الفلسطينيون يترقبون نتائج الانتخابات المصرية

يترقب الفلسطينيون باهتمام بالغ ما ستؤول إليه الأمور في مصر عقب الانتخابات التي جرت، مؤخرا، وجولة الإعادة التي ستكون منتصف الشهر الجاري، حيث توقع البعض أن تتعزز العلاقات المصرية الفلسطينية بشكل كبير في حال فوز أي من المرشحين المصريين فيما ذهب البعض لاعتقاد أن فوز أحمد شفيق أو فوز محمد مرسي سيعزز مكانة بعض الفصائل الفلسطينية.


تنوعت آراء المواطنين والمثقفين والإعلاميين في الأراضي الفلسطينية تجاه الانتخابات المصرية ونتائجها وجولة الإعادة القادمة، حيث بدا واضحا أن البعض أحبط جراء ما آلت إليه الأمور بعد الثورة المصرية، فيما أبدى بعضهم تعاطفا مع الإسلاميين ونجاحاتهم، وذهب البعض إلى اعتبار أن ثقافة الديمقراطية ما زالت دون المطلوب في الوطن العربي.

وقال الصحافي والباحث في العلاقات الدولية محمود الفطافطة في لقاء مع quot;إيلافquot;: quot;إنه ومما لا شك فيه أن العلاقات المصرية الفلسطينية شهدت ثباتاً ايجابياً في عصر ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وإن شابها بعض من التعقيد والتوتر لا سيما بعد بروز وانتشار أقطاب متناقضة في الفكر ومتصارعة في الهدف في كلا الحيزين الجغرافيين خاصة المتمثلة بالتيار الإسلامي السياسي، متجسداً بحركة حماس في فلسطين والإخوان المسلمين في مصرquot;.

وأضاف الفطافطة: quot;كما هو معلوم فإن هناك جملة من المحددات التي على أساسها تتبلور العلاقات بين الدول، وأهمها: العامل الأيديولوجي، والديني والتاريخي والاقتصادي، والرأي العام، ومجموعات الضغط، والأقليات، والاثنيات، والجاليات، لافتا إلى أن هذه المحددات لها دور رئيس في توجيه تلك العلاقات وتحديد ماهيتهاquot;.

وبخصوص العلاقة المصرية الفلسطينية، أوضح أنه وفي حال إسقاط بعض من هذه المحددات على العلاقة المصرية ـ الفلسطينية لتبيّن أن محددات الدين والتاريخ والايديولوجيا والاقتصاد والرأي العام تشكل الأساس في هذه العلاقة.

وقال: quot;إن هذه المحددات يكون للنظام السياسي القائم في هذا البلد أو ذاك الدور الهام في تشكيلها وتحديد مصيرها ومسارهاquot;.

وعن طبيعة العلاقة وكيف كانت قبل الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس محمد حسني مبارك وأدخلت مصر عهدا جديدا، قال الفطافطة: quot;كانت العلاقة الرسمية بين الطرفين تقوم على مساعدة مصر للفلسطينيين سياسياً ومالياً، مع بعض الضغوطات التي كانت تفرض على القيادة الفلسطينية للتنازل أو quot;المرونةquot; في عدد من القضايا، وذلك لما كان للعلاقة التبعية الحاصلة من قبل النظام المصري لأميركا وإسرائيلquot;.

وعن العلاقة بعد الثورة وكيف لها أن تكون، أوضح أنه لا يمكن الجزم بطبيعة أو مضمون هذه العلاقة بالصورة الكلية، حيث إن السياسة الخارجية المصرية كالنظام السياسي المصري ما زالت في حالة ترقب لما هو قادم وينطبق عليها نظرية أو حالة quot;عدم اليقينquot; أو الغموض.

وحول كيفية العلاقة وشكلها في حال فاز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين أو أحمد شفيق، قال الفطافطة: quot;إنه وفي حال فوز الإخوان المسلمين، أرى أن العلاقة ستتعمق مع حماس على حساب فتحquot;.

وأضاف: quot;أنه وفي حال فوز شفيق فإن العلاقة ستتعمق مع فتح على حساب حماس؛ وإن كانت هنالك سياسة ثابتة وهي مساعدة مصر للفلسطينيين دون الخروج عن الخطوط الحمراء في المرحلة القادمة بمعنى آخر: لا يمكن لمصر أن تضغط على الفلسطينيين في أية مسألة مصيرية مثلما حصل إبان النظام البائدquot;.

القيادة مع خيار ما تفرزه الشعوب

ولطالما أعلنت القيادة الفلسطينية عدم تدخلها في الشأن الداخلي للدول العربية ووقفت دائما إلى جانب خيار الشعوب وتوجهاتهم.

وبهذا الاتجاه، أكد الباحث والكاتب عاطف ابو الرب في لقاء مع quot;إيلافquot;، أنه وبالنسبة إلى القيادة الفلسطينية الحالية، كما تعلن دائماً، فهي مع خيار الشعب المصري، وستتعامل مع أي رئيس قادم على هذه القاعدة.

وقال ابو الرب: quot;إن الأمر يتعلق بالجانب المصري، ولكن من وجهة نظري فإن فوز أحمد شفيق سيكون امتدادًا للماضي، مع تحسينات في الأداء في ما يتعلق بالملف الفلسطيني، خاصة بخصوص المفاوضات المتعثرة مع الجانب الإسرائيلي، فشفيق يمثل امتدادا أفضل إلى درجة ما من النظام السابقquot;.

وأضاف: quot;أما مع فوز مرسي، فاعتقد أن الأمور ستختلف خاصة إذا ما استمر الانقسام الفلسطيني، حيث سيكون اهتمام مرسي، وكذلك الحكومة المصرية القادمة بدعم قطاع غزة، على قاعدة قد نختلف معها، ولكن سيكون لغزة ما لا يكون للضفة الغربية، لأن حماس ترى في الأخوان المسلمين امتدادا لسلطتها في غزة، وهذا أمر مستوعبquot;.

وأعرب عن أمله في أن ينتهي الصراع الفلسطيني الفلسطيني، وأن يكون الموقف الفلسطيني ما يحدد مسيرة العلاقات مع أي قطر عربي.

بدورها، قالت المواطنة والناشطة في شؤون الأسرى، عبير بني عودة في لقاء مع quot;إيلافquot;: quot; إن لنتائج الانتخابات المصرية تأثيرات مباشرة على العالم العربي الذي ينقسم إلى معسكرين إسلامي وليبراليquot;.

وأوضحت بني عودة، أن فوز الإسلاميين سيكون من صالح حركة حماس التي كانت سببا في تأخير عملية المصالحة الفلسطينية حتى تتبين نتائج الانتخابات المصرية التي تؤول فيها النتائج باتجاه فوز الإسلاميين.

وعن العلاقة القادمة أكدت ان فوز الإسلاميين سيكون لصالح حركة حماس وتعزيز مكانتها وسيعزز وجود الإخوان المسلمين في الوطن العربي.

من جهتها أكدت الصحافية هنادي قدومي، في لقاء مع quot;إيلافquot; أن اغلبية الشعب الفلسطيني يترقب بحذر نتائج الانتخابات المصرية لأهميتها.

وقالت القدومي: quot;اذا فاز أحمد شفيق في الانتخابات لا شيء يتغير سوف يستمر على نهج مبارك واتفاقات غير عادلة مع اسرائيل من ناحية غزة وحصارها والاستيطان وغيره، منوهة بأن الثورات العربية تسير على النهج نفسه ولم تأت بجديدquot;.

المصريون يحددون مصير العرب

وأوضح المواطن علي أبو بكر، في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; أن المصريين سيحددون مصير العرب في انتخاباتهم الرئاسية نظرا لأهميتها وتأثيرها على المستوى العربي.

وقال أبو بكر: quot;أوشكت الشعوب العربية على تحديد مصيرها حين تقرر مصر التي تعد بوصلة الأمة العربية مصير انتخابات الرئاسة في جولة الإعادة القادمةquot;، مؤكدا أن وصول الفريق أحمد شفيق الذي يعد رجل دولة من الطراز الأول لا يعني العودة إلى نظام حسني مبارك.

وأضاف: quot;عند متابعتي انتخابات الرئاسة المصرية، قرأت أن كثرًا من الناس غير المحسوبين على النظام السابق كانوا يعتقدون أن تصويتهم للفريق شفيق هو تصويت للنظام السابق أو ضد الثورة، ولكن عند مراجعة الحسابات وقراءة نوايا الآخرين تبين لهم غير ذلك، حيث إن الرئيس المخلوع عين الفريق شفيق رئيساً للوزراء في فترة حرجة لأن الفريق شفيق رجل نظيف، وأن الكثير من القوى الثورية بدأت تشعر أن مهمة الأخوان قطف ثمار ثورتهم وتهميشهمquot;.

وبين أن الأجواء السياسية في مصر تؤشر إلى أن فئة كبيرة من الشعب المصري لا تثق بوعود الإخوان بعد تجربتهم في مجلسي النواب والشورى.

الديمقراطية غير مكتملة

وقال ضرغام الفارس مدير مواقع محافظات الشمال في وزارة السياحة خلال لقاء مع quot;إيلافquot; حول نتائج انتخابات الرئاسة المصرية: quot;ليس تعصبا ولست ادعي أني أكثر معرفة من الآخرين ولكني لست مؤمنا بالديمقراطية، فالديمقراطية في العالم العربي تعني السؤال التالي: من الأقدر على خداع الشعب وسرقة أصواته؟quot;.

وأضاف: quot; وأن لا يتبعها محاسبة للفائز ولا يتبعها أي نوع من التقييم الموضوعي لأداء من يفوز ولكنها ورغم مساوئها أفضل من فوضى الثورات وما يتبعها من ضحايا وتضليلquot;.

وأردف الفارس: quot;إن ثورة مصر: كانت انتخابات قبل موعدها، وفوزًا لمن صوت وخسارة لمن امتنع عن التصويت، رأي الشارع: خدعة كبيرة يفرض فيها مليون شخص تجمهروا إرادتهم على 70 مليونا. مهما كانت نتائج الانتخابات في مصر لن يتجه الوضع المصري نحو الأفضل، ولن يخدم الوضع القادم القضية الفلسطينيةquot;.

وأكد أن مصلحة الفلسطينيين تنصب على ضرورة لملمة الجراح وتحقيق المصالحة قبل أن تنجلي الأمور في مصر، وذلك خوفا من تصرف فوضوي أناني للإخوان في مصر يحسمون فيه الأمور لصالحهم بطريقة تجعل من الانقسام لغة شرعية ومقبولة.

وبين الفارس، أن لغة التجمهر في الشوارع (الثورات) هي لغة فوضوية وهي سوق سوداء لشراء الذمم والتدمير، وهو نهج إذا بدأه أحدهم تعلمه الآخرون وكرروه، وهي نار تحرق من يشعلها بالتداول.

وقال: quot;لن تنتهي بحكم الأغلبية ولن يعرف أحد أين الأغلبية؟ ولن تكون هناك مرجعية موحدة (ما بين قانون أو دين -مسلم أو مسيحي- وما بين دول ألقت بأموالها على طاولة لعبة القمار في ميدان التحرير).