أكد عصام محي الدين، أمين عام حزب التحرير الصوفي، أن القوى المدنية في مصر لن تتراجع عن مواجهة جماعة الإخوان المسلمين لإحباط مخططاتها الرامية إلى الهيمنة، وانتقد تقارب مصر وإيران لأنه باب خلفي لنشر التشيّع في مصر.


عصام محي الدين يؤكد أن الاخوان ليسوا اغلبية في مصر كما يصور البعض

القاهرة: كشف عصام محي الدين، أمين عام حزب التحرير المصري الصوفي، عن تحرك الحزب في سبيل إنشاء تكتل يضم كافة القوى السياسية بمختلف أطيافها، لمناهضة ما أسماه quot;أخونةquot; مصر سياسيًا.

وأوضح في سياق حواره مع quot;إيلافquot; أن حزبه وقوى سياسية أخرى رفضوا التعاطي مع الاخوان أو الدخول في ائتلاف معهم، ويرفضون هيمنة مكتب إرشاد الجماعة على مجريات الامور في البلاد.

وفي حديثه مع quot;إيلافquot;، أكد محي الدين ثبات القوى السياسية الوطنية في مصر على موقفها المعارض لانفراد الاخوان بالسلطة. أضاف: quot;وليس بخافٍ على أحد كيفية حصول مرشح الاخوان المسلمين في الانتخابات على نسبة الاصوات التي وضعته في مقعد الرئاسة، وحتى اذا لم تكن هناك شبهات في نتائج الانتخابات، فيجب على الطرف الفائز أن يعي أن منافسه الخاسر حصل على قرابة الـ50 في المئة من أصوات الشعب، ومن الضروري احترام هذه النسبة وعدم تجاهل مواقفها وتطلعاتها لمستقبل بلادهاquot;.

ثورة ثانية

شاركتم بشكل علني في مظاهرات الرابع والعشرين من آب (أغسطس) امام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة. اعتبرتموها ثورة ثانية فيما وصِفت بالمظاهرات الفاشلة. ماذا حدث؟

لم تكن هذه المظاهرات فاشلة، فعلى العكس من ذلك تماماً، ضمت مختلف القوى المدنية. وإن كانت هذه القوى فشلت في تنظيم نفسها قبل المظاهرات، إلا أنها فوجئت بحشود كبيرة تنضم إليها. غير أن التغطية الاعلامية غير الحيادية هي المسؤولة عن تقزيم المظاهرات. أستطيع القول إن هذه المظاهرات أوصلت رسالتها وأثبتت بما لا يترك مجالاً للشك أن الإخوان ليسوا أغلبية، كما يصورون أو كما يعتقد البعض.

قبل اندلاع هذه المظاهرات، حذّر الاخوان من التظاهر، وقال بعضهم إن من يشارك في التظاهر عليه كتابة وصيته قبل مغادرة منزله. فهل كانت هناك مؤشرات لتلك التحذيرات في الواقع؟

نجح الاخوان في استقطاب العديد من القوى السياسية، لكنهم لن يتمكنوا من تحييدنا سواء في حزب التحرير أو الصوفيين بشكل عام. فالإخوان يعلمون أننا معادون لهم وعلى النقيض من توجههم، ولن نجلس سوياً على طاولة واحدة في يوم من الأيام. وعندما علم الاخوان أنهم لن يتمكنوا من كبح جماحنا، اعتمدوا على ميليشياتهم المعروفة بشباب الاخوان. وصلتنا معلومات مؤكدة بأن شباب الاخوان، وبالتنسيق مع حركة 6 أبريل، استأجروا وحدات سكنية قرب قصر الاتحادية للانقضاض منها على المتظاهرين في الرابع والعشرين والحادي والثلاثين من آب (اغسطس) الماضي، بعدما تلقوا التدريبات اللازمة على قمع وفض المظاهرات، سواء كان ذلك بصورة سلمية أو غيرها.

ما تعليقكم على هذه المعلومات إن كانت صحيحة؟

ما جرى لا يختلف كثيرًا عما كان الحزب الوطني البائد يقوم به ضد معارضيه والمتظاهرين ضد سياساته، وهو يؤكد وجود قوى مدنية تعارض استغلال الدين واستخدامه لتحقيق مآرب سياسية. لا شك في أن هذا الاستغلال كان القاعدة العريضة التي بنى عليها الاخوان المسلمون استراتيجيتهم للهيمنة على السلطة بعد انهيار نظام مبارك.

تكتل مضاد

بمواجهة ذلك، هل تقتصر استراتيجيتكم على تنظيم المظاهرات؟

محي الدين: مستعدون للتنازل عن الانتخابات البرلمانية المقبلة شريطة وجود دستور يليق بمصر

أمام القمع الإخواني لحرية التعبير عن الرأي، نعكف في الوقت الراهن على تجميع صفوف كافة القوى المدنية للانطلاق بها في حراك مواجه للاخوان الساعين الى السيطرة على كل شيء.

هل تمهدون بالتجمع هذا للانتخابات البرلمانية المقبلة؟

ينبغي توضيح نقطة هامة، وهي أننا لا نكترث للانتخابات البرلمانية المقبلة. فنحن على استعداد للتنازل عنها تمامًا شريطة وجود دستور جيد يليق بقيمة مصر. كل ما نخشاه هو أن يصاغ الدستور بطريقة لا تخدم سوى جماعة الاخوان المسلمين وتوجهاتها السياسية، لتثبت الجماعة كعادتها أنها لا تكترث بالشعب قدر اكتراثها بالتمكين والسيطرة. إننا نعمل على محورين رئيسيين، أولهما التناغم مع كافة القوى المدنية في محافظات الجمهورية، وتوحيد الصفوف لمجابهة القوة المنفردة بالحكم، وثانيهما حشد الطرق الصوفية، وتحديدًا الثلاث التي تنتمي الى جبهة الاصلاح، في تكتل مع القوى المدنية المختلفة.

ويجري التنسيق مع جبهة عمرو موسى وحملة حمدين الصباحي، فضلاً عن تنسيق جديد بين السيد علاء الدين ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والناشط السياسي، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الدكتور محمد أبو الغار. فالاجتماعات شبه يومية في مقر المشيخة العامة للطرق الصوفية، ولم نكترث بقرار وزارة الاوقاف الغاء حلقات الذكر الذي يحاول الحد من نشاطنا بمنعنا من التجمع.

شفيق رجل دولة

هل ستنجح تلك الاجتماعات في مجابهة الإخوان المسلمين؟

أرى أنها نجحت وستحقق نجاحاً أكبر من ذلك في الفترة المقبلة. لا تنسى أننا لم نمارس العمل السياسي منذ فترة طويلة، وما انجزناه قياسًا بذلك يعد نجاحًا كبيرًا. ولعل مظاهرات الرابع والعشرين والحادي والثلاثين من آب (اغسطس) الماضي تؤكد أن قوى اليسار ما زالت فاعلة وثابتة في موقعها.

ينتمي الفريق أحمد شفيق إلى النظام السابق، لكنكم دعمتموه في الانتخابات. ما تفسيركم لذلك؟

يدير الاخوان المسلمون قضية النظام السابق والحالي بشكل غير اخلاقي. ففي حين تعتمد الجماعة في ادارتها للبلاد على الطابور الثالث والرابع في كوادر النظام السابق، تعاملنا نحن مع الموضوع بشكل يخدم البلاد ولا يخدع الشعب. فلا مانع من الاعتماد على رجل مثل الفريق أحمد شفيق في إدارة البلاد، فهو رجل دولة من المقام الاول، ويستطيع إدارة البلاد في فترة من أشد الفترات صعوبة بعد الثورة. اما اذا كانت هناك تحفظات على الرجل في الفترة الراهنة، فلا مانع في ظهور قيادة جديدة.

باب خلفي للتشيّع

الطريقة الصوفية العزمية التي تنتمون اليها من اكثر الداعين إلى تحسين العلاقات المصرية الايرانية، ما موقفكم من هذه القضية بعد زيارة الرئيس مرسي للدولة الفارسية؟

نعم شجعنا على تحسين العلاقات المصرية الايرانية، وقمنا بعدة زيارات لطهران بهدف التقريب بين القوى الاسلامية في منطقة الشرق الاوسط، والتجمع على كلمة سواء لمكافحة المخططات الصهيونية والغربية، غير أن ما يجري حالياً من تقارب مصري ndash; ايراني لا يهدف إلا الى النفوذ الايراني على حساب مصر، بدليل أن إيران عكفت منذ الثورة على دعم الاسلام السياسي داخل وخارج مصر بكل قوتها. يرى الايرانيون في حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، امتدادًا للثورة الاسلامية الايرانية، ويقود ذلك بالضرورة إلى فتح باب خلفي للتشيّع في مصر.

أعتقد أن ذلك كان من أسباب الخلاف بين مبارك وإيران. انطلاقًا من ذلك، قررنا قطع صلتنا بالايرانيين وتوقفنا عن زيارتها. فمصلحة مصر تأتي أولًا.