اثارت قضية وصف رئيسإحدى أرقى الجامعات العراقية،المنتمي الى حزب الدعوة الاسلاميةبزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، لطلابه بالساقطين والحمير، مشكلة انفراد وزير التعليم العالي بتعيين رؤساء الجامعات.فيما يستعد مجلس النواب لبحث قضية تصرف رئيس الجامعة وسط مطالبات بإحالتهعلى التحقيق وانزال درجته العلمية وابعاده عن هذا المنصب .


أثارت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي ما وصفته بالممارسات quot;المافويةquot; لرئيس جامعة النهرين في بغداد محمد جابر علي، وأكدت أنها ستثير قضيته في مجلس النواب لدى استئناف جلساته في الرابع عشر من الشهر المقبل من أجل احالتهعلى لجنة انضباط وطرده من منصبه لتلفظه بكلمات نابية ضد طلاب الجامعة ووصفه لهم بالساقطين والحمير. وقالت الناطقة الرسمية باسم الكتلة النائبة ميسون الدملوجي في تصريح لـquot;إيلافquot; اليوم إن الاوصاف النابية التي اطلقها رئيس الجامعة جاءت خلال احتفالهم بتخرجهم، quot;حيث قام شخصيًا مع الشلة التي كانت معه بتمزيق الشعارات والاعلام والهياكل التنكرية التي رفعوها والقى بالصور واليافطات الملونة ارضًا مهددًا، وبأبشع الكلمات البذيئة، الطلاب من مواصلة احتفالهمquot;.

رئيس جامعة النهرين محمد جابر علي

ودعت الدملوجي الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب الى الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات التي وصفتها بالبعيدة عن التصرف الاخلاقي والعلميquot;، والنظر بشكل جدي وجذري في مسألة تعيين رؤساء وعمداء الجامعات الذين يحب ان يتصفوا بالعلمية والاخلاق والتهذيب والكثير من الاحترام. وقالت إن عددًا من النواب سيثيرون هذه القضية في مجلس النواب بعد معاودة انعقاده والنظر في كيفية ايجاد السبل المثلى لوضع ضوابط صارمة حول تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بحيث يكونون على قدر كبير من العلمية والاخلاق الراسخة والماضي النقي ضمانًا لعدم تكرار المسرحية المؤسفة التي حصلت في جامعة النهرين. واشارت الى أن اعتذار رئيس جامعة النهرين في ما بعد عمّا بدر منه من اساءة وتصرف غير لائق لا يكفي، فالاعتذار لا يغيّر اخلاق الانسان التي جبل عليها بل يجب أن يحال على لجنة انضباط موظفي الدولة للتحقيق معه عمّا بدر منه تجاه الطلاب المتخرجين وانزال درجته العلمية التي لا نعلم كيف حصل عليها وابعاده عن هذا المنصب لأنه لا يمكن الوثوق بشخص يتصرف هكذا أن يكون عالمًا ومربيًا لأجيالنا القادمة مهما قدم من اعتذارات.

وحذرت من خطورة ترك تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو غير مستقل في فكره السياسي وينتمي الى أحد الاحزاب الدينية (علي الاديب القيادي في حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي)، أمر فيه الكثير من الخطورة لأن ذلك يعني أن التدريس في الجامعات والمعاهد العلمية العراقية سيخضع عاجلاً أم آجلاً لتوجهات ذاك الحزب وبالتالي ستصبح جامعاتنا في أدنى سلم الجامعات في العالم.

وقالت الدملوجي إن من يشاهد صور رئيس الجامعة وهو يسير متوجهًا نحو الطلاب لتخريب حفلهم وخلفه quot;شلة من طباليه وزماريهquot; لا يمكنه الا أن يرى في ذلك امرًا مؤسفًا، ولكن الاكثر غرابة أن يتم سكوت كبار المسؤولين في الدولة على هذه التصرفات وعدم المطالبة بطرد فاعليها من اماكنهم العلمية واحلال محلهم من هم، علميًا واخلاقيًا،مؤهلون لمثل هذا المناصب دون الاخذ فيالاعتبار تبعيتهم لهذا الحزب أو ذاك.

وكان طلاب جامعة النهرين طالبوا الجمعة الماضي رئيس جامعتهم محمد جابر علي بالاعتذار العلني بعد أن وصفهم علناً بـquot;الساقطينquot; ومزق يافطات احتفال تخرجهم، بعد أشهر من حادثة هزت الوسط التربوي العراقي عندما وصف وكيل وزير التربية العراقي المعلمين بـquot;الحميرquot;. ونشر عدد من طلاب الجامعة التي تعدّ من بين أرقى الجامعات العراقية، مقاطع فيديو على موقع quot;يوتيوبquot; تظهر رئيس الجامعة مع افراد من حمايته باقتحام احتفال عدد الطلاب المتخرجين وتمزيق لافتات وبالونات فضلاً عن وصفهم بـquot;الساقطينquot; ومثل الطلاب بـquot;الحميرquot;. كما اصدر تعليمات جديدة تقضي بمنع الحفلات التنكرية داخل حرم الجامعة، بمناسبة تخرج دورة جديدة من طلابها، ما دفع بطلاب الجامعة الى الاستنكار وترك الدوام ليوم كامل.

وتعدّ جامعة النهرين من أرقى الجامعات العراقية وتأسست نهاية الثمانينات من القرن الماضي لتخريج علماء عراقيين وأطباء متميزين. وكان الغرض الرئيسي من تأسيس هذه الجامعة هو اعداد كوادر علمية كفوءة كان المقرر لها رفد حركة التطور في البلد وشغل المفاصل الحساسة في الدولة. وحظيت الجامعة برعاية حكومية خاصة من الناحية المادية والمعنوية، حتى أنها كانت تابعة لديوان الرئاسة آنذاك بدل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتمتلك جامعة النهرين مجمعين دراسيين يقع الأول وهو الأكبر في منطقة الجادريه في بغداد فيما يقع الثاني في منطقة الكاظميه.

وطالب الطلاب محمد جابر علي بالاعتذار الفوري والسماح لهم باقامة الفعاليات الطلابية دون المساس بالحرية التي كفلها الدستور في العراق بحسب بيان اصدره طلاب الهندسة والعلوم وهندسة المعلومات والعلوم السياسية. وتساءل الطلاب قائلين: quot;اذا كانت هناك موافقة موقعة من قبل ديوان الجامعة وعميد كلية الهندسة، بالسماح للطلبة بادخال المعدات والفرقة الموسيقية والمطبوعات وغيرها، لماذا تم تمزيقها ورميهاquot;. واستغربوا قيام رئيس الجامعة بنفسه بتكسير وتمزيق معدات الاحتفال والتفوه بألفاظ معيبة ضد الطلبة.

وكشفت تقارير نشرها طلاب الجامعة على موقع التواصل الاجتماعي عن ارتباط العميد محمد جابر علي بـquot;حزب الدعوة الاسلاميةquot; وعيّن بمنصبه بعد اقالة العميد السابق الدكتور عدنان الجنابي من قبل الوزير متهمين اياهبعدم امتلاكه درجة quot;الاستاذيةquot;.
وسبق وأن أقيل عميد الكلية التقنية في العاصمة بغداد، جمال الدباغ على خلفية تواصل الاحتجاجات الطلابية المنددة بانتهاك الحريات العامة داخل الحرم الجامعي التي وصلت الى حد منع جلوس الطالبات مع الطلاب الا بعقد زواج.

وتأتي هذه الحادثة بعد اسابيع من اضطرار رئيس جامعة القادسية في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) احسان القريشي الى الاعتذارالى طلابها واساتذتها عن بعض التصرفات التي صدرت منه واعتبروها اساءة لهم مما دعاهم الى الاعتصام احتجاجًا . وقدم رئيس الجامعة اعتذارًا الى عميد كلية التربية ومن ثم استصحبه معه الى قسم اللغة العربية الذي حدثت فيه مشكلةحيث تعدى فيه رئيس الجامعة على رئيس القسم،وهناك قدم القريشي اعتذاره لأساتذة القسم أمام طلابه بحسب طلبهم .

وكان المئات من أساتذة وطلبة كلية التربية في جامعة القادسية في محافظة الديوانية قد تظاهروا للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة إحسان القريشي كما قرروا تعليق الامتحانات الفصلية حتى الاستجابة لمطالبهم في اعتذار رئيس الجامعة عن تصرفات بدرت منه واعتبروها اساءة لهم أو إقالته. وكان رئيس قسم اللغة العربية في الكلية سرحان جفات قد اكد أن quot;القريشي اعتدى على أساتذة وطلبة الكلية بألفاظ غير لائقة من دون مبررquot;.

وسبق لوزارة التعليم العالي أن أعفت في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي رئيس جامعة القادسية عماد الجواهري وكلفت إحسان القريشي بتولي مهام رئيس الجامعة. وتأسست جامعة القادسية ومقرها شمال الديوانية، 180 كم جنوب بغداد، مطلع العام 1987 وتضم 11 كلية علمية وإنسانية ويدرس فيها نحو 18 ألف طالب وطالبة.