قوات الأمن أمام السفارة الفرنسية في القاهرة |
اتخذت وزارة الداخلية المصرية إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الفرنسية لديها تجنبا لأي هجوم محتمل على خلفية نشر رسوم مسيئة للاسلام على صفحات مجلة quot;شارلي ايبدوquot;. كذلك تم تشكيل فريق قانوني يضم محامين من مصر وفرنسا، لملاحقة المسؤولين عن نشر الرسوم.
القاهرة: شددت وزارة الداخلية المصرية الإجراءات الأمنية في محيط السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي في القاهرة، وكذلك المدارس والجامعة الفرنسية، تحسباً لاندلاع أعمال عنف أو مهاجمتها غداً الجمعة مع انطلاق تظاهرات منددة بنشر مجلة فرنسية رسوماً مسيئة للرسول محمد.
وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن أي من المؤسسات الفرنسية في مصر لم تتعرض لأي أذى خلال اليومين الماضيين، ولكن وزارة الداخلية اتخذت تدابير إحترازية خشية مهاجمة السفارة الفرنسية في القاهرة على غرار ما حدث مع السفارة الأميركية في أعقاب نشر فيلم quot;براءة المسلمينquot;، مشيراً إلى أن الشرطة المصرية نشرت المئات من أفراد الشرطة بزي مدني في محيط المنشآت الفرنسية، بالإضافة إلى تكثيف الخدمات الأمنية الثابتة والمتحركة حولها. ولفت إلى أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط منزل السفير والدبلوماسيين الفرنسيين أيضاً.
وحسب وجهة نظر الدكتور نصر فريد، واصل مفتي الديار المصرية السابق، أن تكرار الإساءات للرسول الكريم يؤكد إصرار الغرب على الإستخفاف بالدين الإسلامي بحجة حرية الرأي والتعبير، وقال لـquot;إيلافquot; إن الأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة من العالم الإسلامي، ليس بالتظاهر غير السلمي وتدمير المنشآت وإثارة العنف، ودعا إلى توحيد الجهود الرسمية على مستوى الدول العربية والإسلامية في مواجهة تلك الهجمة الشرسة على الإسلام ونبيه محمد، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أنهم quot;يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركونquot;. ولفت إلى ضرورة تشكيل جماعات ضغط من السياسيين والدبلوماسيين وعلماء الدين لمقاضاة المسيئين للرسول والدين والإسلامي، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام لدى الغرب.
وفي السياق ذاته، أعلن محامي جماعة الإخوان المسلمين عبدالمنعم عبدالمقصود عن تشكيل فريق قانوني يضم محامين من مصر وفرنسا، لملاحقة المسؤولين عن نشر رسوم تسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفة quot;شارلي ايبدوquot; الفرنسية.
وأضاف أن هذه الاساءات تكررت أكثر من مرة، وبأكثر من شكل، لم يعد الأمر مقبولا، ولا يمكن السكوت عنه، مشيراً إلى أن نشر هذه الرسوم تسبب في استثارة مشاعر أكثر من مليار مسلم في مختلف بقاع الارض، وأدت لحدوث توترات عنيفة، وغضب شديد في صفوف المسلمين، الذين اعتبروا ذلك اساءة مقصودة لأقدس رموزهم الدينية، واستخفاف غير مقبول بالمقدسات والمعتقدات الدينية. وأوضح عبد المقصود أن هؤلاء يسيئون لحرية الرأي والتعبير، لأن ما حدث يمثل خروجا فادحا على هذه القيم، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان، والتى تجرم التعدي على الرموز والمقدسات الدينية.
وأكد أنه يرفض تماما، الإساءة إلى الرموز والمقدسات والمعتقدات الدينية، كوسيلة للشهرة ولفت الانتباه، محذرا من خطورة الاستمرار في ذلك، لأن من يسعون لتأجيج الفتنة، وإثارة العنف لا يدركون حجم ما قد تسفر عنه هذه الاساءة المتعمدة من أضرار على أمن واستقرار المجتمعات، بل وعلى مصالح الدول الغربية، التى تقف عاجزة عن مواجهة هذه الأفعال التي تنم عن جهل شديد بقيم ومعتقدات الشعوب الأخرى.
وأضاف أن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع، ولكن بشرط أن تكون قائمة على الإحترام المتبادل، وعدم التعدي على حريات الآخرين، وذلك حتى تحتفظ بأهميتها ودورها في خدمة البشرية، لأن ما يحدث الآن من تراشق وإساءة للرموز الدينية، يمثل إهدارا فادحا لهذه القيمة العظيمة.
وأكد على احترامه الشديد لحرية التعبير السلمي عن الرأي في مواجهة هذه الإساءات المتعمدة، باعتبار أن هذه وسيلة مثلى للرد العملي على هذا الأمر، وبيان حقيقة الحضارة الإسلامية العظيمة، التى أرسى أسسها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تقوم على السلام والمحبة والأخاء. وطالب عبدالمقصود الأمم المتحدة بضرورة إصدار قانون يجرم الإساءة إلى الأديان السماوية، وإلى الرموز والمقدسات المختلفة. كما طالب الدول التى يرتكب صحفيوها هذه الاساءات بتقديم اعتذار رسمي عن هذه الاساءة، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة بتهمة العداء للسامية، وازدراء الأديان السماوية.
أصحاب الرسوم المسيئة للاسلام |
فيما أعلنت الجبهة أنها بصدد تدشين حملة دولية بالتعاون مع quot;الحركة الشعبية لاستقلال الأزهرquot;، وبدعم من مؤسسة الأزهر الشريف، للدفاع عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ضد هذه المحاولات المتكررة، التي تنم عن حقد وكراهية للإسلام، ومواجهتها برسالة الإسلام السامية من خلال تعريف العالم كله بمن هو quot;محمد بن عبد اللهquot;، ورسالة السلام التي جاء بها، والتي هي تبيانًا للعالم كله.
وأعتبرت الجبهة أن إعادة مجلة quot;شارلي ايبدوquot; الفرنسية نشر رسوم مسيئة للنبي الكريم تم بموافقة الدولة الفرنسية، مؤكدة أن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه وستكون عواقبه وخيمة بين العالم الإسلامي والغرب، وهو ما سيؤدي إلى إعادة مفهوم quot;صراع الحضاراتquot; مرة أخرى وليس التقائها.
وأكدت الجبهة في بيان لها تلقت إيلاف نسخة منه، أن هذا الهجوم، ليفضح المخططات الغربية من جهة عدم احترامها الآخر، أو القبول بديانته بدعاوى واهية وهي عدم التعرض لحرية الرأي والتعبير، وهو الأمر المردود عليه، بعدم قدرة أي دولة غربية على التشكيك في quot;الهولوكوستquot; رغم حديث العديد من المؤرخين، ومنهم المستشرق الفرنسي روجيه جارودي، حول أن الترويج لهذه الكذبة مجرد دعاية صهيونية لكسب تعاطف العالم تجاه الكيان الصهيوني وطمس أعماله الإجرامية بحق الشعب الفسطيني المحتل.
وأعربت الحركة عن خيبة أملها بالرئيس الفرنسي quot;فرانسو هولاندquot; باعتباره غير منتمي لليمين المتطرف الذي عم أوروبا خلال السنوات العشر السابقة، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن يعمل على وقف مسلسل التحريض والكراهية المنتشر في أوروبا، ضد الإسلام والمسلمين، وأضافت: لكن يبدو أن اليمين واليسار في فرنسا هما وجهين متشابهين للصهيونية العالمية الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
التعليقات