الأسلحة الليبية تصل الى قوات الطوارق في مالي |
أشارت تقارير صحافية الى مسألة تهريب الأسلحة من ليبيا، والتي بدأت منذ اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بالعقيد الليبي معمر القذافي، تنتشر بشكل ملحوظ ويصل جزء منها الى متمردي الطوارق شمال مالي. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هناك أسلحة يتم تهريبها من ليبيا إلى قطاع غزة.
بيروت:تنتشر ظاهرة تهريب الأسلحة من الأراضي الليبية، التي يصل الجزء الأكبر منها إلى متمردي الطوارق الذين يسيطرون حالياً على منطقة شمال مالي، بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط.
واعتبرت صحيفة الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot; أن مسألة تهريب الأسلحة من ليبيا بدأت منذ اندلاع الانتفاضة الليبية التى أطاحت بالعقيد الليبي معمر القذافي، حيث إن كميات كبيرة من الأسلحة قد تم نهبها وبيعها في السوق السوداء خلال تلك الفترة، موضحة أنه من الصعب تتبعها، ومن المستحيل تقدير عددها.
سهولة الحركة في المناطق النائية التي تمتد على الحدود مع تشاد والنيجر، ساعدت العديد من المهربين في مدينة الزنتان على بيع الذخائر للميليشيات المسلحة في منطقة الساحل جنوب الصحراء.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هناك أسلحة يتم تهريبها من ليبيا إلى قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس الفلسطينية، من خلال الأنفاق المتواجدة في صحراء سيناء.
أما تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب، والذي يرتبط بعلاقات مع تجار المخدرات والسلاح، فقد تمكن من الحصول على الأسلحة من ليبيا منذ شهر آذار (مارس) 2011، وفقاً للصحيفة.
وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة السلطات الليبية الموقتة باتخاذ إجراءات حاسمة، لاحتواء تدفق الأسلحة إلى خارج ليبيا، معرباً عن تخوفه الشديد من زعزعة الاستقرار في منطقة الصحراء، والتي تعاني من أزمة غذاء خطيرة، إضافة إلى الأزمة السياسية التي تمر بها المنطقة.
وقال روزماري ديكارلو، نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي في مجلس الأمن في نيويورك: quot;نحن قلقون بشأن طبيعة الحدود الفضفاضة والمتداخلة بين تشاد والنيجر وليبيا، وهذا الأمر يرفع من مخاطر نقل الأسلحة، بما فيها منظومات الدفاع الجوي المحمولة (الصواريخ التي تحمل عبر الكتف والقادرة على اسقاط طائرة تحلق على ارتفاع منخفض)، عبر الحدودquot;.
لكن الحكومة الموقتة في ليبيا تمارس سيطرة نظرية فقط، فمن غير المرجح أنها قادرة على تأمين حدود البلاد، خصوصاً في الجنوب، والتي تسيطر عليها القبائل المسلحة وشبكات التهريب المتنافسة وحيث الحياة تدور حول الاقتصاد غير الرسمي.
تصاعدت أعمال العنف بين القبائل المتنافسة التي تتقاتل من أجل السيطرة على طرق التهريب في ليبيا بشكل كبير هذا العام، وخلفت المعارك مئات القتلى في مدن سبها والكفرة الجنوبية. وتصاعدت حدة الاشتباكات في الآونة الأخيرة في منطقة غدامس، مركز آخر للتهريب بالقرب من الحدود التونسية والجزائرية.
يقول الثوار الذين حاربوا ضد القذافي في العام الماضي، إن إرسالهم السلاح إلى المتمردين الطوارق في مالي، الذين أعلنوا في نيسان الماضي إقامة دولة quot;أزوادquot; مستقلة للطوارق في شمال البلاد، quot;هو دعم للانتفاضة المشروعة ضد الطغيانquot;.
من جهته، يقول عبد الله، وهو أحد الثوار الليبيين الذي يقوم بتهريب السلاح: quot;إذا أراد الطوارق اضطهادنا، فسوف نشعل الثورة من جديد. أما الآن، وبعد أن أصبحت أزواد حرة، يجب على العالم كله دعم هذه الدولةquot;.
عبد الله وأصحابه يقولون إنهم يسافرون في قوافل صغيرة على طول الطرق القديمة التي كانت تستخدم في السابق، لنقل الملح من خلال النيجر أو الجزائر، ويهربون بنادق حربية من نوع كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وصواريخ غراد للحركة الوطنية لتحرير أزواد.
هذا التمرد قسّم مالي إلى قسمين، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد اشتباكات واضطرابات سياسية وانقلابات عسكرية، أدت إلى الإطاحة بحكومة الرئيس أمادو توماني توري.
عانى الطوارق طويلاً من التمييز الاقتصادي والاستبعاد السياسي. وينتشر هؤلاء في جميع أنحاء الصحراء - مالي والنيجر وليبيا والجزائر. وقد تم استغلال أراضيهم من قبل شركات النفط والتعدين التي مُنحت امتيازات التنقيب من قبل حكومات المنطقة.
ويقول عبد الله: quot;أزواد صارت حرة، لكن غير معترف بها من قبل الدول الأجنبية. إذا سيطر الطوارق في الصحراء، لن يكون هناك أي خطر هناquot;.
التعليقات