رجل يرتدي قميصًا كتب عليه عبارة (لا تنسى لا تسامح) لتكريم ضحايا اعتداء 11 سبتمبر

بالرغم من حرب على الارهاب كلفت الكثير، من اجتياح أفغانستان إلى احتلال العراق، وبالرغم من ضربات موجعة لتنظيم القاعدة، يبقى الأميركيون على إحساسهم بالخطر يداهمهم في كل العالم.


أحد عشر عامًا مرت على ذكرى أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لكن هذه السنوات لم تستطع أنزع الخوف من نفوس الأميركيين، ولا إزالة إحساس الخطر المحدق بها، بالرغم من مرور عام على ذكرى مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الذي قاد الهجوم، والذي هدد أتباعه بالإنتقام لمقتله في زمان ومكان يحددونهما. وقد تزامن ذلك مع مقتل سعيد الشهري، الرجل الثاني في القاعدة باليمن، وهو ما قد يزيد أتباعه إصرارًا على الإنتقام والثأر بالتخطيط لهجمات إرهابية تستهدف المصالح الأميركية في العالم. وهذا ما جعل الإدارة الأميركية ترسل تحذيرات للأميركيين في العالم لتوخي الحذر من وقوع أعمال إرهابية وعنف وانتقام تستهدفهم، خصوصًا اليوم مع حالة الغضب التي تسيطر على العالم العربي احتجاجًا على الفيلم المسئ للرسول.

التهديد مستمر

مرت ذكرى أحداث أيلول (سبتمبر) هذا العام في ظروف معقدة، لم تنتظرها الإدارة الأميركية. ففي غمرة فرحها بالتخلص من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن، وبعد خلاصها من أسامة بن لادن مؤسس التنظيم في أفغانستان، أتى الفيلم المسئ للرسول الذي أنتجه متطرفون أميركيون، ليقيم الدنيا ولا يقعدها في العالم العربي. فقتل السفير الأميركي في ليبيا وأحرقت بعض السفارات الأميركية في الدول العربية، ما أكد للأميركيين مخاوفهم في أنهم ما زالوا في خطر، حتى بعدما قامت به الإدارة الأميركية من جهود لمكافحة الإرهاب. فلا زالت موجة الكراهية والعداء لأميركا تتزايد في الشارع العربي.

ويرى المحلل السياسي محمد كمال الصاوي أن مرور 11 عامًا لم يغيّر الكثير بالنسبة للأميركيين، بالرغم من مقتل أسامة بن لادن. فمقتله لم ينهِ خطر القاعدة ولم يوقف عجلة الإرهاب، وما زال الوضع كما هو، ولم تتوقف التحذيرات للأميركيين من تهديدات مستمرة بأعمال إرهابية ضد المواطنين والمصالح الأميركية. وما زال قانون تقيد الحريات ساريًا، بالإضافة إلى قانون المراقبة على الأشخاص.

وكان بيان صادر من وزارة الخارجية، تم تحديثه في تموز (يوليو) الماضي، قد أشار إلى أن وزارة الخارجية لا تزال قلقة إزاء استمرار التهديد بوقوع هجمات إرهابية ومظاهرات وأعمال عنف أخرى ضد الأميركيين والمصالح الأميركية في الخارج، مبينًا أن المعلومات الحالية تشير إلى أن تنظيم القاعدة والمنظمات التابعة له تواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة في مناطق متعددة قد تطال الأماكن العامة وأنظمة النقل العام.

قلّصها ولم يوقفها

بالرغم من إقرار البيان بأن مقتل بن لادن ساهم كثيرًا في تقليص العمليات الإرهابية، إلا أنه بالتأكيد لم يوقفها نهائيًا. فلا زال لدى المتطرفين النية والإصرار على المواصلة والإستمرار في محاربة أميركا. وفي تصريح سابق لشبكة سي أن أن، اعتبر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الولايات المتحدة باتت بالتاكيد أكثر أمنًا اليوم غير أنه أقر بعدم وجود حل سحري ونهائي للقضاء على التنظيم وشبكاته.

وحول مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن القيادي سعيد الشهري، يعتقد الصاوي بأنها خطوة كبيرة ومهمة في سبيل مكافحة الإرهاب للقضاء على الوجوه الفاعلة والمدبرة في تنظيم القاعدة، التي لها دور كبير في إضعافه، لكنها لا تنهي التهديد الذي تتعرض له أميركا، خصوصًا بعد أن تعزز نشاطها في المنطقة، مستفيدة من تصاعد الفوضى في كل من سوريا واليمن وقدرتها على التواجد في ليبيا، مما يجعل المصالح الأميركية في المنطقة معرضة لخطر أكبر.

وقد قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في الذكرى الحادية عشر لأحداث 11 ايلول (سبتمبر)، التي استهدفت برجي التجارة العالمي وراح ضحيتها ٢٧٥٣ شخصا: quot;لقد نقلنا المعركة إلى عقر دار القاعدة، وأهلكنا قيادتها ووضعناها على درب لا يؤدي بها إلا للهزيمة، بفضل شجاعة ومهارة أفراد مخابراتنا وقواتنا المسلحة، فلن يهدد أسامة بن لادن أميركا مرة أخرى أبدًاquot;.

توقيت مريب

ثمة تساؤلات عدة عن انتاج وعرض الفيلم المسئ للرسول في هذا الوقت بالذات، الذي يأتي متزامنًا مع ذكرى أحداث أيلول (سبتمبر) وبعد مقتل سعيد الشهري فورًا، الأمر الذي قد يثير شهية التنظيم للإنتقام وينعش هجماتها ضد المصالح الأميركية في المنطقة.

وهو ما أكده محمد الصاوي الذي يرى أن الفيلم دخل في موضوع محرم وحساس للغاية بالنسبة لمشاعر المسلمين الدينية، أدى إلي حالة من الغليان في الشارع العربي والإسلامي، وهو ما قد يستغله تنظيم القاعدة quot;لتوجيه ضربات انتقامية باعلان الجهاد في سبيل الله دفاعا عن حرمة رسول الله الكريم، ما يعطيه الذريعة والمبرر لقبول الناس بما قد يحدث وقد يهبه تأييدهم، وذلك بعد تلقيه عدة ضربات قوية أضعفت التنظيم أولا بمقتل مؤسس تنظيم القاعدة ، ثم مقتل القيادي آبو يحيى الليبي في الباكستان، وأخيرا مقتل القيادي في جزيرة العرب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة سعيد الشهري، وقبله مقتل القيادي الجزائري في تنظيم القاعدة فرع المغرب نبيل مخلوفquot;.

وكان تنظيم القاعدة بعد أحداث السفارة في ليبيا و مقتل السفير الليبي قد أعلن مسؤوليته عن التفجير و أشاد بالعلمية التي حدثت انتقاما لمقتل إبو يحيى الليبي، ما يؤكد أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل خطرًا على أميركا ومصالحها الموجودة في كل مكان في العالم.