أوباما وميشيل محاولات حثيثة للظفر بانتخابات الرئاسة

على الرغم من اقتصار نشاطات السيدة الأميركية الأولى ميشيل اوباما على الظهور في بعض البرامج التلفزيونية وغيرها من التكريمات والنشاطات الاجتماعية، الا أنها تعتمد نهجًا خاصًا لدعم حملة زوجها الرئاسية للمحافظة على موقعه في البيت الأبيض.


القاهرة: مع بدء القائمين على حملة الرئيس باراك أوباما الانتخابية بتكثيف جهودهم الرامية إلى دعم مرشحهم منذ بداية العام الجاري، كان للزوجة، ميشيل أوباما، نهج مختلف نوعاً ما في الإستراتيجية التي حاولت من خلالها تعزيز صورة زوجها بعيداً عن الضجيج والصخب.

فنشاطات ميشيل، وإن اقتصرت على تكريم الشاعرة مايا أنغيلو والرقص على المسرح مع أبطال مسلسل quot;آي كارليquot; التلفزيوني للأطفال والظهور في برامج تلفزيونية مختلفة، جاءت لتجسد محاولة من جانبها لتجاهل القضايا الشائكة التي قد تؤثر على مسيرة زوجها قبيل الانتخابات الحاسمة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

ودأبت ميشيل على تشجيع زوجها بحرارة، والتصدي لمحاولات الزج باسمه في العديد من القضايا الحساسة. وعلى الرغم من النقاش المحتدم في أميركا حالياً بشأن السياسات التي تؤثر على المرأة، في الوقت الذي تقود فيه إدارة أوباما محادثات بخصوص موضوعات من بينها حقوق الإجهاض وتجديد قانون العنف ضد المرأة، إلا أن ميشيل التزمت الهدوء حيال تلك القضايا المثيرة للشقاق والانقسام.

وباعتبارها محامية متخرجة من جامعة هارفارد وسبق لها العمل كمديرة تنفيذية في مستشفيات جامعة شيكاغو، فقد نجحت ميشيل كذلك إلى حد كبير في تجنب الخوض في حكم بانتظار أن تتخذه المحكمة العليا بشأن الرعاية الصحية، وركزت بدلاً من ذلك على أهمية رؤية ثلاث سيدات على منصة المحكمة وفوائد القانون للأسر الأميركية.

ورغم اعتراف أوباما أنه ارتكز بشكل كبير على مشورة زوجته قبل اتخاذه قرار الموافقة على زواج مثليي الجنس، إلا أن السيدة الأولى تركت الأمر برمته لزوجها كي يتحدث هو بنفسه عن التفاصيل على الملأ. وفي الوقت الذي كان يجتمع فيه أوباما مع قادة مجموعة الثماني يوم السبت الماضي في كامب دافيد، رافقت ميشيل زوجاتهم في جولة داخل البيت الأبيض وأعدت لهم وجبة غذاء بمنتجات من بستان البيت الأبيض المخصص لزراعة الخضر، وفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن أحد المساعدين المشاركين في حملتها، فإن جدول أعمال السيدة الأولى في بقية الموسم الانتخابي سيتركز على تجنب السياسة والنقاشات السياسية.

وبعد البداية الصاخبة لحملة 2008 الانتخابية، وقت أن وصفها منتقدو أوباما بأنها شخصية حادة ومتمسكة برأيها أكثر من اللازم، نجح القائمون على حملة أوباما في تحويلها إلى سيدة أولى محبوبة وغير مثيرة للجدل ولا تقع على عاتقها أية مسؤوليات سياسية.

وهو ما تحقق بالفعل، حيث لم تصبح مثاراً للجدل منذ آب (أغسطس) عام 2010، حين تم انتقادها على نطاق واسع لقيامها برحلة إلى اسبانيا برفقة ابنتها ساشا. ثم أشارت الصحيفة إلى الشعبية الساحقة التي تحظى بها ميشيل، حيث ينظر إليها سبعة من بين كل عشرة أميركيين بصورة ايجابية، وأضافت أن الحملة عازمة على المحافظة على هذا القدر من الشعبية بإبعادها عن الاستقطاب القبيح للسياسة الحديثة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جو ماديسون، ناشط حقوق الإنسان ومقدم أحد البرامج الإذاعية، حصل على وعد بإجراء مقابلة مع ميشيل لمدة 10 دقائق في حال سفره إلى فلوريدا لتغطية إحدى الفعاليات الخاصة بمبادرتها المناهضة لبدانة الأطفال مطلع العام الجاري. وقال ماديسون إنه لن يسألها عن الاقتصاد أو المخاطر السياسية في الولايات المتأرجحة الهامة، لأن تلك الأسئلة يجب أن يتم توجيهها إلى الرئيس.

وقال دافيد أكسيلرود، الخبير الاستراتيجي البارز في الحملة الانتخابية لأوباما، إنه وحين تروج السيدة الأولى للقضايا الخاصة بها، فإنها تفيد بذلك الحملة. وتابعت الصحيفة بلفتها إلى الجهود التي تبذلها ميشيل كذلك في جمع تبرعات تقدر بملايين الدولارات، وتحدثها مع جماعات داعمة لأوباما، وتشديدها على أهمية أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة، وزيارتها لمكاتب الحملة الخاصة بزوجها، بما في ذلك المقر الموجود في شيكاغو، وذلك في محاولة من جانبها لحشد الموظفين والمتطوعين.

وفي الوقت الذي حذّر فيه منتقدون من السلبيات، إلا أنهم اتفقوا على أن هناك حكمة في تجنب الجدال السياسي الساخن. وقالت ماري ماتالين، المستشارة السياسية الجمهورية التي سبق لها العمل كمستشارة في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش: quot;قد يتسبب تعرضها لتلك القضايا ذات الطبيعة العدوانية في إضعاف قوة حضورها. فهي بحاجة لأن تكون حريصة بشأن تجنب التعمق بشكل كبير في الدعوة إلى السياسة أو أن تصبح حادة للغاية على الصعيد السياسيquot;.