الرباط: نددت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، اكبر منظمة حقوقية في المغرب، الخميس بquot;حملات القمع والترحيل التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة جنوب الصحراءquot;، وذلك بعد ترحيل السلطات المغربية هذا الاسبوع اكثر من 500 مهاجر افريقي.

وقالت الجمعية في بيان انها quot;تحذر من استمرار الاعتداءات على المهاجرات والمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء ومن تغذية النزعة العنصرية وتحريض المواطنين المغاربة ضدهمquot;.
وطالبت الجمعية الحكومة بquot;فتح تحقيق جدي في كل الانتهاكات التي تطالهم مع تقديم المسؤولين عنها للمحاكمةquot;، مذكرة الرباط بquot;مسؤولياتها في السهر على سلامتهم وأمنهم وبالتزامتها الدوليةquot;.
ورحلت السلطات المغربية منذ الاحد وحتى الاربعاء ما يفوق 500 مهاجر، من بينهم نساء وأطفال وجرحى، في اتجاه الحدود مع الجزائر، بعدما عمدت قوات الأمن الى جمعهم من مدن مغربية عدة كالرباط ومراكش والحسيمة والناضور ووجدة.
ويحاول المهاجرون العودة الى الأراضي المغربية بعد تركهم بمحاذاة الحدود المغلقة مع الجزائر منذ 1994، حيث تعاملهم السلطات الجزائرية، بحسب الجمعية، بالطريقة نفسها التي تعاملهم بها السلطات المغربية.
وتحدث آخر تقرير ميداني للجمعية، عن ترحيل 35 مهاجرا جديدا ليل الاربعاء الخميس في اتجاه الحدود، اضافة الى 55 مصابا توزعوا بين مستشفى بمدينة وجدة وفرع منظمة اطباء بلا حدود.
وأورد التقرير شهادات لمهاجرين تحدثوا فيها عن quot;مختلف اصناف الضرب بالعصي والركل والرفس خاصة على مستوى الارجل وبين الفخذين من طرف الحرس المدني الاسباني (...) وتصويب اسلحتهم صوب صدورنا ونعتهم لنا ب+نيغرو+ (السود)quot;.
ووصفت الجمعية في بيان اصدره مكتبها في مدينة وجدة الحدودية مع الجزائر، ظروف ترحيل المهارجين بquot;اللاانسانيةquot;، مؤكدة ان هذه الظروف ترافقت مع quot;قمع وأسفرت عن اصابات خطيرة في صفوفهم (...) اضافة الى السب والشتم وكافة أشكال الإهانات وحرمانهم من تلقي العلاجquot;.
واعتبرت الجمعية ان انتهاكات حقوق المهاجرين صارت quot;ممنهجة، ولم تعد تقتصر على عنف السلطة فقط، ولكن كذلك على بلطجية مسخرين يعترضون سبيل هؤلاء المهاجرين ويسلبونهم حاجياتهم ويعتدون عليهم بالأسلحة البيضاءquot;.
واضافت انه رغم الشكاوى المتكررة للمهاجرين من هذه الاعتداءات فان quot;السلطات الأمنية لم تتخذ اية اجراءات لاعتقال ومتابعة المعتدينquot;.
ويتراوح عدد المهاجرين من دول جنوب الصحراء في المغرب، بحسب أرقام جمعيات تعمل في هذا الميدان، بين 20 و25 ألفا، بحيث صار المغرب يصنف اليوم كبلد استقبال للمهاجرين بعد ان كان مجرد بلد عبور الى أوروبا.