يجمع مواطنون تحدثت إليهم quot;إيلافquot; على أن أزمة الكهرباء في العراق مفتعلة من قبل السياسيين، وأن هناك مصالح لدى الكثير منهم تمنع حل هذه الأزمة وهو ما يجعل سكان العراق يعيشون ظروفًا بالغة الصعوبة في ظل اجواء الصيف الحارة.


يشكك العراقيون في أن أزمة الكهرباء مجردة من أية عوامل سياسية تؤثر في وصولها اليهم بإنتظام .. وهم بدأوا يقولونها بصراحة أن الخلل الذي يصيب توزيع الطاقة الكهربائية للمواطنين سببه سياسي بحت، فالاطراف السياسية التي تتنازع في ما بينها ترى في مسألة الكهرباء ضرورة للصراع، فكلما قلت ساعات تجهيز المواطن بها كلما امتدت ايام الصراع .

ويؤكد العراقيون أن قضية الكهرباء اصبحت تتجاذبها الاحزاب والكتل السياسية فيما المواطن يعيش في اسوأ ساعاته طوال نهارات الصيف ولياليه التي تزداد فيها الحرارة الى الحد الذي يفقد الانسان فيه صبره ولا يجد امامه سوى انتظار الفرج. فالوضع الكهربائي في العراق، في هذه الايام التي هي بداية اشهر الصيف العراقي الساخن، مزر للغاية، فساعات وصول التيار الكهربائي لا تتجاوز الساعة الواحدة لكل خمس ساعات انقطاع، واحيانًا لا تأتي الا نصف ساعة كل خمس ساعات، فيما درجات الحرارة تزداد ارتفاعًا بشكل غير طبيعي يرافقها شح في المياه، اذ ان البيوت تنتظر ما بعد الثانية عشرة ليلاً لكي تملأ الخزانات لتستخدم الماء في مبردات الهواء بينما من يمتلك مضخة ماء يستحوذ على ماء شارع كامل في الحي السكني.

العراقيون quot;يشيعونquot; الكهرباء

فالكهرباء في العراق التي اصبحت لها وزارة خاصة منذ عام 2003 لم تكن جيدة أبدًا رغم مرور تسع سنوات فيما الوعود التي تضرب للناس في الشتاء تذهب جفاء مع اول ايام الصيف فتترك الامور لاصحاب المولدات الاهلية لكي يتلاعبوا بمقدرات الناس، فتكون اموالهم واوقاتهم نهبًا لأمزجة اصحاب المصالح، فيما المولدات الكهربائية الصغيرة التي تملأ الاسواق تثير ملايين التساؤلات حول كثرتها والبحث في خفايا وجودها بهذه الاعداد الهائلة التي لا يخفي العراقيون دهشتهم بها لكنهم يردون مرجعها الى الساسة من التجار أو الى التجار من اصدقاء الساسة الذين يتحكمون بواقع الحال وفي ايديهم مفاتيح محطات الكهرباء فيطفئونها متى شاؤوا لكي تباع هذه البضاعة .

ويصر العراقيون على القول إن الكهرباء متوفرة لكن السياسة تتحكم فيها، وحتى حينما حاول مراسل quot;إيلافquot; التحدث مع من له اطلاع على احوال الكهرباء من داخل وزارتها رفض الحديث تمامًا لكنه اشار الى أن هناك مصائب وراء ذلك، وقال : ما خفي كان اسوأ.

ويعاني العراق من نقص حاد في الطاقة الكهربائية حيث لا تزال الشبكة الوطنية غير قادرة على توفير إمدادات الكهرباء لأكثر من ساعات قليلة في اليوم، وتأتي الانقطاعات المتكررة في الكهرباء على رأس شكاوى المواطنين، فيما تقول وزارة المالية العراقية أن نحو 27 مليار دولار صرفت على وزارة الكهرباء بين عامي 2003 و2011 ولكن لغاية الان لم يتم حسم ازمة الطاقة بشكل تام .

وقال الكاتب رزاق محمد حسن: كثيرًا ما كنا نسمع عندما كانت القوات الاميركية في العراق أن هؤلاء محتلون وغزاة وأن مشكلة الطاقة الكهربائية مقصودة منهم لاسباب يجهلها العراقيون ويعرفها الاميركيون تتعلق بالامن، ولكن الان وبعد أن (تحررنا) ومضى الاميركيون وبقينا .. بقى الحال كما هو عليه، بل انه ازداد سوءًا، فلا قطع مبرمج، بل أن الكهرباء اصبحتمنسية، لا نعرف متى تأتي ولا نعرف كم تبقى، ففي لمح البصر تأتي لتلقي علينا التحية ومن ثم تذهبquot;.

وأضاف حسن:quot; لكن الاوراق انكشفت وبدأنا نعرف الحقائق، بعد أن بدأت المهاترات ما بين السياسيين والوزراء، كلما علمنا أن هناك تجارة ومضاربات بين السياسيين أنفسهم، فهذا تجارته المولدات الكهربائية وذلك لا يريد أنيقول الناسإن الحكومة حلت مشكلة الكهرباء لكي يبقى حظه مضمونًا في الانتخابات المقبلة، وذلك لديه عناصر في المحطات الكهربائية للاحياء السكنية فيفرض عليهم قطع الكهرباء في اوقات الظهيرة كي تشتم الناس الحكومة والوزارة لذلك اعتقد أن الكهرباء يتلاعب فيها السياسيونquot;.

وقال محمد حمدي العزاوي، وهو مهندس يعمل سائق سيارة أجرة: انا لا اشك مطلقًا أن السياسة تدخل في قضية الكهرباء، السياسيون يتعاركون بها وكل واحد يريد أن ينتصر على الآخر بها، والضحية هو المواطن، وآه .. يا مواطن يا مسكين يا عائشا في الذل، هل تتوقع ان اسوأ ساعاتي هي التي فيها اذهب لاستعطف صاحب المولدات الاهلية لكي يشغلها من جديد، اشعر بالذل حين ينظر الي ويبتسم أو حين انتظر عنده، فهؤلاء يلعبون بنا ويقهروننا اشد القهر، لماذا ؟ لان الحكومة غير قادرة على توفير الكهرباء، وألوم جميع السياسيين الذين ابتلينا بهم .. إن القضية فيها (سر)، وانا على يقين أن الاميركيين قادرون على اضاءة العراق ولكنهم لم يفعلوا، وانا على يقين ان الكهرباء موجودة لكنّ السياسيين يحاربوننا فيها ويتحاربون في ما بينهم، فوزير الكهرباء الذي يعطي الناس كهرباء جيدة فسوف يكون افضل وزير في العراق، وهذا لا يريده الآخرون، دعني بقهري فسوف انفجرquot;.

اما راسم المنصوري، وهو موظف في وزارة النفط، فقال : طالما سمعنا وقرأنا أن وزير الكهرباء يرمي اللوم على وزارة النفط، ووزير النفط يرمي السبب على المشتقات النفطية، فيقول لا استطيع توفير كمية مناسبة من الوقود لاسباب لا استطيع البوح بها ولكن في كلام لرئيس الوزراء سمعته يقول انا استطيع حل المشكلة بظرف اشهر لكنّ رفقائي السياسيين لا يدعمونني لانهم يعتقدون انني سأستغلها لرصيدي بالعملية السياسية، تصور أنه قال هذا الكلام علنًا، ومن كلامه فهمت أن الموضوع مشكلة سياسية لا تحل في القريب العاجل، والخاسر هو المواطن المسكين الذي لا نهاره نهار ولا ليله ليل quot;.

وقالت السيدة ام ايهاب : قد لا افهم في السياسة ولا اعرف السياسيين ولكن الظاهر ان قضية الكهرباء ليست خالية، يعني لابد من وجود خلل اكبر فالسياسة التي تفجر الناس الابرياء وتقتلهم اكيد هي السبب في انقطاع الكهرباء المستمر، السياسيون يتقاتلون في ما بينهم، كل واحد يريد ان يقول للناس انه الافضل والاخرون يرفضون هذا نحن متضررون فقط وهؤلاء النائمون في المنطقة الخضراء لا يهمهم شيء، والله .. السياسة هي السبب في عدم وجود كهرباء.