يثير الفيتو الروسي الصيني لمنع صدور قرار اعدته الدول الغربية الخميس ويهدد بفرض عقوبات على النظام السوري شكوكا حول استمرار وساطة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان ومهمة المراقبين الدوليين التي تنتهي الجمعة.
نيويورك: الفيتو المزدوج هو الثالث الذي تستعمله القوتان العظميان لمنع الدول الغربية من ممارسة ضغوط على دمشق منذ بداية النزاع في سوريا قبل 16 شهرا. واستعملت الدولتان الفيتو في 4 تشرين الاول/اكتوبر و4 شباط/فبراير.
وحصل مشروع القرار على 11 صوتا مؤيدا وامتنعت باكستان وجنوب افريقيا عن التصويت.
واثار الفيتو الروسي الصيني انتقادات حادة من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والبرتغال التي اقترحت النص.
وقالت المبعوثة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان مجلس الامن الدولي quot;فشل فشلا ذريعاquot; بشان سوريا، مؤكدة ان واشنطن ستعمل الان خارج المجلس لتشديد الضغوط على النظام السوري.
واعلن السفير الفرنسي جيرار آرو quot;من الواضح ان روسيا لا تريد الا منح النظام السوري المزيد من الوقت لسحق المعارضةquot;.
لمتابعة تطورات الثورة السورية يرجى النقر على الصورة |
وتابع السفير الفرنسي مخاطبا حكومتي نظيريه الروسي والصيني ان quot;التاريخ سيثبت خطأهما، التاريخ سيحاكمهما، لقد بدأ بذلك منذ الان في دمشقquot;، في اشارة الى المعارك العنيفة التي تشهدها العاصمة السورية منذ بضعة ايام.
بدوره اعرب نظيره الالماني بيتر فيتيغ عن اسفه لكون مجلس الامن quot;فوت فرصةquot; لوقف العنف في سوريا، مؤكدا ان الشعب السوري هو من quot;سيدفع الثمنquot;.
واضاف المندوب الالماني ان quot;ايام نظام الاسد معدودةquot;.
ودافع السفير الروسي فيتالي تشوركين عن موقف بلاده بالقول ان مشروع القرار سعى الى quot;فتح الطريق لفرض العقوبات وكذلك للتدخل العسكري الخارجي في الشؤون الداخلية السوريةquot;.
واضاف ان quot;خططهم لاستخدام مجلس الامن الدولي لممارسة ضغوطهم على دول ذات سيادة لن تمرquot;.
ونص مشروع القرار الغربي على فرض عقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في حال لم توقف حكومته استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضي النظام. ودافعت الدول الغربية عن موقفها مذكرة بان المشروع يهدد بفرض عقوبات اقتصادية.
واتهم السفير الصيني الاوروبيين والاميركيين بانهم ارادوا فرض موقف quot;متعنت ومتغطرسquot; وquot;ممارسة ضغوط على احد طرفي النزاعquot; فقط.
وقال جيرار آرو ان الفيتو يهدد مهمة كوفي انان لانه رفض اعطاءه quot;ادوات الضغطquot; التي طلبها.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم كوفي انان انه quot;يشعر بخيبة امل لانه في هذه المرحلة الحرجة لم يتمكن مجلس الامن من ان يتوحد ويتخذ عملا قويا ومتسقا دعا اليه (انان) وامل فيهquot;.
ونص مشروع القرار على تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة في سوريا التي تنتهي مساء الجمعة. وبعد الفيتو، بات يتعين على اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر ان يصوتوا على قرار جديد الجمعة لتقرير مصير الثلاثمئة مراقب عسكري غير مسلحين الذين انتشروا في منتصف نيسان/ابريل وعلقوا نشاطهم في حزيران/يونيو بسبب المعارك.
وقال دبلوماسيون ان الدول الاعضاء في المجلس قد تقرر تمديد مهمة البعثة شهرا واحدا فقط لاعطاء المراقبين الوقت لترتيب امورهم لمغادرة سوريا.
وفي حال تحسن الوضع الامني في هذه الفترة او في حال ارتسم حل سلمي للازمة فقد تطلب منهم الامم المتحدة البقاء فترة اطول.
وقالت سوزان رايس ان بلادها quot;مستعدة للبحث في تمديد اخير ووجيز (...) ان كان يرمي لاعطاء المراقبين والموظفين المدنيين الوقت للانسحاب بامان وبصورة منظمةquot;.
لكنها اكدت ان البعثة لا يمكن ان تستمر في حال عدم تحسن الوضع.
وتوجه كبير مستشاري الامم المتحدة العسكريين الجنرال بابكر غاي الى دمشق الخميس على ما اعلن مساعد الامين العام يان ايلياسون. كما يتجه مسؤول عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو الى دمشق في الايام المقبلة.
وسيتولى غاي شؤون البعثة بعد ان يغادر قائدها الجنرال روبرت مود سوريا الجمعة.
بان كي مون يأسف لعدم تمكن مجلس الامن من اصدار قرار حول سوريا
أعلن مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان بان كي مون quot;ياسف بشدةquot; لعدم تمكن مجلس الامن من اصدار قرار حول quot;الوضع الذي يتدهور سريعاquot; في سوريا.
وقال نيسيركي في بيان ان quot;التصويت اليوم مخيب للامل في حين كان المطلوب تحديدا مزيدا من العزم والضغط لتحقيق الاهداف التي حددها مجلس الامنquot;، وبينها وقف العنف والبدء بانتقال سياسي في سوريا.
واستخدمت روسيا والصين الخميس حق الفيتو في مجلس الامن ضد قرار للدول الغربية يهدد النظام السوري بعقوبات.
وشدد بان وفق البيان على ان quot;المرحلة خطيرةquot; وquot;المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مشتركة حيال الشعب السوريquot;.
وجدد بان دعوة الحكومة السورية الى quot;وضع حد للمجازر ووقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المدنquot;. كما دعا quot;جميع الاطراف الى وقف العنف بكل اشكالهquot;.
التعليقات