خطة أميركية روسية لحل الأزمة السورية

تعمل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على ايجاد حل دبلوماسي لايقاف مسلسل العنف المستمر في سوريا منذ أكثر من عام، والذي يودي بحياة المئات، بالاعتماد على جزء واحد فقط من خطة الست نقاط التي يروج لها كوفي أنان نيابة، وهو الانتقال السياسي في سوريا وتنحي بشار الأسد.


بيروت: بريطانيا والولايات المتحدة تعملان على مبادرة ديبلوماسية جديدة لايجاد وسيلة للخروج من المأزق السوري، في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في روتين من العنف اليومي الذي يهدد بتداعيات إقليمية خطيرة.
تبدو هذه المحاولة بمثابة تسديدة بعيدة المدى، تعتمد كلياً على موافقة روسيا ولا خيار آخر يلوح في الأفق.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;غارديانquot; أن التفاصيل ما زالت غير واضحة، لكن هذه الخطة تتم بالاتفاق بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وتعتمد على جزء واحد فقط من خطة الست نقاط التي يروج لها كوفي أنان، نيابة عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذه النقطة الأساسية هي الانتقال السياسي في سوريا وتنحي بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن هذه المحاولة قد لا يكون نصيبها النجاح، إلا أن الأيام الاخيرة التي شهدت عنفاً غير مسبوق، جعلت أي اقتراح يستحق المحاولة.

منذ أيام قليلة، كانت منظمة الصليب الأحمر الدولية تتوسل السماح لها بالدخول لمساعدة المدنيين المحاصرين في مدينة حمص بعد 10 ايام من القصف المتواصل. وقال أنصارالمعارضة إن معارك ضارية تدور بين الثوار والقوات الحكومية منذ ليلة امس الاربعاء.
ونقلت الصحيفة عن الناشط أبو يزن، قوله: quot;انهم يطلقون قذائف الهاون والصواريخ في المدينة، وهناك قتال عنيفquot;.

وسط الكآبة من تعميق الأزمة، صممت الولايات المتحدة وبريطانيا على اتخاذ هذه الخطوة لإغراءالأسد بالتوجه نحو المفاوضة، والعرض الجديد الذي سيقدم له هو quot;ممر آمنquot; لحضور مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة تشكيل حكومة جديدة وخروجه من السلطة. وهذا يتطلب على الأقل تعليق حظر السفر المفروض عليه من قبل الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت الصحيفة أن العنصر الأكثر اهمية في هذا الاقتراح هو quot;العفوquot;، فالأسد ndash;على عكس الزعيم الليبي معمر القذافيndash; لم يطلب من قبل المحكمة الجنائية الدولية ndash; كما يعتقد كثيرون انه يجب أن يكون بعد أن تسببت قواته بمقتل نحو 15000 شخص.

حتى أن كلمة quot;حصانة من الملاحقة القضائيةquot; تبدو جريئة بعض الشيء، ومن الواضح أن النموذج الذي يتم اتباعه هو المرحلة الانتقالية في اليمن التي تعتبر دولة مختلفة جداً عن سوريا.
ويرى مسؤولون بريطانيون أن الإحتمال ضئيل بأن تقوم روسيا بالضغط على الأسد للتنحي، وعلى الرغم من محاولاتها الديبلوماسية السابقة، فإنها فشلت في إقناع حليفها.

أما العقبة الأخرى في سياق التوصل إلى اتفاق، هي أن الأسد من غير المحتمل أن يوافق على هذا الإقتراح، في الوقت الذي يستبعد فيه المعارضون أن يتفاوض الأسد بحسن نية.
وفي ظل الجو الطائفي المشحون، فمن غير المرجح أن يؤدي تنحي الأسد إلى ايجاد حل لأقرب مستشاريه والدائرة الضيقة المحيطة به، فضلاً عن المجتمع العلوي الأوسع الذي يهيمن على قوات الامن والمخاوف من الانتقام من جانب الغالبية السنية.

واعتبرت الـ quot;غارديانquot; أن انان قد يوافق على هذه المحاولة، لأن الإعلان عن quot;وفاة خطة السلامquot; سيكون خطوة خطيرة للغاية. لكن الحقيقة المرة هي أن جميع أجزاء خطة السلام قد تم تجاهلها: لا النظام ولا المعارضة احترمت وقف اطلاق النار النظري، لم يكن هناك أي سحب للأسلحة الثقيلة من المدن، لا توجد حرية لوصول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام، ولم يتم الإفراج عن السجناء. وإضافة إلى ذلك، انسحب المراقبون الدوليون من سوريا بعدما وجدوا أن مهمتهم تقتصر فقط على الإبلاغ عن المجازر وليس منعها من الحصول.

ازداد الصراع سوءاً في الاسابيع الاخيرة مع الاستخدام الروتيني للقصف المدفعي وطائرات الهليكوبتر الحربية والهجمات. ويقول المقاتلون من الجيش السوري الحر إنهم يتمكنون من الحصول على الأسلحة من الدول المجاورة، لكنها ليست كافية لهزيمة قوات الرئيس الأسد.
ونفذ ارهابيون غير معروفين تفجيرات تحمل بصمات القاعدة في سوريا، وحذّر مسؤولون في الامم المتحدة من أن أحداث الثورة السورية باتت أشبه بـ quot;حرب اهليةquot;.

ويصر نظام الأسد على مقولة أنه يقاتل quot;عصابات إرهابية مسلحةquot; مدعومة من العرب والغرب واسرائيل، فيما ترفض المعارضة تسمية الثورة بالحرب الأهلية.
وقال أحد كبار المسؤولين العرب في الأسبوع الماضي إن الأسد quot;فقد الارتباط بالواقع والسؤال هو ما إذا كان هناك وقت كافٍ ومجال للديبلوماسية الدوليةquot;.