تونس: رحّبت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، بقرار السلطات التونسية غلق سجن الناظور السيء السمعة، وتحويله إلى متحف للذاكرة الوطنية.

ونقل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تونس الأربعاء عن بيلاي قولها quot;أرحّب بقرار السلطات التونسية التي قامت، وأخيراً، بإغلاق هذا المرفق، حيث كان يتم احتجاز السجناء في ظروف رهيبة، في ظلام ورطوبة في زنازين انفرادية تحت الارضquot;، حسبما جاء في بيان، ورأت خطوة إغلاق هذا السجن الواقع في محافظة بنزرت quot;دلالة رمزيّة قويّة على أنّ تونس تقوم بالتخلّي تدريجيّاً عن الممارسات المروّعة التي شهدها ماضيها، عندما كان المعتقلون السياسون في النّاظور عرضةً لممارسات غير إنسانيّة، معاقبةً لهم على ممارسة حقوقهم الإنسانية لا أكثرquot;.

كما دعت بيلاي السلطات التونسية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تحسين ظروف المعتقلين في تونس، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص المحتجزين في فترة ما قبل المحاكمة يفوق الـ 50 في المئة من نزلاء السجون في البلاد.

يذكر أن الحكومة التونسية ستوقع قريبًا مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي برنامج تعاون تقني سيتضمن نشاطات تدريب لموظّفي إدارة السجون حول مبادئ حقوق الإنسان وأيضا مشاريع إصلاح للسجون، بما يتماشى مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات.

وكان وزير العدل التونسي قد قال الأحد الماضي في زيارة لهذا السجن إن الحكومة قررت تحويله إلى متحف وطني، لأنه quot;مثل عنوان فشل للنظام السياسي في علاقته وتواصله مع المواطن منذ الاستقلال ولغاية الثورةquot;، التي اندلعت في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير من العام الماضي.

ويعود تاريخ بناء هذا السجن إلى عام 1932 حين بناه الفرنسيون وقتها ليكون حصنًا عسكريًا، ثم حوّله نظام الرئيس الأول لتونس بعد الاستقلال الحبيب بورقيبة وخليفته زين العابدين بن علي إلى معتقل للمعارضين.