كامب ديفيد: دعا قادة دول مجموعة الثماني السبت الى الوقف الفوري للعنف في سوريا وتنفيذ خطة كوفي انان، وحضوا إيران من جهة اخرى على انتهاز فرصة اجتماع بغداد الاسبوع المقبل لاعادة بناء الثقة حول برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال قادة الدول الثماني في بيانهم الختامي اثر قمة عقدوها في كامب ديفيد بالولايات المتحدة quot;نحن مستاؤون للخسائر في الارواح والازمة الانسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الانسان في سورياquot;.
واضافوا quot;على الحكومة السورية وجميع الاطراف ان ينفذوا فورا وفي شكل كامل التزامهم تنفيذ خطة النقاط الست التي وضعها موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، وخصوصا انهاء كل اعمال العنفquot;.
واكد القادة الدوليون quot;دعمهم لجهودquot; انان رغم ان الامين العام السابق للامم المتحدة لم ينجح حتى الان في ضمان احترام وقف اطلاق النار الذي اعلن نظريا في 12 نيسان/ابريل. واكدت مجموعة الثماني في بيانها quot;تصميمها على التفكير في اجراءات اخرى في الامم المتحدة وفق الحاجاتquot;، منددة بquot;الهجمات الارهابية الاخيرة في سورياquot;.
وتواصلت اعمال العنف السبت في سوريا حاصدة 37 قتيلا وتخللها تفجير quot;انتحاريquot; استهدف للمرة الاولى مدينة دير الزور (شرق) موقعا تسعة قتلى. وادت اعمال العنف التي تشهدها سوريا الى مقتل اكثر من 12 الف شخص اغلبهم من المدنيين منذ منتصف اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال اثناء استضافته قادة دول مجموعة الثماني في كامب ديفيد quot;اجرينا محادثات حول سوريا، ونحن جميعا نعتقد ان الحل السلمي والانتقال السياسي هو الافضلquot;. واضاف quot;نحن جميعنا قلقون للغاية بشان العنف الذي يجري في سوريا وخسارة الارواحquot;.
وفي الملف الإيراني، اعتبر قادة الدول الثماني في بيانهم ان على طهران ان تنتهز الفرصة في اجتماع الاربعاء المقبل بهدف quot;اجراء مفاوضات معمقة حول اجراءات ملموسة وفي مستقبل قريب (...) من شانها ان تؤدي الى حل تفاوضي يعيد ارساء الثقة الدولية بان البرنامج النووي الإيراني سلمي تماماquot;.
وذكرت المجموعة بquot;وحدتهاquot; في ما يتصل بquot;قلقها الشديدquot; حيال البرنامج النووي الإيراني الذي تشتبه الدول الغربية بان له بعدا عسكريا رغم نفي الجمهورية الاسلامية. وكان باراك اوباما صرح في وقت سابق السبت ان المجموعة quot;متحدةquot; بشان كيفية التعامل مع المفاوضات المقبلة مع إيران حول برنامجها النووي.
كذلك، حض البيان الختامي لمجموعة الثماني طهران quot;على الوفاء بالتزاماتها الدولية على صعيد حقوق الانسان والحريات الاساسيةquot;، وخصوصا حرية الديانة والصحافة، وعلى وضع حد quot;لعمليات التعذيب والاعدام التعسفيةquot;.
كذلك، تطرق بيان قمة مجموعة الثماني الى الازمة الكورية الشمالية، وقال القادة quot;لا نزال قلقين بشدة حيال الخطوات الاستفزازية لكوريا الشمالية التي تهدد الاستقرار الاقليميquot;، مطالبين بيونغ يانغ بالتخلي في شكل quot;يمكن التحقق منهquot; عن اي برنامج له صلة بالسلاح النووي.
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها بيونغ يانغ بالسعي الى اجراء اختبار نووي بعدما فشلت في اطلاق صاروخ في 13 نيسان/ابريل. وكانت كوريا الشمالية اجرت اختبارين نوويين سابقين في تشرين الاول/اكتوبر 2006 وايار/مايو 2009 اتبعتهما باطلاق صواريخ.
واذ دعوا كوريا الشمالية الى quot;الوفاء بالتزاماتها الدوليةquot;، ابدى قادة الدول الثماني استعدادهم لاحالة الملف على مجلس الامن الدولي في حال قامت بيونغ يانغ باجراء اختبارات نووية او عمدت الى اطلاق مزيد من الصواريخ البالستية.
واضاف القادة في بيانهم quot;لا نزال قلقين لانتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشمالية، وخصوصا ما يتعلق بوضع السجناء السياسيين ومشكلة عمليات الخطفquot;. من جهة اخرى، بحث قادة مجموعة الثماني في قمتهم السبت مسالة النمو الاقتصادي والاصلاحات المالية.
واعلن اوباما ان المجموعة quot;ملتزمة بشكل تامquot; بتحقيق النمو وتطبيق الاصلاحات المالية وسط محاولات الدول الاقتصادية الكبرى التغلب على انقساماتها. ودعا قادة دول مجموعة الثماني الى منطقة يورو quot;قوية وموحدةquot; تشمل اليونان، والتزموا بquot;تشجيع النموquot; ومكافحة العجز.
واعلن قادة الدول الثماني الاكثر تصنيعا في البيان الختامي للقمة ان quot;واجبنا هو تشجيع النمو والاعمالquot;. وحذروا من ان quot;اصلاح الاقتصاد العالمي يدل على اشارات واعدة، لكن رياحا معاكسة قوية لا تزال تهبquot;.
واضاف قادة مجموعة الثماني quot;اننا عازمون على اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لتعزيز وانعاش اقتصادياتناquot;. لكن القادة يقرون ايضا بان الاجراءات التي يتعين اتخاذها quot;ليست هي نفسهاquot; للجميع، في اشارة الى خلافاتهم حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها لمكافحة الازمة.
وشدد قادة دول مجموعة الثماني (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وايطاليا وفرنسا وروسيا واليابان والمانيا) ايضا على quot;اهمية وجود منطقة يورو قوية وموحدةquot;، واعربوا عن املهم في رؤية اليونان quot;تحترم تعهداتهاquot; وquot;تبقى في منطقة اليوروquot;.
وقال اوباما في ختام القمة quot;جميع القادة كانوا متوافقين اليوم هنا، ينبغي ان يكون النمو والتوظيف اولويتنا المطلقةquot;. واضاف ان quot;الروح التي سادت النقاش يجب ان تجعلنا نثق بان اوروبا اتخذت تدابير ذات دلالة للتصدي للازمةquot;. وتابع ان quot;الدول، على مستوى فردي، والاتحاد الاوروبي برمته، قامت باصلاحات مهمة من شانها تحسين افاق النمو على المدى البعيدquot;.
وقال ايضا quot;هناك اليوم تفاهم اكثر وضوحا على ضرورة بذل مزيد من الجهود لتوفير النمو وتامين الوظائف في سياق هذه الاصلاحات المالية والبنيويةquot;، لافتا الى ان quot;هذا التفاهم تم تعزيزه هنا في كامب ديفيدquot;.
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صرحت في وقت سابق ان quot;الرسالة المهمة التي علينا الخروج بها من القمة هي ان تصليب الموازنات والنمو هما وجهان لعملة واحدةquot;. واوضحت ميركل ان قادة مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي quot;توافقوا تماما على القول انه ينبغي القيام بالامرين: الانضباط المالي (...) وفي الوقت نفسه (بذل) جهود من اجل النموquot;.
من جهة ثانية، تعهد قادة مجموعة الثماني بضمان تزويد اسواق النفط بquot;الامدادات الكاملة وفي الوقت المطلوبquot; بهدف الحيلولة دون ارتفاع اسعار النفط بسبب العقوبات القاسية المفروضة على تصدير النفط الإيراني.
وفي بيان وصفه مسؤول بانه quot;غير اعتياديquot;، قال القادة المجتمعون في قمة كامب ديفيد انهم سيراقبون الامدادات عن كثب وسيطلبون من وكالة الطاقة الدولية اتخاذ الاجراءات اللازمة في حال تطلب الوضع ذلك.
ولم يتحدث البيان بشكل خاص عن ضخ النفط من المخزونات الاستراتيجية، الا انه يبدو بوضوح ان الهدف منه هو توجيه تحذير قوي لإيران بانه سيتم تطبيق حظر استيراد دول الاتحاد الاوروبي لنفطها والمقرر ان يبدأ في الاول من تموز/يوليو. وقال البيان quot;خلال الاشهر الماضية، حدثت اضطرابات في امدادات النفط الى السوق العالمية مما يمثل خطرا كبيرا على نمو الاقتصاد العالميquot;.
التعليقات