المقبل، أي بتراجع نقطة مئوية، مقابل 47 % (+1%) لنيكولا ساركوزي.
وأشارت نتائج هذا الاستطلاع، الذي أجري لحساب شبكة قنوات quot;فرانس تلفزيونquot; العامة وإذاعة راديو فرنسا وصحيفة لوموند، إلى أن هولاند يخسر نقطة واحدة مقارنة مع الاستطلاع السابق، الذي أجري في 22 نيسان/إبريل، في حين تقدم الرئيس ساركوزي مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بالمقدار نفسه، أي بواقع نقطة مئوية واحدة. ولم يبدِ 22% من الاشخاص المستطلعين والعازمين الاقتراع، أي نوايا للتصويت.
كما لفت الاستطلاع إلى أن 34% من ناخبي المرشح الوسطي فرانسوا بايرو في الدورة الأولى سينتخبون هولاند، مقابل 40% منهم لساركوزي، و26% لم يعبّروا عن نواياهم في التصويت خلال هذا الاستحقاق إذا ما أجري هذا الأحد.
فيما سيصوّت 14% من ناخبي مارين لوبن (الجبهة الوطنية، يمين متطرف) لمصلحة هولاند، و54% منهم لمصلحة ساركوزي، فيما 32% لم يعبّروا عن نوايا تصويت.
أما ناخبو المرشح اليساري جان لوك ميلونشون، فقرر 80% منهم انتخاب هولاند، و3% سينتخبون ساركوزي، في حين لم يقرر 17% منهم هوية المرشح الذي سيصوّتون له بحسب نتائج الاستطلاع.
وبحسب هذا الاستطلاع، فإن 90% ممن ينوون التصويت لهولاند يؤكدون أنهم واثقون من خيارهم، وهو الحال بالنسبة إلى 90% من الناخبين، الذين قرروا التصويت لساركوزي. وهذا الاستطلاع أجري عبر الهاتف يومي 27 و28 نيسان/إبريل على عينة من 988 شخصًا، يمثلون الشعب الفرنسي، ويبلغون 18 عامًا وما فوق، بالاعتماد على طريقة الكوتا.
وتصاعدت اللهجة بين الاشتراكي فرانسوا هولاند الواثق من فوزه بالرئاسة الفرنسية والرئيس نيكولا ساركوزي، الذي تتوقع استطلاعات الرأي هزيمته، قبل أيام على تواجههما في مناظرة تلفزيونية هذا الأسبوع، قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 6 مايو/أيار.
ووجّه ساركوزي الأحد نداء إلى الفرنسيين - الإسرائيليين، يدعوهم فيه إلى quot;التعبئةquot; في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من أيار/مايو المقبل.
وكتب الرئيس الفرنسي في رسالة موجّهة إلى الفرنسيين المسجلين في إسرائيل quot;أحتاج دعمكم ووفاءكم. أطلب منكم تعبئة تفوق حتى تلك التي نجحتم في القيام بها خلال الدورة الأولىquot;.
كما رفض أيضًا اتهامات من جانب رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس كان، الذي كان يتصدر قائمة مرشحي الحزب الاشتراكي لمنصب الرئيس، قبل أن تقضي عليه فضيحة جنسية في مايو/ أيار 2011، أن خصومه السياسيين هم الذين دبّروا سقوطه. ونأى الاشتراكيون بأنفسهم عن اتهامات ستروس كان، التي نشرت في صحيفة غارديان البريطانية يوم الجمعة.