القاهرة: أعلنت الاثنين الجماعة الاسلامية، وهي حركة سلفية ممثلة بـ13 نائبا في البرلمان المصري من خلال حزب البناء والتنمية المنبثق عنها، تأييدها للمرشح الاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح في انتخابات الرئاسة.

وقال طارق الزمر احد مؤسسي الجماعة الاسلامية في سبعينات القرن الماضي ان quot;الجمعية العمومية للجماعة قررت تأييد ابو الفتوحquot; في الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها في 23 و24 ايار/مايو الجاري.

واوضح ان مجلس شورى الجماعة quot;مازال يسعى لايجاد توافق بين كل الاحزاب والحركات الاسلامية على مرشح واحد للرئاسة وفي حالة عدم التوصل الى الى مثل هذا التوافق فسوف تعلن الجماعة دعمها لابو الفتوح الاربعاء المقبلquot;.

وكانت الجماعة الاسلامية تنظيما يمارس العمل المسلح عند تأسيسها وهي مسؤولة مع حركة الجهاد عن اغتيال الرئيس المصري الاسبق انور السادات في العام 1981. وبين عامي 1992 و1998، تبنت الجماعة الاسلامية عمليات مسلحة استهدفت الشرطة والاقباط والسياح واسفرت عن مقتل اكثر من الف شخص.

يذكر ان ابو الفتوح انشق عن جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي بعد ان رفضت ترشيحه لرئاسة الجمهورية. وحصل ابو الفتوح السبت الماضي على دعم حزب النور، اكبر الاحزاب السلفية الذي فاز بقرابة 20% من مقاعد مجلس الشعب خلال الانتخابات التشريعية في نهاية العام الماضي.

ويعزز تأييد السلفيين موقف ابو الفتوح في مواجهة مرشح الاخوان المسلمين رئيس حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن الجماعة) محمد مرسي. كما يحظى ابو الفتوح بتأييد بعض اليساريين والليبراليين الذين شاركوا في الثورة ضد مبارك العام الماضي.

ويعتقد بعض المحللين المصريين ان ابو الفتوح ربما يصعد الى الجولة الثانية من الانتخابات المقرر اجراؤها في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل ويرجحون ان ينافسه خلالها الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.

إلى ذلك بدأت رسميا الاثنين حملة انتخابات الرئاسة المصرية المقرر اجراؤها في 23 و24 ايار/مايو المقبل في مناخ تسوده المنافسه بين الاسلاميين والليبراليين دعاة الدولة المدنية. وتتيح فترة الحملة الرسمية تعليق اللاقتات الاعلانية في الاماكن العامة وتخصيص اوقات للدعاية في القنوات التلفزيونية.

ومن المقرر ان تنتهي الحملة الرسمية في 12 ايار/مايو اذ يفرض القانون quot;فترة صمت انتخابيquot; مدتها 48 ساعة قبل بدء الاقتراع. وسيجرى الدور الثاني للانتخابات في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل. ووعد المجلس العسكري، الذي يحكم البلاد منذ اسقاط حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، بتسليم السلطة لرئيس منتخب في نهاية حزيران/يونيو.

وقبل ان تبدأ رسميا، احتدمت الحملة الانتخابية منذ اسابيع، فالشوارع مليئة باللافتات والمرشحين يجوبون محافظات مصر في من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال. ويخوض 13 مرشحا هذه الانتخابات غير المسبوقة في مصر بعد عقود طويلة من الانتخابات الشكلية التي كانت اقرب الى الاستفتاء المعروف نتائجه سلفا.

ويمثل المعسكر الليبرالي والمدني الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والقيادي الناصري حمدين صباحي واخر رئيس وزراء في عهد مبارك، احمد شفيق. اما المعسكر الاسلامي فيمثله القيادي المنشق عن الاخوان المسلمين عبد المنعم ابو الفتوح ورئيس حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للجماعة) محمد مرسي والمحامي سليم العوا.

وحصل ابو الفتوح قبل يومين على دعم اكبر القوى السلفية ممثلة في الدعوة السلفية وحزب النور ما ادى الى تعزيز كبير لفرصه.

ويأتي افتتاح الحملة الانتخابية رسميا بينما لازالت البلاد تعيش ازمات سياسية متتالية بسبب مطالبة جماعة الاخوان التي تهيمن على اكثر من 40% من مقاعد البرلمان باقالة حكومة كمال الجنزوري وبسبب الخلافات بين الجماعة والاحزاب الليبرالية واليسارية حول معايير تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.