يتوقع ان يحظى الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس وزراء الكويت باستقبال خاص من طرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه عند الساعة الثالثة من ظهر الثلاثاء في عاصمة النور.


باريس: يزور رئيس الوزراء الكويتي باريس علي خلفية تواجده فيها ممثلا لأمير الكويت في احتفال متحف اللوفر للفن الاسلامي، لكن الرئيس الفرنسي دعاه لمحادثات سياسية وعسكرية، إذ تتوفر لدى الادارة الجديدة العزيمة في محو الاثار السلبية التي تركها عهد الرئيس المخلوع انتخابيا نيكولا ساركوزي.

وقالت مصادر فرنسية تحدثت لـquot;إيلافquot; أن الزعيم الكويتي سيلقى استقبالا مميزا نظراً لتطلع باريس الجديدة إلى quot;إرساء قيم ومثل من التعاون مع دول الخليج وفي مقدمتها الكويت يبني على درجة عالية من المسؤولية والاستمراريةquot;، بينما تعترف هذه المصادر quot;ان الادارة الفرنسية السابقة ارتكبت سلسلة من الأخطاء مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت، ولم تنجح في المحافظة على النجاحات التي تحققت في السابقquot;.

الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس وزراء الكويت

باريس تتطلع إلى أن تعطى لدبلوماسيتها الجديدة زخما من الحيوية والحركة وهو مالم تفعله الادارة المنصرمة، ففي عهد الرئيس ساركوزي كان ناظر وزير خارجيته الاول برنار كوشنير ارتكب خطا دبلوماسيا في حفل أقيم له في الرياض تحدث فيه عن الأقلية الشيعية فرد عليه مسؤول سعودي حاضر بإثارة موضوع الحزام المهمل في باريس.

بينما ارتكب الدبلوماسي العريق آلان جوبيه وزير الخارجية مع الامارات خطأ يتعلق بالجزر الثلاث في الامارات العربية المتحدة.

الحيوية الفرنسية الجديدة تقابلها حيوية كويتية اتضحت للعيان ولمتابعي الشأن الكويتي الذي غرق في المحلية كثيراً وتاه في دهاليز حل البرلمان واستقالة الحكومة وسط دوائر امتد طولها سنوات دون أن تعود بحل يرضي الأطراف المختلفة.

الكويت ربما تحاول الموازنة مع جيرانها الخليجيين النشطين جداً على كل المستويات في العالم، سياسياً واقتصادياً وغير ذلك، وربما يكون الشيخ جابر وهو الخبير في دهاليز السياسة والعسكرية قائد هذه المرحلة في تاريخ الكويت، إذ تمر الكويت كغيرها من دول العرب باضطرابات وريح قد لا تنقل العدوى ولكنها حتماً تصيب بالرشح.

والخبير الشيخ جابر تسلم مهمة حملة العلاقات الدولية من زعيم بلاده الشيخ صباح الأحمد في المملكة المتحدة بعد زيارة لأغراض متعددة قضاها في الولايات المتحدة الأميركية، ومن هناك انطلق رئيس الوزراء الجديد، وعاد أمير البلاد إلى الكويت التي يعلو صوت الإخوان والقبليون فيها يوماً بعد آخر مستغلين أي حدث أو عارض في المنطقة كلها.

عن العلاقات الفرنسية بالخليج فيبدو أن الكويت تدلل على أن هولاند وفريقه الجديد عازمان فعلا على ترميم الصورة الفرنسية التي تأثرت في دول الخليج العربي، إذ لم يكن ساركوزي أو رئيس الأثرياء كما يلقبه البعض، جيداً بما يكفي لأن يخلف مرشده رئيس فرنسا الأسبق جاك شيراك، في كيفية التعاطي مع ثقافات واقتصادات مختلفة، غير تلك التي وضعها في ذهنيته، إذ اتخذ ساركوزي موقفًا مزاجياً مغايرًا لشيراك الذي تمكن من تقوية الصلات مع العرب وخاصة دول الخليج ومن يدور في فلكها، ووربما كان النجاح الأهم لساركوزي ومعاونوه هو اختراق الحصن الخليجي وتوقيع اتفاقية لإقامة قاعدة بحرية فرنسية في الإمارات.

يبلغ حجم التبادل التجاري بين فرنسا ودول الخليج نحو 10 مليار يورو، ومن المتوقع بحسب تقديرات اقتصادية أن يفوق الـ15 مليار يورو في الأعوام المقبلة.

وأوضح تقرير صادر عن الأمانة العامة لاتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي العام الماضي، أن واردات دول مجلس التعاون الخليجي من فرنسا حققت زيادة سنوية مستمرة، حيث ارتفعت من 3.76 مليار دولار عام 2001 إلى 14.27 عام 2010، كما ارتفعت الصادرات الخليجية إلى فرنسا أيضا، ولكن بنسب أقل من تنامي الواردات، فارتفعت من 3.03 مليار دولار عام 2001 إلى 5.40 مليار دولار عام 2010.

وتؤكد هذه الإحصاءات أن الميزان التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا حقق فائضا مستمرا لصالح فرنسا، كما أنه اتصف بحالة من التنامي، فبعد أن حقق فائضا لصالح فرنسا قدره 0.74 مليار دولار عام 2001، قفز إلى 8.88 مليار دولار عام 2010، ويعود ذلك إلى ارتفاع الواردات الخليجية بمعدل أكبر من صادراتها إلى فرنسا.