القاهرة: تصدر محكمة جنايات القاهرة السبت حكمها على الرئيس السابق حسني مبارك الذي اسقطته انتفاضة شعبية في 11 شباط/فبراير 2011 بعد ان حكم مصر بلا منازع طوال ثلاثة عقود.

وبدأت محاكمة مبارك قبل عشرة اشهر بتهمة القتل العمد لقرابة 850 متظاهرا ابان الانتفاضة التي اسقطته، كما يواجه مع نجليه جمال وعلاء اتهامات بالفساد.

وكان مشهد مبارك داخل القفص لاول مرة عند بدء المحاكمة في الثالث من اب/اغسطس الماضي تاريخيا خصوصا انه اول رئيس عربي يعتقل ويحال الى المحاكمة.

وتتضارب المعلومات حول الحالة الصحية للرئيس السابق الذي يقيم منذ بدء المحاكمة في مركز طبي تابع للقوات المسلحة باحدى ضواحي القاهرة.

وفي حزيران/يونيو الماضي، قال فريد الديب محامي مبارك ان الرئيس السابق يعاني من سرطان في المعدة يؤدي الى اصابته بحالات غيبوبة.

ولكن وزارة الصحة المصرية نفت هذه المعلومات.

ويواجه مبارك، الذي حكم الدولة العربية الاكبر من حيث عدد السكان، اتهامات بالفساد وب quot;القتل العمدquot; وهي جريمة ان ثبتت تصل عقوبتها الى الاعدام.

وعند اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات على يد اسلاميين في العام 1981 فتح الباب امام مبارك، الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم اصبح نائبا للرئيس، لكي يترأس البلاد في وقت لم يكن احد يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد الى الكاريزما.

عرف عن مبارك انه رجل براغماتي غير انه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب واصبح عنيدا ومتكبرا وقد اعتمد على جهاز امني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.

وكان التزامه رغم كل الانواء والاحتجاجات بمعاهدة السلام التي ابرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرصه على ان يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.

وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن وبنظرته التي يخفيها في غالب الاحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

ورغم تصديه بقوة للجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف تصاعد الاسلام الاصولي الذي تجسده جماعة الاخوان المسلمين وهي تعد اليوم اكثر الحركات السياسية تنظيما على الساحة السياسية.

ولد محمد حسني مبارك في الرابع من ايار/مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في نيسان/ابريل 1975.

وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال ما جعله يرفض رفع حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ توليه الحكم.

وقد غذى صعود نجم نجله الاصغر جمال القريب من اوساط رجال الاعمال، الشكوك بشأن عملية quot;توريثquot; للحكم خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر 2011 ما ادى الى احتجاج المعارضة.

في المقابل فان الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الاخيرة اتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور quot;ابطالquot; مصريين في مجال الاتصالات او الانشاءات.

الا ان نحو اربعين بالمئة من 82 مليون مصري لا يزالون يعيشون باقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.

ولمبارك الذي خضع في اذار/مارس 2010 لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية في المانيا، ابن اخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت التي كان يطلق عليها quot;سيدة مصر الاولىquot; ويقال انه كان لها تاثير كبير على زوجها.

ويحاكم جمال وعلاء مع والدهما في نفس القضية.