نتائج استفتاء إيلاف حول الانتخابات المصرية

في وقت كان المصريون يقترعون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، أجاب قراء إيلاف عن سؤال حول توقعاتهم بشأن نتائج الانتخابات المصرية التي أتت مغايرة للواقع، حيث قدّر القراء وصول موسى وصباحي الى جولة الاعادة.


القاهرة: شارك المصريون في أول انتخابات رئاسية بعد ثورتهم التي أطاحوا فيها بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، يومي 23 و24 أيار (مايو) الجاري، وتوافد الملايين منهم على مراكز الإقتراع من أجل اختيار رئيس جديد للمرة الأولى من بين 13 مرشحاً، ولم تكن نتيجة الإنتخابات معروفة سلفاً على طريقة الإنتخابات التي صنعها النظام السابق، وكانت محسومة لصالح مبارك مقدماً.

نتائج طبيعية وأخرى صادمة

وبينما كان المصريون يقترعون يومي 23 و24 مايو، وبينما كانت اللجان القضائية تجري عمليات فرز الأصوات على مدار الأيام الماضية، كان قراء quot;إيلافquot; يشاركون في استفتاء حول مرشحي الرئاسة، ومن يتوقعون فوزه بالمنصب الرفيع، وجاءت نتيجة الإستفتاء متماشية مع التوقعات التي خرجت قبل إعلان النتائج، لكنها جاءت متناقضة مع نتائج الإنتخابات الفعلية التي كانت صادمة لغالبية المتابعين للشأن المصري، حيث كانت التوقعات تشير إلى تفوق الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي، وهي الخيارات الطبيعية، التي كان المصريون وجميع المتابعين للشأن المصري يتداولونها، قبل أن تقع المفاجآت التي لم تخطر على بال بتفوق المرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، والتي أثير بشأنها الكثير من التشكيكات، لاسيما في ظل وقوف أجهزة الدولة وقيادات وقواعد الحزب الوطني المنحل والأجهزة الأمنية إلى جانب آخر رئيس وزراء في عهد مبارك. أي أنه لو جرت الإعادة حسب نتائج quot;إيلافquot;، فإنها سوف تكون بين عمرو موسى وحمدين صباحي، وليس محمد مرسي وأحمد شفيق.

الإستفتاء

طرحت إيلاف على القرّاء السؤال التالي: quot; أي من المرشحين تختار رئيسًا لمصر: عمرو موسى، محمد مرسي، عبد المنعم أبو الفتوح، أحمد شفيق، حمدين صباحيquot;، وجاءت الإختيارات متقاربة إلى حد كبير، لكنّ الإختيار الأول جاء لصالح المرشح عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وحصل على 1754 صوتاً، بنسبة 23.8% من إجمالي المشاركين في الإستفتاء البالغ عددهم 7599 قارئاً، وحل المرشح حمدين صباحي في المركز الثاني ب1752 صوتاً بفارق صوتين فقط عن موسى، بنسبة قدرت ب23.6%، فيما جاء أحمد شفيق بالمركز الثالث ب1729 صوتاً، بنسبة 22.75%، واحتل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بالمركز الرابع ب1449 صوتاً، بنسبة 19.07%، وجاء الدكتور محمد مرسي بالمركز الخامس والأخير ب915 صوتاً، بنسبة 12.04% من إجمالي القراء المشاركين في الإستفتاء.

المصريون في مأزق شديد القسوة

على مدار أسبوع كامل، شارك قرّاء quot;إيلافquot; في الإستفتاء، ظل المرشح السابق عمرو موسى محتفظاً بتفوقه على باقي المرشحين، بينما تأرجح المركز الثاني ما بين مرشحين هم: عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي. فيما ظل المركز الثالث يتأرجح ما بين أحمد شفيق ومحمد مرسي. ثم صعد المرشح حمدين صباحي للمركز الثاني خلال اليومين الماضيين، بعد إعلان النتائج في مصر بشكل غير رسمي، ولم يتمكن المرشحان محمد مرسي أو أحمد شفيق من الصعود إلى المركزين الأوليين في استفتاء quot;إيلافquot;، وبذلك تكون نتائج الإستفتاء متناغمة إلى حد كبير مع جميع استطلاعات الرأي والتوقعات التي خرجت قبل الإقتراع وبدء أعمال الفرز، قبل أن تحدث المفاجأة الكبرى بصعود محمد مرسي مرشح الإخوان إلى المركز الأول، وصعود أحمد شفيق إلى المركز الثاني، وتنحصر جولة الإعادة بينهما، ويجد المصريون أنفسهم في مأزق شديدة القسوة، وصار عليهم أن يختاروا ما بين جماعة الإخوان المسلمين ونظام مبارك، في شخصي محمد مرسي وأحمد شفيق.

موقف صعب

ووفقاً للنتائج شبه النهائية، حصل الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان على 5 ملايين و693 ألف صوت، بينما حلّ الفريق أحمد شفيق بالمركز الثاني، وحصل 5 ملايين و490 الف صوت وبفارق يقدر بنحو 200 ألف صوت، وسوف تجرى جولة الإعادة بينهما يومي 16 و17 حزيران (يونيو) المقبل، وبات المصريون في وضع لا يحسدون عليه، وحسب وجهة نظر الدكتور محمد يوسف الخبير السياسي في مركز الجمهورية للدراسات فإن هناك صعوبة شديدة في حسم المصريين موقفهم تجاه مرشحي الإعادة، مشيراً إلى أن الإختيار صار ما بين السيئ والأسوأ، أي ما بين الإخوان والدولة الدينية، وما بين نظام مبارك الذي ثاروا ضده في 25 يناير، وقدموا من أجل إسقاطه المئات من القتلى والآلاف من المصابين.

وقال يوسف لـquot;إيلافquot; إن جميع التوقعات كانت تشير إلى أن المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح سوف يدخلان جولة الإعادة معاً، ولكن جاءت نتائج التصويت صادمة لجميع المحللين، بعد أن صعد مرسي للمركز الأول، وحل شفيق في المركز الثاني، وأرجع شفيق تلك النتائج إلى أن حالة الإستقطاب التي مارسها الطرفان الإخوان والنظام السابق، ممثلاً في الحزب الوطني المنحل الذي خرج من تحت الرماد ليقود معركته الأخيرة، وإعادة إنتاج النظام المنهار، ولفت يوسف إلى أن الأصوات التي حصل عليها شفيق جاء لعدة أسباب أبرزها التصويت الإنتقامي من التيار الإسلامي، لاسيما أنه ارتكب الكثير من الأخطاء جعلت بعض المصريين يترحمون على أيام مبارك، فضلاً عن حالة التخويف الشديدة والفزاعة التي استخدمها المجلس العسكري والإعلام ضد الإسلاميين منذ سقوط مبارك، وحتى الآن، بالإضافة إلى تصويت الأقباط بكثافة لصالح شفيق، مشيراً إلى أن السبب الأخطر هو تفتيت أصوات المرشحين الإسلاميين ومرشحي الثورة، ما صبّ في صالح شفيق في النهاية.

ومن جهته، دافع المفكر كمال زاخر عن الأقباط، وقال لـquot;إيلافquot; إنهم ليسوا كتلة صمّاء، بل تضم اتجاهات متنوعة، مشيراً إلى أن الأقباط صوتوا لثلاثة مرشحين أساسيين، هم حمدين صباحي، وعمرو موسى، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ولفت زاخر إلى أن الإتهامات للأقباط بالتصويت لصالح النظام السابق تحمل قدراً كبيراً من المبالغة.
وسوف تجرى جولة الإعادة بين المرشحين محمد مرسي وأحمد شفيق يومي 16 و17 حزيران (يونيو) المقبل.