بكين: حذرت صحيفة صينية رسمية من مخاطر إنزلاق سوريا إلى حرب أهلية مدمرة وأدانت من يسعون إلى اشعال حرب في هذا البلد الواقع بمنطقة الشرق الأوسط .
وقد دعت صحيفة ((الشعب)) اليومية الصينية الصادرة اليوم (الاثنين) المجتمع الدولي إلى دعم خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان، وعدم فقدان الثقة والصبر إزاء الجهود السلمية، وعدم الاعتقاد بأن هذه الخطة قد وصلت إلى طريق مسدود.
يذكر ان حدة الأزمة السورية تصاعدت بعد وقوع المجزرة التي قتل فيها أكثر من مائة مدني برئ بقرية الحولة في وسط البلاد في الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي ولاسيما الأمم المتحدة قصار الجهود لتخفيف الوضع هناك.
وقالت الصحيفة إن بعض الدول الغربية تشير من ناحية إلى ان سوريا تقترب من حرب أهلية وتعرب عن قلقها البالغ إزاء تزايد المحن التي يواجهها الشعب السوري ، وتستغل من ناحية أخرى مجزرة الحولة لاثارة حملة جديدة لاسقاط نظام دمشق بما في ذلك طرد الدبلوماسيين السوريين في عواصمها بعد اجراء تنسيق مشترك وتحميل الحكومة السورية مسؤولية المجزرة دون تقديم أى دليل أو حتى قبل ظهور نتيجة التحقيق، كما تحذر تلك الدول أيضا من استبعاد الخيار العسكري.
ولفتت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس إلى ان دول العالم بما فيها الولايات المتحدة قد تضطر إلى اتخاذ اجراءات موحدة تتجاوز خطة أنان ومجلس الأمن الدولي.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الدول الغربية تشدد الضغوط على نظام بشار الأسد بينما تكثف الدعم للمعارضة السورية.
وتقول الصحيفة إنه في حال وقوع حرب أهلية شاملة في ظل تدخل عسكري غربي في سوريا، فان العواقب ستكون فادحة وستشمل خسائر بشرية هائلة، ودمار شامل للممتلكات والبني التحتية، واضطرابات اجتماعية ... وهو نفس المشهد الذي شهده الشعب الليبي قبل أشهر.
كما أشارت الصحيفة إلى ان الأزمة السورية قد تمتد إلى المناطق المجاورة، إذ تتوتر الأوضاع في المناطق الحدودية التي يفر إليها السوريون باعداد كبيرة علاوة على ما شهدته لبنان مؤخرا من نزاعات طائفية...
وقد ذكرت الأمم المتحدة أن اعداد اللاجئين السوريين المسجلين ارتفع في أبريل ليصل إلى 73000 شخص.
وذكرت الصحيفة أن تسوية الأزمة السورية بشكل نهائى لابد ان يتم بأيدى الشعب السوري وحده. وليس بامكان أحد ان يختار طريق التنمية وزعيم البلاد سوى الشعب السوري نفسه. وفي ظل الوضع الحالي, مازالت خطة السلام التي طرحها كوفي أنان هي أفضل خطة عملية لتسوية القضية السورية.
وتضيف الصحيفة ان الحكومة السورية قد أفرجت في 31 مايو الماضي, بحضور مراقبي بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة في سوريا (أونسميس)، عن 210 معتقلا في دمشق و13 معتقلا في درعا. ورحب الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بهذا الاجراء , قائلا quot;انه خطوة مشجعة نحو تنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان ذات النقاط الستquot;.
وفي الختام، تقول الصحيفة إن هناك مثلا لاتينيا معروفا يقول quot;روما لم تبن في يوم واحدquot;, فلا يمكن أن تحل القضية السورية بين ليلة وضحاها. ومن الطبيعي ان تواجه جهود أنان عراقيل وصعوبات. ولهذا لابد ان يقدم المجتمع الدولي مزيدا من الدعم لخطة أنان, وألا يفقد الثقة والصبر بها ويعلن quot;أن الخطة قد ماتتquot;. وإذا ما أصبح الطريق العملي أمام تسوية القضية السورية بشكل سلمي مسدودا, فمن المرجح أن يدفع ذلك البلاد إلى الانزلاق إلى هاوية حرب أهلية شاملة.
التعليقات