حمّل قرّاء "إيلاف" النظام السوري مسؤولية فشل خطة أنان. وتحاول جميع الأطراف السورية المتخاصمة ومن خلفهم الحلفاء الهرب للأمام من التفكير فيما بعد خطة أنان التي تنتهي مدتها في 21 تموز المقبل.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تدخل خطة المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان في سوريا شهرها الثاني مع استمرار وتيرة العنف دون توقف. مع سعي دولي لإنجاحها بنقاطها الست التي تدعو الى الالتزام بالتعاون مع المبعوث الدولي في عملية سياسية تشمل كل الأطياف السورية، وبوقف القتال والتوصل بشكل عاجل الى وقف فعّال للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد، مع ضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت الملائم لكل المناطق المتضررة من القتال. وتكثيف وتيرة وحجم الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا وبوجه خاص الفئات الضعيفة والشخصيات التي شاركت في أنشطة سياسية سلمية وكشف جميع أماكن احتجاز وتوقيف أي سجين أو مخطوف. وضمان حرية حركة الصحافيين في أنحاء البلاد وانتهاج سياسة لا تنطوي على التمييز بينهم في ما يتعلق بمنح تأشيرات الدخول. واحترام حرية التجمع وحق التظاهر سلميا كما يكفل القانون.

ويحاول جميع المتحاربين من نظام ومعارضة ومن خلفهما حلفاؤهما الهرب للأمام من التفكير فيما بعد خطة أنان التي تنتهي مدتها في الواحد والعشرين من شهر تموز المقبل.

ففي وقت يحاول النظام كسب الوقت لتثبيت موقعه الذي هزته التفجيرات الأخيرة، تجاهد المعارضة والمجلس الوطني السوري خاصة لجمع أكبر عدد من المعارضين تحت لوائها بغية الظهور بمظهر الموحد لكن الانتقادات التي تتوالى مع معارضين من داخل وخارج المجلس ومقاطعات فصائل لاجتماعها المقبل برعاية الجامعة العربية تقوض أيّ سعي للتوحد الذي كان ولما يزل مطلبا أمميا وعربيا لدعم مطلب المجلس بالتدخل الاممي المباشر لاسقاط النظام.

رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

الحديث عن فشل خطة كوفي أنان بات يطارد كلا من طرفي المعادلة السورية الخارجيين اميركا وروسيا، فالسفيرة الأميركية في الامم المتحدة سوزان رايس قالت إن من السابق لأوانه للغاية إعلان فشل جهود كوفي أنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا لإنهاء 14 شهراً من العنف هناك.

فبعد ساعات من تفجير سيارتين ملغومتين في دمشق الخميس، أسفر عن مقتل 55 شخصًا وإصابة 372، في أعنف هجوم تتعرّض له العاصمة السورية منذ اندلاع انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد العام الماضي، ترى رايس أن الوقت لم يحن بعد للقول إن بعثة الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار ومبادرة أنان فشلتا.

فهي ترى، ومعها حكومتها، أن مبادرة أنان اذا نفذت بشكل كامل، قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال الى حكومة من دون الاسد. ربما تكون هي الفرصة الاخيرة لمحاولة حل الأزمة عبر الطرق السلمية.

لكن السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف الذي يرى هو الاخر انه لا تزال هناك فرص لنجاح خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان، يشدد على ان روسيا quot;ستبذل كل ما بوسعهاquot; لتجنب فشل هذه الخطة التي يظن أنها الفرصة الاخيرة لسورية. ويعتقد ان لهذه الخطة فرصا للنجاح. وتنظر روسيا للخطة بأنها ستفضي لحوار مشترك بين النظام والمعارضة، ولاتتحدث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

ومع مرور أربعة عشر شهراً على الازمة السورية وسط توقعات باستمرارها لوقت أطول وخشية من حرب أهلية لن تقف عند الحدود السورية فقط وبروز المتطرفين الاسلاميين الساعين إلى تكرار التجربة الليبية وخشية من تهميش التيار الليبرالي في المعارضة السورية، مع امساك الاسلاميين في دول الربيع العربي تونس ومصر وليبيا بالسلطات في البلاد، وانشغال الولايات المتحدة الاميركية بالداخل المقترب من الانتخابات جعل الملف السوري معتمداً على نجاح خطة كوفي أنان وتقديم تفسيرات تفضي لها هذه الخطة من قبل داعمي النظام والمعارضة الدوليين.

لكن لو فشلت خطة كوفي أنان فستسرع الامور تدهوراً في سورية حد عدم السيطرة عليها من قبل أي طرف، مع انشغال كل دولة بترميم علاقاتها مع الخصوم والحلفاء. حينها سيحمل كل طرف خصمه مسؤولية الفشل.

وقد طرحت إيلاف الاسبوع الماضي سؤال احتمال فشل خطة أنان ومن يتحمل هذا الفشل على قرائها الذين رأت غالبيتهم 66% (4533) أن النظام السوري هو من سيكون مسؤولاً عن فشل خطة أنان. فيما رأى (1429) 21% أن المعارضة السورية هي من سيكون مسؤولاً عن هذا الفشل. ورأت أقلية ضئيلة 13% (917) أن النظام والمعارضة هما من يتسبب بفشل خطة المبعوث المشترك كوفي أنان. وقد بلغ عدد المشاركين بالاجابة على سؤال استفتاء إيلاف 6879.