تمكنت السلطات الليبية من استعادة سيطرتها على مطار طرابلس بعدهجومكتيبة مسلحةارغمت حركة الملاحة الجوية على التوقف. وأثار هذا الهجوم المخاوف من تحركات المجموعات المسلحة التي تهدد الاستقرار.


طرابلس: هاجمت كتيبة ليبية مسلحة مطار طرابلس فجمدت حركة الملاحة الجوية، وذلك للتنديد بالعملية الغامضة لـquot;خطفquot; قائدها، مما اثار المخاوف من تحركات المجموعات المسلحة التي تهدد استقرار ليبيا الجديدة، قبل أن تتمكن السلطات من طردها وتستعيد السيطرة على الوضع.

واوضحت السلطات أن المطار سيبقى مقفلاً امام الملاحة الجوية لأسباب تقنية لمدة 24 ساعة. وكان عشرات الرجال المسلحين من كتيبة الاوفياء في مدينة ترهونة على بعد نحو ستين كلم جنوب شرق طرابلس، دخلوا الى مدرج المطار على متن آليات مسلحة ودبابة واحدة على الاقل ومنعوا اقلاع أو هبوط أي طائرة.

واعلن مصدر في مطار طرابلس أن quot; هناك سيارات مزودة بمدافع مضادة للطائرات ومسلحين يحوطون بالطائرات ويمنعونها من التحرك. بعضهم اجبر مسافرين على النزول بعدما صعدوا الى الطائراتquot;. واكدت وكالة الانباء الليبية الرسمية نقلاً عن شهود، وقوع هذا الهجوم، لافتة الى أن المهاجمين يريدون الضغط على الحكومة الليبية لكشف قضية خطف زعيمهم ابو عجيلة الحبشي.

واضافت الوكالة أن المسلحين اطلقوا النار في الهواء واصابوا احد موظفي المطار بجروح طفيفة ما أثار الذعر بين المسافرين. وكان المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي اعلن في وقت سابق أن تحقيقًا تم فتحه لتحديد ظروف فقدان قائد كتيبة الاوفياء.

وبعد الظهر، هدأ الوضع في المطار على الرغم من التوتر الظاهر. واعلن احمد الاسطا احد سكان طرابلس الذي كان يستعد للسفر الى روما أن quot;عناصر من كتيبة الاوفياء دخلوا الى الطائرة. كانوا مسلحين وارغمونا على مغادرة الطائرةquot;.

ووصل قادة قبائل الى المطار بعد الظهر للتفاوض مع المهاجمين. وبعد وقت قصير، تمركزت عشرات الآليات المسلحة العائدة لثوار سابقين في طرابلس في المطار ما زاد من التوتر. وسمعت عيارات نارية متقطعة. لكن لم يكن واضحًا ما اذا كان الامر يتعلق بمواجهات أو اطلاق عيارات نارية للتخويف.

وبعد فشل المفاوضات مع الكتائب المسلحة، اعلن مسؤول كبير أن السلطات الليبية استعادت الاثنين السيطرة على مطار طرابلس الدولي بعدما استولت كتيبة مسلحة على المدرج وعطلت حركة الملاحة الجوية فيه.

وقال مساعد وزير الداخلية الليبي عمر الخضراوي للصحافيين في العاصمة إن quot;السلطات باتت تسيطر في شكل تام على المطارquot;، لافتًا الى اعتقال عشرات من المهاجمين ومصادرة اسلحتهم. وكان المجلس الوطني الانتقالي سمح لوزارتي الداخلية والدفاع بـquot;استخدام كل الوسائل الضرورية وحتى القوةquot; لاستعادة المطار.

وقال الخضراوي إن قوات الامن اجتاحت المطار بعد فشل المفاوضات. واوضح المسؤول الليبي أن quot;بعض المهاجمين لاذوا بالفرار واستسلم بعضهم من دون مقاومةquot;، مضيفًا أن ما بين 30 الى 40 شخصًا اعتقلوا.

وبحسب الخضراوي، فإن quot;مخربينquot; فجروا مستودعًا واحرقوا حقولاً في محيط المطار. وقال: quot;سنبلغ شركات الطيران أن المطار سيبقى مقفلاً في الساعات الاربع والعشرين المقبلةquot;، مشيرًا الى وجوب حل بعض المشاكل التقنية قبل السماح باستئناف الرحلات الجوية.

وكانت شركة الخطوط الجوية التونسية المملوكة للدولة اعلنت إلغاء رحلتين كانتا مقررتين الاثنين بين مطار قرطاج الدولي في العاصمة تونس ومطار طرابلس الليبي الذي تعطلت فيه حركة الملاحة الجوية بعدما اقتحمته كتيبة مسلحة. وعزت الشركة في بيان إلغاء الرحلتين الى quot;دواعٍ أمنيةquot;.

وأوضحت سلافة المقدمي المتحدثة الإعلامية باسم quot;الخطوط (الجوية) التونسية أن الشركة تسيّر من مطار قرطاج ما بين رحلتين وثلاث رحلات يوميًا نحو مطار طرابلس وما بين رحلة ورحلتين أسبوعيًا نحو مطار مصراتة (غرب ليبيا) وثلاث رحلات أسبوعيًا نحو بنغازي (شرق ليبيا).

وتسيّر شركة الخطوط الجوية التونسية أيضًا رحلتين في الاسبوع بين مطار جربة (500 كلم جنوب العاصمة تونس) ومطار طرابلس. وبحسب العقيد الشيخي، فإن المفاوضين كانوا يحاولون اقناع quot;المجموعات المهاجمة بالانسحاب من المطار لتفادي اللجوء الى القوةquot;، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الليبية.

وفي معرض ادانته للهجوم على المطار، اعتبر أن هذا quot;العمل يسيء الى سلطة الدولة ومؤسساتها السياديةquot;. وتأتي اعمال العنف هذه في حين يحاول النظام الجديد أن يؤكد للسكان والمجتمع الدولي قدرته على ضمان الامن في البلد عشية انتخابات مجلس تأسيسي يتوقع أن تنظم هذا الشهر.

ودعت الولايات المتحدة التي كانت أحد ابرز المساهمين في عملية الحلف الاطلسي التي أدت الى الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، الى quot;الهدوء وضبط النفسquot; بعد احتلال المطار. وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر دعا الليبيين الى quot;الالتزام بالعملية السياسية لحل كل التظلمات التي يمكن أن يواجهوهاquot;.

وكانت السلطات الليبية قامت بدمج آلاف من المتمردين السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي طيلة الاشهر الثمانية للثورة الليبية، في وزارتي الداخلية والدفاع، لكن كتائب عدة مزودة بسلاح ثقيل تطالب بدمجها من دون حلها.

وتواصل بعض هذه الكتائب مراقبة الحدود او ضمان الامن في مناطق عدة، لكنها لا تتردد في استخدام السلاح لارغام السلطات على الرضوخ لشروطها. وقد ذاقت بعض هذه الكتائب طعم سلطة السلاح وترفض التخلي عنه، الامر الذي يثير استياء السكان المدنيين الذين تحركوا مرارًا للتنديد بهؤلاء quot;الثوار المزيفينquot;.