متظاهر مصري استولى على قنبلة غاز مسيل للدموع من الأمن

تاريخ النشر: الجمعة 14 سبتمبر الساعة: 5:15 ت. غ
أخر تحديث: الجمعة 14 سبتمبر الساعة: 11:26 ت. غ

اعتبر الرئيس المصري أن الفيلم المسيء للإسلام يحوّل الانتباه عن المشاكل الحقيقية في الشرق الأوسط مدينًا في الوقت نفسه أعمال العنف. وعلى الأثر سحبت جماعة الإخوان الدعوة إلى تظاهرات احتجاجية.


القاهرة: اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة في روما ان فيلم quot;براءة المسلمينquot; يشكل quot;عدواناquot; وquot;يحول الانتباه عن المشاكل الحقيقية في الشرق الاوسطquot; مدينا في الوقت نفسه اعمال العنف التي أثارها في المنطقة.

وقال الرئيس المصري اثر لقاء مع الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو quot;لا يمكننا قبول هذا النوع من التعدي، وهذه المحاولات لبث الفرقة. هذه الافعال غير المسؤولة لا تجلب أي خير وتحول الانتباه عن المشاكل الحقيقية، مثل سوريا والفلسطينيين وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسطquot;.

واثار فيلم quot;براءة المسلمينquot; الذي انتج في الولايات المتحدة، تظاهرات عنيفة في مصر وليبيا حيث قتل اربعة اميركيين بينهم السفير ما لبثت ان امتدت الى دول اسلامية اخرى منها اليمن حيث قتل اربعة اشخاص خلال محاولة اقتحام السفارة الاميركية في صنعاء.

واكد الرئيس المصري مجددا انه quot;يرفض باقصى قوةquot; اعمال العنف هذه. واضاف مرسي quot;في مصر لا نقبل ان يقتل ابرياء او عاملون في سفارات. من واجب جميع الحكومات حماية البعثات الدبلوماسية والسياح والممتلكات الخاصة. وعقيدتنا تحرم القتلquot;. وشدد على ان quot;السلام في العالم في حاجة الى اتصالات وتفاهم واحترام متبادل من الجميع واحترام الاديان والتنوع واختلاف الاراءquot;.

وعلى الأثر سحب الإخوان في مصر الدعوة إلى تظاهرات وطنية احتجاجية بعد صلاة الجمعة. وقال الامين العام للجماعة محمود حسين في بيان quot;نظرا لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقطquot;.

المواجهات استمرت ليلا في محيط السفارة الأميركية

وكانت الصدمات بين المتظاهرين والشرطة في محيط السفارة الأميركية في العاصمة المصرية مازالت مستمرة صباح الجمعة. ورشق متظاهرون شباب في مجموعات من عشرات الاشخاص بالحجارة قوات الامن المكلفة منع الوصول الى مقر البعثة الدبلوماسية والتي ترد بإلقاء قنابل مسيلة للدموع.

وتناثرت في محيط السفارة الحجارة ومقذوفات اخرى رشقها المتظاهرون بينما يبدو هيكل متفحم لسيارة في جادة قريبة. وينكفئ المتظاهرون بانتظام الى ميدان التحرير القريب والذي شكل مركز التظاهرات في الثورة التي حدثت مطلع 2011 واطاحت الرئيس حسني مبارك وما زالت المكان المفضل للتجمعات السياسية.

من جهتها، دعت جماعة الاخوان المسلمين اكبر قوة سياسية في البلاد والتي كان الرئيس المصري محمد مرسي ينتمي اليها، الى quot;تجمعات سلميةquot; في البلاد بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على الفيلم. وكانت التظاهرات امام السفارة بدأت الثلاثاء بآلاف الاشخاص. وتمكنت مجموعة من رفع علم القاعدة بعد إنزال العلم الاميركي.

وتواصلت مساء الخميس عمليات الكرّ والفرّ بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة بين الجانبين خلفت نحو 13 مصابا من قوات الأمن، فضلا عن إحراق 3 سيارات تابعة للشرطة.

وواصل المتظاهرون المحتشدون رشقهم لقوات الأمن بالحجارة، في وقت استمرت فيه قوات الأمن في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة إبعاد المتظاهرين عن محيط السفارة، والذين ظلوا يرددون هتافات quot;الشعب بيقول إلا الرسولquot;، وquot;أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفيرquot;.

وبدأت المناوشات بعد أن ألقى المحتجون الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وحاول المتظاهرون الغاضبون التقدم باتجاه مقر السفارة إلا أن قوات الأمن نجحت في إجبارهم على التراجع إلى ميدان التحرير القريب.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن السلطات اعتقلت سبعة وثلاثين شخصا على خلفية المواجهات الدائرة أمام السفارة الأميركية، والتي خلّفت كذلك أكثر من مئتين وعشرين جريحا بحسب مصادر طبية.

وامتدت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين إلى شوارع جانبية قرب مبنى السفارة وإلى ميدان التحرير، مهد الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد أعلن دعمه quot; للتعبير عن الرأي وحرية التظاهر والإعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات الخاصة والعامة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفاراتquot; متعهدا حماية الأجانب في مصر.

ولم تقتصر التظاهرات الغاضبة من الفيلمالمسيءللإسلامعلى القاهرة فقط فقد امتدت إلى عدة مدن وعواصم عربية وإسلامية أخرى. ففي اليمن، اقتحم مئات المتظاهرين اليمنيين السفارة الأميركية في صنعاء الخميس ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن سقوط مصابين من الجانبين.

ولجأت الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين هشموا نوافذ مكاتب الأمن خارج السفارة بالحجارة وأحرقوا خمس سيارات على الأقل قبل أن يقتحموا البوابة الرئيسة للمجمع الذي يخضع لحراسة مشددة.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله إن quot;كل موظفي السفارة في صنعاء بخير ومكانهم معروفquot;.