البنتاغون يطور قدراته المتعلقة بالحرب الالكترونية

تعمل وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; على تطوير تقنيات تحسّن قدراتها المتعلقة بالحرب الإلكترونية وشن هجمات فعّالة والصمود أمام أي عمليات انتقامية محتملة، في خطة أطلق عليها القائمون اسمquot;الخطة إكسquot;، وهي تشكل مرحلة جديدة في العمليات العسكرية الناشئة.


القاهرة: لجأت وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; إلى القطاع الخاص والجامعات وكذلك الشركات المصنعة لألعاب الحواسيب، ضمن جهودها الطموحة الرامية الى تطوير تقنيات تُحَسِّن قدراتها المتعلقة بالحرب الإلكترونية وشن هجمات فعالة والصمود أمام أي عمليات انتقامية محتملة.

وأشارت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن تلك الخطوة التي لم يتم الكشف عنها من قبل، والتي أطلق عليها القائمون اسم quot;الخطة إكسquot;، تشكل مرحلة جديدة في العمليات العسكرية الناشئة التي تقوم بها البلاد في مجال الفضاء الإلكتروني، الذي يركز بشكل أكبر على حماية نظم حواسيب وزارة الدفاع من تعطيل أو تدمير نظم الحواسيب الخاصة بالأعداء.

ومضت الصحيفة تقول إن تلك الخطة عبارة عن مشروع تابع لوكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتطورة، وهي وكالة تتبع البنتاغون وتركز على الاختبارات وسبق لها أن لعبت دوراً بارزاً في تسخير قوة الحاسوب لمساعدة الجيش في شن الحرب بطريقة أكثر فعالية.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن هيربرت لين، خبير في شؤون الأمن الإلكتروني لدى مجلس البحوث الوطني الخاص بالأكاديميات الوطنية، قوله: quot;إن فعلوا ذلك، فإنها ستكون صفقة كبرى في واقع الأمر. وإن حققوا ما يصبون إليه، فإنهم يتحدثون عن أنهم سيتمكنون من فرض هيمنتهم على ساحة القتال الرقمية كما هو الحال مع ساحة القتال التقليديةquot;.

وبينما تنطوي الحرب الإلكترونية على نسف السيرفرات وتعطيل النظم الإلكترونية وتدمير المنشآت الصناعية، أوضح مسؤولون عسكريون أنه من غير المحتمل أن يتم استخدام الأسلحة الإلكترونية من تلقاء نفسها، لافتين إلى أنها ستدعم، بدلاً من ذلك، الهجمات التقليدية، بإخفاء وجود هجوم جوي على العدو، مثلاً، أو بتعطيل نظام اتصال أحد الخصوم أثناء المعركة.
ومن المنتظر أن تبدأ وزارة الدفاع الأميركية الصيف القادم بتلقي مقترحات خاصة بهذا البرنامج البحثي الممتد على مدار خمسة أعوام وتقدر تكلفته بـ 110 ملايين دولار.

ونوهت الصحيفة إلى أنه من بين الأهداف التي سيسعى هذا البرنامج الى تحقيقها، هو تصميم خريطة متطورة تورد بالتفصيل كامل الفضاء الإلكتروني وتُحَدِّث نفسها باستمرار. وأضافت الصحيفة أن تلك الخريطة ستساعد القادة على تحديد الأهداف وتعطيلها باستخدام شفرات حاسوبية يتم الحصول عليها عبر الإنترنت أو عبر وسائل أخرى.

وهناك هدف آخر يتمثل في إنشاء نظام اتصال قوي يكون قادراً على إطلاق هجمات والإفلات من الهجمات المضادة. ويأمل أيضاً القائمون على الخطة إكس أن ينجحوا في تطوير نظم تمنح القادة القدرة على تنفيذ هجمات وهجمات مضادة بنفس سرعة الضوء باستخدام سيناريوهات معدة سلفاً لا تنطوي على طرق التشغيل التقليدية البطيئة.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن ريتشارد جورج، مسؤول متخصص في شؤون الدفاع الإلكتروني سابقاً لدى وكالة الأمن القومي، قوله :quot; من الضروري بدء تلك الخطوة الآن، حيث تتحضر دول أخرى للحرب الإلكترونية. وإن لم نقم بذلك، ستسبقنا إليه دول أخرىquot;.

وشدد في هذا الإطار مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية على أهمية تغيير التركيز في هذا الشأن، لأن أصول العمليات الإلكترونية موجودة في العالم الغامض المتعلق بمنظمات جمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس الإلكتروني مثل وكالة الأمن القومي.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن الهجمات الإلكترونية العسكرية، تختلف عن عمليات التجسس، ذلك لأنها ستهدف إلى تحقيق تأثيرات مادية ndash; إما تعطيل أو إغلاق حاسوب على سبيل المثال ndash; وربما يتم تنفيذها من جانب القيادة الإلكترونية الأميركية، وهي منظمة تم إطلاقها عام 2010، إلى جانب وكالة الأمن القومي في فورت ميد.