دعا سفير الولايات المتحدة في سوريا روبرت فورد الجيش السوري إلى دعم ثورة الشعب ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وإلا فأن الخيار سيكون مواجهة المحاكمة الجنائية في المستقبل.


دمشق: بعد الدور الواضح الذي سعى من خلاله سفير الولايات المتحدة لدى سوريا، روبرت فورد، قبل استدعائه من هناك في شباط/ فبراير الماضي، لدعم المعارضة السورية في مواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ها هو يواصل دعمه ومؤازرته للثوار، مرتكزاً في ذلك على موقع فايسبوك، بعدما حذر على صفحته الخاصة، ضباط الجيش السوري من أنهم قد يُحَاكَمُوا لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بسبب إتباعهم تعليمات الرئيس الأسد.

وفي مقدمة الرسالة التي تركها على صفحته بموقع فايسبوك أول أمس الأربعاء، قال فورد quot; يمكن لجنود وضباط الجيش السوري أن يختاروا. فهل يريدون أن يعرضوا أنفسهم لمحاكمة جنائية من خلال دعمهم لأعمال الأسد الوحشية ضد الشعب السوري؟quot;

سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبرت فورد

ثم تحدث فورد عن الملابسات الخاصة بدولة يوغوسلافيا السابقة، منوهاً إلى أن 161 شخصاً، من بينهم أعضاء بارزين وآخرين غير بارزين تماماً في الجيش، قد أدينوا من قبل المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة للتحقيق في جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية طالت أفراد مقاتلين وغير مقاتلين.

وعاود فورد ليقول في نفس السياق إن الخيار البديل لقوات الأسد المسلحة هو أن quot;تساعد في تأمين دور الجيش الاحترافي في دولة سورية تسودها الديمقراطية، من خلال دعم الشعب السوري ونقله إلى ديمقراطية شاملة ومتسامحة وممثلة تحترم حقوق الإنسان وتعامل بعدل وإنصاف جميع الطوائف المكونة للدولة السوريةquot;.

وأوضحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن ذلك الجهد الذي يقوم به السفير فورد للوقيعة بين الأسد ومسؤولي الجيش جاء في الوقت الذي تتدبر فيه القوى الغربية محاولة أخرى بمجلس الأمن من أجل استصدار قرار بشأن سوريا، خاصة وأن المجلس مخول له إمكانية إحالة القضايا للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

ونوهت ساينس مونيتور كذلك إلى أن التعليق الذي تركه فودر على فايسبوك تلاه بأقل من 24 ساعة انشقاق طيار سوري، بعدما لاذ بالفرار بطائرته من طراز ميغ-21 روسية الصنع إلى الأردن، حيث طلب بمجرد وصوله الحصول على حق اللجوء.

ومن الجدير ذكره أن قادة غربيين يتحدثون منذ عدة أشهر عن أن الأسد من الممكن أن يواجه نفس مصير قادة من أمثال الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش والسوداني عمر البشير. وسبق لوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن أشارت في شهر شباط/ فبراير الماضي إلى أنه ينبغي معاملة الأسد باعتباره مجرم حرب.

وفي نفس الوقت، بدأ يتحدث قادة آخرون حول العالم عن إمكانية تقديم ملاذ آمن للأسد، في مقابل إنهاء أعمال العنف في سوريا، وتمهيد الطريق لعملية انتقال سياسي.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن ريتشارد ديكر، مدير برنامج العدالة الدولية في منظمة هيومان رايتس ووتش، قوله :quot; تأمل الولايات المتحدة في إخراج الأرنب من القبعة : وذلك من خلال سعيها إتمام عملية نقل سلطة في سوريا تشتمل على بطاقة مجانية ضمنية للخروج من دائرة الاشتباه بالنسبة للرئيس بشار الأسد وأتباعه ومعاونيهquot;.

وأضاف ديكر أن بمقدور المحكمة الجنائية الدولية أن تتدخل، إن أحال مجلس الأمن الملف السوري إليها، على غرار ما حدث في الشأنين الليبي والسوداني. وفي البيت الأبيض، أثنى تومي فيتور، متحدث باسم مجلس الأمن الوطني، على خطوة انشقاق الطيار السوري، حتى مع ترديده الدعوة التي وجهها فورد لضباط الجيش السوري بأن يقفزوا من سفينة قائدهم وأن يبعدوا أنفسهم بعيداً عن quot;تصرفات النظام البشعةquot;.