أفراد أنصار الشريعة لهم تواجد قويفي شوارع بنغازي

بعد أيام على الأحداث التي سببها فيلم quot;براءة المسلمينquot; والهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل السفير هناك، ظهرت إشارات تدل على تورط أنصار الشريعة في ذلك الهجوم، الأمر الذي نفاه قادتها.


القاهرة: نفى قادة من جماعة أنصار الشريعة، هذا الفصيل الإسلامي المتشدد الذي اتهم مقاتلوه بالمشاركة في الهجوم القاتل الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الأسبوع الماضي، أن يكون لهم أي دور من قريب أو من بعيد في ذلك العمل المرفوض.

ويحظى أفراد تلك الجماعة بتواجد قوي في شوارع بنغازي، من خلال السلاح الذي يحملونه، والشعار الذي يرفعونه، ويخشى كثيرون أيديولوجيتهم العنيدة، التي ترى أن الديمقراطية أمر غير إسلامي. ويلوم عليهم البعض التورط في شن سلسلة من الهجمات، بما في ذلك تدنيس المقابر الخاصة بالجنود البريطانيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ومحاولات تدمير الأضرحة الصوفية الموجودة في المنطقة هناك.

وفي السياق عينه، أبدى مسؤولون أمنيون تذمرهم من رفض الجماعة الجهود التي كان الهدف من ورائها دمج مقاتليها في القوات الحكومية الليبية الناشئة. وفي أعقاب الهجوم الذي راح ضحيته السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين، بدأت تظهر إشارات دالة على أن أنصار الشريعة ربما كان لها دور في ذلك الهجوم.

وقد وافق اثنان من قادتها وهما محمد الزهاوي والشيخ ناصر الترشاني على إجراء حوار عبر الهاتف مع مجلة فورين بوليسي الأميركية، وهو الحوار الذي حرصا فيه على تفنيد كل التهم الموجهة للجماعة في ما يتعلق بالهجوم على القنصلية الأميركية.

وطبقاً لما ذكراه، فإن جماعتهما ليست فرعاً جهادياً تابعاً للقاعدة، بل هي كتيبة مقرها في بنغازي. وأضافا أنها أُسِّسَت مطلع العام الجاري، وتتألف من حوالي 250 رجلاً.

وتابع الزهاوي حديثه بالقول:quot;شارك رجالنا على الخطوط الأمامية في القتال خلال الحرب التي اندلعت في البلاد العام الماضي. وكانوا وقتها أعضاءً في كتائب مختلفة، بما في ذلك كتيبة 17 شباط (فبراير). وقد قرر البعض منا الانفصال وتكوين كتيبة أخرى تحمل اسم أنصار الشريعة بهدف دعم الشريعة كإطار للمرجعية في ليبياquot;.
ونفى الزهاوي والترشاني أن يكون أي من أفراد كتيبتهما قد شارك في الهجوم الذي استهدف قبل أيام مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي، وأن أياً من أفرادها لم يكن من بين الـ 50 شخصاً الذين قال المسؤولون الليبيون إنهم اعتقلوا على خلفية الحادث.

ومضيا يبرران الواقعة باعتبارها ردة فعل عاطفية على ذلك الفيلم المسيء للإسلام والنبي محمد ( ص )، لكنهم أكدا في السياق عينه على حقيقة رفضهما لما حدث عند السفارة.

وأضاف الترشاني quot;نحن لا نستخدم مثل هذا النوع من الهجوم لحل المشكلة. هذا أمر خاطئ. ولم تكن هناك نية لقتل السفير، بل إنه توفي نتيجة إصابته بالاختناق. ولم يكن يعرف الناس على ما يبدو أنه كان متواجداً داخل القنصلية وقت تنفيذ الهجومquot;.

وتابع quot;إذا تحدث أي أحد عن أن عناصر من كتيبتنا قد شاركوا في ذلك الهجوم، فنحن نطلب منه أن يأتي لنا بالدليل. فهؤلاء الذين يوجهون إلينا اللوم والاتهامات هم خصومنا من العلمانيين الذين لا يريدون أي نشاط فعال لجماعة أنصار الشريعة في بنغازيquot;.