يبدو أن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وإسرائيل ستكون متوترة منذ البداية، وفي الوقت الذي اتهمت فيه أطراف إسرائيلية الجماعة في مصر بالوقوف وراء إطلاق صواريخ السبت الماضي من سيناء على إسرائيل، تنفي الجماعة صلتها بالحادث، وتؤكد أنها ستحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل.


الالتباس الحاصل حول إطلاق صاروخي quot;غرادquot; على جنوب اسرائيل من شبه جزيرة سيناء المصرية يوم الجمعة يهدد بتعكير صفو العلاقات الديبلوماسية الحساسة بين اسرائيل وجماعة الاخوان المسلمين.

وأطلقت صواريخ الغراد على منطقتي quot;متسبيه رامونquot; وquot;عوفداquot; في النقب، على بعد مسافة 50 كيلومترًا من إيلات، يوم السبت، الأمر الذي اثار بلبلة في العلاقة بين الجماعة التي اتُهمت بالعملية، وإسرائيل التي تقلق من quot;حكم الإخوانquot; في مصر.

اعتبرت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; أن الدولة اليهودية تراقب جارتها وحليفتها السابقة بعين من القلق، في الوقت الذي تشهد فيه مصر عملية انتخابية رئاسية حاسمة.

وتشعر إسرائيل بالقلق من صعود رئيس من جماعة الإخوان، الأمر الذي سيؤدي إلى آثار أمنية مترتبة على انتصار الاسلاميين في الانتخابات، في الوقت الذي تشير فيه التحليلات وتقارير وسائل الاعلام المحلية إلى أن الجماعة هي المسؤولة عن اطلاق الصواريخ.

تظاهرة تطالب بطرد السفير الإسرائيلي من مصر

فى السياق نفسه، نقلت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية عن مسؤولين سياسيين في إسرائيل زعمهم أن إطلاق الصواريخ تم بطلب من مسؤولين كبار في جماعة الإخوان المسلمين، موضحة أن تصريحات المسؤولين تأتي في ضوء التطورات المقلقة في العلاقات بين مصر وإسرائيل، خاصة مع حسم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مصر.

وأوضح المسؤولون أن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الصواريخ إلى مثل هذه المناطق، وأن عملية الإطلاق تمت من قبل خلية بدوية ناشطة في سيناء، وتعمل بوساطة توجيه من حركة quot;حماسquot;.

هذه المزاعم نفاها المستشار السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، الذي استبعد أن تكون جماعة الإخوان المسلمين وراء إطلاق الصاروخين. ورأت الصحيفة أن تصريحات جلعاد أتت في سياق quot;التخفيف من حدة التوتر في العلاقاتquot;، إذ اعتبر أنه quot;من المبكر القول من هو المسؤولquot;.

في حين أن جماعة الاخوان المسلمين أكدت على علاقتها quot;المعتدلةquot; بإسرائيل، إذ قال المرشح الرئاسي عن الحزب محمد مرسي إنه لن يتراجع عن اتفاق السلام مع إسرائيل، إلا أن الآخرين داخل الحزب أظهروا مواقف أكثر عدائية.

في اجتماع حاشد في أوائل شهر أيار/مايو، عرّف مرسي زميله صفوت حجازي المتحدث الرئيس في الحدث، باعتباره الزعيم الذي سيقوم بـ quot;تحرير القدس وجعلها عاصمة للعالم العربي المتحد الجديدquot;.

وعلى الرغم من جهود المسؤولين الإسرائيليين في استبعاد أي صلة بين الصواريخ غير المبررة والطامحين في الانتخابات المصرية الرئاسية، أعرب السكان المحليون في إيلات عن مخاوفهم من أن هذا الحادث هو دليل على ما سيحصل في حال نجح الإخوان في الوصول إلى سدة الرئاسة.