تشير بعد التوقعات إلى أن عودة الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى السلطة مجددا بولاية ثانية قد تمهد الطريق إلى دفن لينين،مؤسس الشيوعية الروسية بدلا من بقاء جثمانه محنطا في الساحة الحمراء في موسكو.

عندما اعلن الكاتب والمعارض السابق يوري خارياكين في البرلمان السوفيتي عام 1989 ان لينين أراد أن يُدفَن بجانب والدته في سان بطرسبورغ وان جثمانه المحنط يجب ان ينقل من ضريحه في الساحة الحمراء ، قابل البرلمان مقترحه بصيحات الغضب والاستهجان.

واصدرت اولغا اوليانوفا ابنت أخ لينين بيانا قالت فيه ان القول بأن عمها ابدى رغبة في دفنه بجانب والدته كذبة مفضوحة.

ومنذ بدأ تفكك الاتحاد السوفيتي جرت محاولات متكررة لدفن مؤسس الشيوعية الروسية تحت التراب. ولكن لم يظهر زعيم يجرؤ على اتخاذ الخطوة التي ما زال كثير من الروس ينظرون اليها بمثابة كفر.

لذا بقي لينين في مكانه حتى اليوم يزداد تشمعا مع كل عام يمر وهو يرقد في ضريحه المرمري وسط موسكو تحت اسوار الكرملين حيث اصبح معلما يزوره السياح الذين يمنعهم حراس متجهمون من رفع صوتهم أعلى من الهمس أو وضع ايديهم في جيوبهم لأن ذلك ينم عن عدم احترام للذي جاءوا يزورونه.

ولكن عودة فلاديمير بوتين رئيسا لولاية ثالثة في ايار/مايو قد يمهد الطريق الى نقل لينين من الضريح. واعاد وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدنسكي مؤخرا فتح السجال بشأن جثمان لينين عندما قال لاذاعة ايكو موسكفي ان لينين يجب ان يُدفن.

وقال ميدنسكي ان مكان الجثة هو تحت التراب مضيفا انه يؤيد دفنها بمراسم مهيبة. وأكد وزير الثقافة الروسي انه سيقيم كل المراسم المناسبة. واوضح quot;ان لينين كان شخصية عامة كبيرة وبالتالي فان الجنازة يجب ان تُشيع بكل المراسم الرسمية اللائقة مع تحية عسكرية ومواراة الجثة في مكان مناسبquot;.

واعادت تصريحات ميدنسكي التذكير بالمعاملة التي لاقاها ستالين عندما هُرب جثمانه المحنط من مكانه بجانب لينين ذات ليلة ظلماء في عام 1961 بناء على اوامر نيكيتا خروتشيف ودُفن في جدار الكرملين.

ودعا وزير الثقافة الروسي الى الإبقاء على الضريح الشهير الذي كان الزعماء السوفيت يعتلونه خلال الاستعراضات العسكرية والمناسبات المختلفة. واقترح ميدنسكي تحويل الضريح الى متحف لتاريخ الاتحاد السوفيتي يمكن ان يدر عائدا كبيرا من الزيارات.

ولكن تصريحات الوزير اثارت ضجة اضطر معها الى استجلاء موقفه. وقال ميدنسكي ان ما قاله هو رأيه الشخصي حصرا كمواطن.

وفي حين ان قطاعات من المجتمع الروسي بينها الكنيسة الارذثوكسية تؤيد فكرة دفن لينين فان قطاعات أخرى تعارض ذلك بقوة. ويتخذ الحزب الشيوعي ، ثاني اكبر الأحزاب الروسية ، موقفا معارضا بشدة. واقترح فريق ثالث حسم القضية باستفتاء شعبي.

وكان زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف اعلن عام 2009 ان اي حديث عن ازالة جثمان لينين واعادة دفنه quot;هو بكل بساطة استفزازquot;. وقال quot;ان أي محاولة لابتذال الفترة السوفيتية أو اعادة كتابتها والانتقاص من ذكرى لينين هي محاولة لتقويض سلامة الاتحاد الروسيquot;.
ولكن كثيرا من الشيوعيين هم الآن في سن الشيخوخة وان تصريحات وزير الثقافة الروسي تبين ان هناك تأييدا متعاظما لدفن لينين.

واشارت صحيفة الغارديان الى ان استطلاعا أُجري في نيسان/ابريل الماضي اظهر ان 56 في المئة من الروس يؤيدون نقل جثمان لينين بالمقارنة مع 46 في المئة قبل ست سنوات.

وقال رئيس جمعية مكاتب الرهان الروسية اوليغ جورافسكي لصحيفة ازفستيا مؤخرا ان الرهانات تتزايد على دفن لينين في عام 2013.