الرباط: يستضيف المغرب قبل نهاية السنة الجارية اجتماعا امنيا موسعا لبحث اجراءات التصدي للأوضاع الأمنية المتدهورة في الساحل الافريقي والصحراء وتأثيراتها على البلدان المغاربية.

واكد وزير الداخلية المغربي امحند العنصر في تصريح لوكالة فرانس برس ان هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه وزراء الداخلية والأجهزة المكلفة بالأمن في بلدان الساحل الافريقي وشمال افريقيا quot;سينعقد قبل نهاية السنة في المغرب، كما تم الاتفاق على ذلك في آخر اجتماع جمع وزراء داخلية المغرب العربي في ليبياquot;.

وقال العنصر ان quot;الاجتماع صار ضرورة ملحة، لأن الوضعية الأمنية خطرة جداquot;. واعتبر ان quot;ظاهرة الجريمة العابرة للقارات اصبحت تقلق العديد من الدول، وتتجاوز ذلك الى بلدان اوروبا وحتى اميركاquot;.

واكد الوزير ان المغرب quot;قام، بالتنسيق مع جيرانه عبر تبادل المعلومات الأمنية، بعمليات استباقية مكنته من معرفة ما يأتيه من الشرق او الجنوب، ومكنته في الوقت نفسه من تفكيك خلايا ارهابية عدة وعصابات متخصصة في تهريب المخدرات وتهجير البشرquot;.

وقال في جلسة للبرلمان الاثنين ان quot;مهاجرين سريين ينتظمون في إطار عصابات خطرة تستفيد من الانتشار غير المسبوق للأسلحة والفوضى السائدة في مناطق شاسعة من الساحل والصحراء، بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي وفقدان السلطات المركزية في مالي السيطرة على قسم كبير من أراضيهاquot;.

وكان برلمانيون مغاربة حذروا الاثنين من quot;خطورة انتشار اسلحة النظام الليبي السابق في ايدي بعض المجموعات الافريقية المقيمة بطريقة غير شرعية على التراب المغربي، مما قد يشكل تهديدا مباشرا لأمن المواطنين والدولة المغربيةquot;.

واوضح البرلمانيون خلال جلسة نيابية ان quot;خطورة هذه المجموعات من المهاجرين الأفارقة تتجلى في كونها نتاجا للحروب الأهلية في الدول الافريقية المجاورة للمغرب، وهو ما يجعلها مدربة ومتمرسة على الأسلحة التي تعرف انتشارًا واسع النطاق بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا، مما يعني اشتباه انخراطها ضمن جبهات اجرامية وارهابية خطرةquot;.

واكد الوزير امحند العنصر ردًا على البرلمانيين المغاربة ان وزارته quot;تعتمد استراتيجية بسيطة تهدف إلى تأمين الحدود المغربية من أي اختراق لأي جهة مشتبه فيهاquot;.

وقال ان quot;هذه الاستراتيجية ترتكز على تجنيد جميع الوسائل المتاحة منها التجهيز بتقنيات تكنولوجية جد متطورة والتنسيق الاستباقي عبر الاتصال مع كل الدول الساحلية والمجاورةquot;.

وكان المغرب دعا خلال مؤتمر وزاري اقليمي في العاصمة الليبية طرابلس حول أمن الحدود، كل بلدان المغرب العربي ولاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الى quot;التعاون مع المنظمات الدولية المختصة، ووضع خطة مشتركة للتعاون الحدودي، واتخاذ إجرءات دقيقة تتركز على تبادل المعلومات والخبراتquot;.