منذ العام الماضي، نجحت عمليات مكافحة الإرهاب، التي نظمتها الولايات المتحدة بشكل منتظم، في تجريد تنظيم القاعدة من قادته. وباستثناء أيمن الظواهري، الذي انخفض دوره إلى نشر الدعوة عبر شرائط الفيديو، لم يتبق سوى القليل من صميم تنظيم القاعدة المركزي.


لميس فرحات: تقبع جثة أسامة بن لادن في قاع بحر العرب، ولقي أنور العولقي حتفه من قبل صاروخ هيلفاير في اليمن. واليوم، أكد البيت الأبيض مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبو يحيى الليبي، الذي قتل في باكستان.

الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي

وكان الليبي هدفاً لهجوم صاروخي أميركي بالقرب من الحدود مع أفغانستان في منطقة شمال وزيرستان في باكستان يوم الاثنين. وشكلت وفاته خسارة كبيرة لتنظيم القاعدة منذ أن قامت قوات البحرية الأميركية بقتل بن لادن.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحافيين اليوم الثلاثاء إن quot;وفاة الليبي هي ضربة كبيرة لجوهر القاعدة، لأنها قضت على الرجل الثاني للتنظيم في أقل من عام، وزادت من تشرذم وتدهور معنويات المجموعة، ما يجعلها أقرب للزوال أكثر من أي وقت مضىquot;.

لكن موقع quot;ناشونا بوستquot; الإخباري، نقل عن خبير الإرهاب بروس هوفمان، مدير الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، قوله: على الرغم من أن مقتل الليبي كان خطوة إلى الأمام، إلا أنني لا أعتقد أن جوهر القاعدة قد تبخّر، فالتنظيم ضعف بالتأكيد، لكنه لا يزال قادرًا على تجديد صفوفهquot;.

على الرغم من أن وفاة الليبي قد تضاءل من قدرة تنظيم القاعدة على تخطيط وتنظيم الهجمات، إلا أن التهديد بالفعل يتحول بعيداً عن تنظيم بن لادن ليتجه إلى أتباع متناثرين ومتعصبين لإيديولوجيته.

ويعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المجموعة الأخطر في هذا السياق، فقد حاولت (القاعدة) شنّ العديد من الهجمات في الغرب، خصوصاً الانتحاري الذي حاول إسقاط طائرة متجهة الى ديترويت.

أما مجموعة حركة الشباب الصومالية، التي أعلنت نفسها جزءاً من تنظيم القاعدة، فهي تمثل أيضاً مصدر قلق لكبار المسؤولين الأمنيين الغربيين. ودعت المجموعة إلى استهداف كندا، كما اعتقل اثنان من الرجال في الأسبوع الماضي، الذين دربتهم حركة الشباب في الدنمارك بتهمة التخطيط لشنّ هجمات.

وقال المسؤول عن شؤون الأمن القومي في شرطة الخيالة الكندية، مساعد المفوض جيل ميشو، أمام لجنة مجلس الشيوخ لمكافحة الإرهاب في نيسان إن quot;ظاهرة التطرف باتت غنية في بعض مجتمعاتنا العرضة للخطر. فنحن نشهد المزيد والمزيد من الأفراد الذين يسافرون للخارج للإنضمام إلى هذه المجموعاتquot;.

من جهته، قال سيث جونز، المحلل في مؤسسة راند، إن الليبي كان بمثابة quot;حارس البوابةquot; بين قيادة القاعدة والفروع التابعة لها في اليمن والصومال والعراق وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن quot;وفاته تجعل من الصعب على قيادة باكستان التواصل مع الميدانquot;، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية.

لكن الأذرع التابعة لتنظيم القاعدة لا تعتمد على نواة مركزية لتنظيم القاعدة. ففي الواقع، أظهرت المستندات التي تم استردادها من مجمع بن لادن في باكستان استياءه من أعمالهم وندمه على quot;تشويه العلامة التجاريةquot; لتنظيم القاعدة من خلال قتل العديد من المسلمين.

وتم القبض على الليبي (49 عاماً) في العام 2002، واحتجز في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، لكنه تمكن من الهرب في العام 2005. وظهر الرجل في أشرطة فيديو يحثّ فيها أتباعه على مهاجمة الغرب.

ويعتبر الليبي quot;المحفز الرئيس في الحركة الجهادية العالمية، وتحمل رسائله تهديداً واضحًا للأشخاص والممتلكات التابعة للولايات المتحدة في أنحاء العالم كافةquot;، وفقاً لموقع quot;المكافآت من أجل العدالةquot; الالكتروني، الذي كان قد عرض جائزة مالية، قدرها مليون دولار، مقابل معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه.